مهرجانات منوعة من العالم العربي

حريق اللون.. حريق الروح والإعادة الثالثة للعمر

حريق اللون.. حريق الروح والإعادة الثالثة للعمر

1631 مشاهدة

حريق اللون.. حريق الروح والإعادة الثالثة للعمر

 

صدر عن وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب كتاب لنصين مسرحيين بعنوان «حريق اللون.. حريق الروح والإعادة الثالثة للعمر» للفنان والأديب الدكتور محمد قارصلي.
ففي المسرحية الأولى أحرقت قوى الجهل والجهالة والتعسف ألوان الفنان التشكيلي، فاحترقت روحه وتوقف عن الرسم والمخرجة السينمائية في المسرحية الثانية حوربت لأنها امرأة أولاً ومبدعة ثانياً ولإصرارها على مواقفها، وعندما أجهضت أحلامها كافة، خضعت لشروط السوق التلفزيونية المحلية والعربية، ومع ذلك فإن المخرجة السينمائية في المسرحية التي تعرض وتحلل حياتها المأساوية، تجيّر ثورتها الخجول في النهاية لمصلحة خاتمة تفاؤلية في فيلمها بدلاً من النهاية المأساوية الأصلية التي لن تلقى رواجاً في السوق.
كتب قارصلي حتى الآن أكثر من عشرة نصوص مسرحية للأطفال والفتيان والكبار ومن المعروف أيضاً أنه مخرج سينمائي ومسرحي بارع، فقد فازت بعض أعماله الإخراجية المسرحية بجوائز دولية في مهرجانات معروفة في اليابان والهند وكذلك بعض أفلامه التي نالت العديد من الجوائز الدولية وإن نصوص المسرحيتين تنتمي إلى الأدب المسرحي المغري فكرياً وفنياً وسبق أن عرضت بعض نصوصه في العاصمة وخارجها بإخراجات مختلفة وبنجاح لافت.
إن أسلوب قارصلي في هذين النصين سردي ملحمي شكلاً ومضموناً ويعتمد بنية المشاهد القتالية والمتداخلة والمركبة في إنسانية حياتية، تركز عند كل مفصل مهم على إبراز ما هو عادي ومألوف بحيث يبدو غريباً وصادماً ينبه عقل المتفرج إلى ضرورة اتخاذ موقف ناقد مما يجري أمامه على الخشبة وحوله في الواقع سلباً أو إيجاباً.
واعتمد قارصلي في (حريق اللون... حريق الروح) على معمار بسيط يتساوق مع التسلسل الزمني لأحداث حياة الفنان التشكيلي مركزاً في الآن نفسه على تقنيتي المعايشة والتغريب في الوقت نفسه وذلك بغرض تحقيق احتمالية ومصداقية الشخصية والحدث.
وقد لجأ قارصلي في نص (الإعادة الثالثة للعمر) إلى تقنية في معماره، غاية في التعقيد يمزج فيها بين المسرح والسينما من جهة ويستخدم لعبة المسرح داخل المسرح من جهة أخرى وفي الإطار السينمائي من جهة ثالثة لاعباً بالمستويات الزمنية بين الحاضر والماضي والماضي البعيد من جهة رابعة محافظاً في كل حين على مصداقية الشخصية في الحدث تارة وتغريبها تارة أخرى مخاطباً وعي المشاهد مباشرة بتقنية مسرحية غير مباشرة.

جريدة الوطن

الأحد 27 / 2 / 2011

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية