مواضيع للحوار

جبار خماط حسن وذاكرة السينما

جبار خماط حسن وذاكرة السينما

597 مشاهدة

 جبار خماط حسن وذاكرة السينما

ذاكرة _ السينما

ان "بيرغمان" يمنح الممثل الثقة الكاملة بنفسه، وقلائل هم المخرجون الذين يعطون الممثل هذه الفرصة، وهو لا يلقي عليك محاضرة حول ما يريده، وإنما يتوجه بكلمات محددة، ويحدد لك الإيقاع فقط.

كان أول مسرح عمل فيه "بيرغمان"، يعج بالبراغيث، والأعضاء الجدد من الممثلين تعرضوا للقرص الشديد، وكانت انابيب المياه الممتدة من المطبخ تخترق غرفة الملابس، وتسيل القاذورات من دورة المياه على المكيفات المثبتة على الحائط، وأجهزة التدفئة لم تكن تعمل بشكل جيد، وعندما أقيمت أرضية الصالة كانت هناك جرذان ميتة، تسممت بدخان الفحم، اما الجرذ الحي الوحيد، فكان قويا ولا يخشى ابدا ويهاجم مهندس المسرح، فيفر القط السمين هاربا.

هكذا يصف لنا "بريغمان"، أول مسرح تم استلامه من البلدية بعد أن طلبها ووافقت على طلبه، لكنه بجدية المنتمي لمشروعه المسرحي، اظهره بهالته من الاناقة والعروض المميزة إبداعا.

كان المسرح المتداعي في هلنسبورغ، حين سافر اليه أول مرة، إذ كانت تقدم الشركة المسؤولة عليه، عرضين أسبوعيا، وكان العرض الواحد يحضره جمهور مؤلف من ثمانية وعشرين شخصا !!

يقول الممثل السويدي(( ماكس قلت سيدو)) الذي عمل مع "بيرغمان" في أهم أفلامه "

كل شي واضح في ذهن "بيرغمان"، وهذا ما جعله مخرجا غير عاديا، يعرف ماذا يريد، ويعرف الأسلوب الذي يحقق به هدفه، وهو يستطيع أن يعمل دون توقف، وحين كنا نعمل في المسرح صيفا، وشتاءا كنا نبدأ بتصوير الافلام، قبل أن تسترد أنفاسنا، وفي كل مرة كان "بيرغمان" هو الذي يقرر متى نعمل، وماذا نعمل، ويمضي في قراره حتى النهاية "