قصة قصيرة

حكاية اليوم كتبتها     آية  طريف

حكاية اليوم كتبتها آية طريف

734 مشاهدة

حكاية اليوم كتبتها     آية  طريف

 

كانت كيفما مشت يتقطر الحب من كعبيها، و أنا وراءها بدلاء الشوق أسعى لجمع ما يكفي لإرواء عطشي، هي كانت سريعة مختالة واثقة العشق، و أنا كنت أتبع آثارها بتلكؤ مخاب في معركة، تذوب بجسهدا بين المارين في طريق ما، أنغمس أنا الآخر، أتلقى صفعات من لحظ على خدي، جميع الناس هنا مثلها واثقون يمشون كالملوك، و أنا؟ أنا شحاذ غرام فقير، منبوذ كذبابة اجتازت القفير، فما كان من النحل إلا أن ينفيه، لكزت من مرفقي بفعل أحدهم، هرت الدلاء من بين يدي، تبعثرت في المكان، قالوا: يسبب الفوضى أخرجوه، ندهت: أنا هنا لأجلها لا لأجلكم تمهلوا!، رموني خارج حشدهم بجهة سيرها، و راح كل زوجان منهما يترقصان على نداءاتي لها على لحن النحيب،.. أوقفت النداء، عندما لحظت بقايا عصير الحب على الأرض، لمسته كان لا زال رطبا، "هي قريبة"، همست، و بارقة الأمل كانت قد رعدت وسط عيناي المنهكتان، و رحت أتبع الدبق،.. إلى أن وجدتها، على ضفاف بحر الهيام كانت قد أرخت قدميها، و خلخالها يصدر نشيجا كلما داعبه الموج، جلست قربها، نظرت إليها، كنت مترددا ما بين بث حاجتي، أو التعفف عن السؤل، لكن ضربة موج عاتية من الاعتراف، جعلتني أتقيأ كل ما كان حبيسا، لم تكن كبقية أعضاء القفير، لقد كانت تركض كل تلك المسافة لنصل إلى هنا وحيدين، لتستطيع هي الأخرى أن تفصح عن مشاعرها، لربما ضربة الموج لها يد في ذلك، و لربما ضربة توسلاتي على شغاف قلبها،..رميت الدلاء عرض البحر، ليملؤهم الماء المالح، و ليملؤ قلبي بحبها.