جرح صغير ...

اختيار الفنان #شادي _فضة

المصدر موقع #فكر وفن

هل كنت تتذوقين الشعر عندما مات رياض الصالح الحسين في مستشفى المواساة .طبعا لا .

كيف تتذوقين الشعر أنذاك ولم يكن لديك نهد بعد..

بين يديك أيها العالم

متدفق منطو

بعيد وقريب

أتنقل من شارع إلى جدار

ومن صديق إلى قاتل

ومن أغنية إلى غبار

حاملا خضاري وقمحي وكراريسي

بنادقي وزهوري وفراغي

دونما راحة دونما تعب

ذلك أني أعيش لأسأل

أو أتسائل لأعيش ..

..وأين كنت حينما هرب الماغوط حافيا من دمشق إلى بيروت حاملا خوفه وأظافره المكسورة

حينها كنت تلعبين بين الأزقة والحوانيت

..ليتني وردة جورية في حديقة ما

يقطفني شاعر كئيب في أواخر النهار

أو حانة من الخشب الأحمر

يرتادها المطر والغرباء

ومن شبابيكي الملطخة بالخمر والذباب

تخرج الضوضاء الكسولة

إلى زقاقنا الذي ينتج الكآبة والعيون الخضر..

.. وحين كانت أمك تربط جدائل لشعرك هل كنت لتعرفي معنى الجسد والحب في قصيدة لأدونيس حين قال..

..من كل شيء حيث المعنى

يتشرد في الفلوات

يجيء الحب يظل غريبا

أوسع مما صورناه وأعلى

هل في هذا الجمر ملاذا

إن يكن حينها إلها

أو يكن لعنا واتفاقا فلا شيء

إله يمكن أن يتقيأ في ظله

قفر أيامنا

..وهل أدركت معنى الجوع يوما والبرد يلفح جلود المارة وأموات بلا جنازة في نص لزكريا تامر.أم كانت أمك في اليوم العاشر تلف لك عروسة من الزعتر وتركضين لاهية للعب جديد وأغنية جديدة ..

..من أجل أن يبقى الوطن حرا سعيدا

عشتم أيها الشرفاء مئات السنين بلا خبز

عشتم بلا حرية

عشتم بلا كرامة

نسيتم الابتسامة وكرهتم الورود والقمر واغاني الحب

..يوم كانت شفاهك ملطخة بحمرة السكاكر هل كنت تعرفين مامعنى التمتمة والشفاه التي تخاف المرافئ البعيدة نازفة حين كان حنا مينا يطلق الكلمات بشفاه باردة لنتلقفها فتصبح نورا..

..حذار أن تحرك شفتيك حينئذ تسرق الريح منك الكلمات وتذورها

والكلمات لا تموت في الريح تذوب فيها وتنتشر معها وفي الصعود الى أعلى صوب النجوم تحملها معها

اطبق شفتيك إذا تكلم في ذاتك فقط..

..هل عرفت معنى الجنون بين كلمات ممدوح عدوان حين كانت قصائده تكسر كل السلاسل لنصرخ بكل قوة كصراخ الطفل الذي رأى الحاكم عاريا..

..رأيت بلادا تجوع وتنذر للحرب لقمتها

ثم يأكلها الأغنياء

وتنذر للحرب أبناءها

ثم يقتلها حاكموها

فقلت سلاما بلادي التي تتقيؤنا لاجئين..

وحين كبرت أيقنت تماما مامعنى الغربة داخل وطنك..