قالت الصحف

حسن م يوسف .. قناة للثقافة الوطنية ...

حسن م يوسف .. قناة للثقافة الوطنية ...

2429 مشاهدة

قناة للثقافة الوطنية

حسن م. يوسف

جريدة الوطن

الأحد 10 / 4 / 2011

 

لم يسبق لي طوال حياتي أن تلقيت خلال أسبوع واحد مثل هذا الكم من رسائل المديح والذم، فقد انقسم القراء بحدة حول زاويتي «من الدعاية والأنباء إلى الإعلام» فقد رأى بعض القراء أنني فيما كتبته كنت أحابي وسائل الاتصال السورية، وهذا أمر عجيب، لأن كل ما قلته بالحرف الواحد هو أنها قد تمكنت... من قطع حبل السرة الذي يربطها بمرحلة «الدعاية والأنباء» وراحت تتلمس طريقها في عالم الإعلام الذي لا يكف عن الغليان. «والعجيب أن بعضهم فهم كلامي على أنه تطبيل للإعلام السوري»، على حين اعتبره آخرون نوعاً من التجريح «الذي يطول كل الإعلاميين» لأن حبل السرة، على حد قولهم، يكون بين الوليد والأم وتلمس الطريق يكون للمكفوف!
أحد الأصدقاء صرخ عبر صفحتي على الفيس بوك «أين الإعلام في هذا الإعلام؟»، على حين تفضلت بعض السيدات باتهامي واتهام ظلالي السبعة بالتواطؤ والمديح... إلخ ما جعل الحماسة تدب في رأس أحد الأصدقاء المتحمسين، فرأى أن مجرد طرح هذه الأفكار في هذه الفترة هو فكر تنويري واتهم السيدات المعترضات بأنهن لم يعرفن طعم الكلمات، ووصفهن بما لا يليق متمنياً لهن الشفاء!
هنا اضطررت مجدداً لأن أتدخل موضحاً: «أنا لم أقل إن هذا هو الإعلام المشتهى والمأمول، كل ما هنالك أنني قلت إنه بدأ يرى الحقائق التي لا تسر المسؤول. إعلامنا ما يزال بحاجة للكثير من العمل كي يليق بوطننا ومواطننا».
لكن على الرغم من وضوح كلامي فقد توصل أحدهم إلى أنني «معجب بالتطور الإعلامي في التلفزيون السوري» كي يبرر لنفسه شتمي وشتم التلفزيون!
صديق آخر رأى أن ضعف كلامي يكمن في أنه يحتمل التأويل فأجبته أن الكلام الذي لا يحتمل التأويل لا يعوَّل عليه، جرياً على قول ابن عربي كل ما لا يؤنث لا يعول عليه!
أحد المحاورين أصر مراراً على تحوير كلامي، فأجبته ببساطة: «لماذا تريد أن تجعلني أقول ما لم أقله؟ هل تبحث عن سبب لشتمي؟ لست مضطراً لذلك، يمكنك أن تشتمنى دون مبرر، فقد تعودت «النقد الموضوعي».
قبل لحظات من كتابة هذه الكلمات قرأت كلمات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية عن الشيخ البوطي مفادها أن تعليمات قد صدرت عن سيادة الرئيس بشار الأسد بإحداث قناة فضائية دينية سورية «ترعى الإسلام الحق الذي لا يميل إلى الشرق ولا إلى الغرب».
وحرصاً على التوازن الذي هو جوهر استقرار بلدنا الحبيب سورية، أتمنى على أصحاب القرار إحداث قناة مدنية للثقافة الوطنية تتيح المجال لكل أطياف المجتمع السوري المتنوع بلا استثناء، كي تعبر عن حضورها المتميز في السجادة السورية، وتغني سواها وتغتني به، من خلال الحوار البناء في مشاكل اليوم وآفاق الغد.

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية