أخبار فنية

حلب بيت النغم منذ بداية التاريخ

حلب بيت النغم منذ بداية التاريخ

2285 مشاهدة


حلب بيت النغم منذ بداية التاريخ

 

عرفت مدينة "حلب" الموسيقا والغناء وشهدت على ذلك نصوص تاريخية عديدة تصف الآلات الموسيقية وتُعرف بالعازفين والمنشدين الذين يعبرون عن الشعور الإنساني النبيل. وكانت "حلب" تشع موسيقيا عبر القرون فاستوعبت وأخذت وأعطت وأبدعت وتميزت بالقدرة على البقاء والاستمرار مع رحلة النغم وأربابه وأن مخزونها التاريخي من النغم إلى جانب ما أبدعته من الحان مهدت الطريق لتكتب مدينة "حلب" أهم الحضارات في تاريخ الموسيقى العربية لتنقله باعتزاز لأجيال قادمة وتحافظ عليه من الضياع والنسيان وتمنع عنه عبث العابثين... إن حب الإبداع والابتكار شيء طبيعي فطر عليه أهل "حلب" منذ عهود أسلافهم العموريين والآراميين والأمويين ومجلس سيف الدولة الحمداني إلى أن ملكت "حلب" النصيب الأكبر في تلحين الموشحات والقدود بشكل بارع على يدي العمالقة أمثال "الشيخ عمر البطش، وبكري الكردي"، كما كان للملحن الشيخ "علي درويش" الذي درس في المعهد الموسيقي التركي في "اسطنبول" بصمة وفية عندما جمع الموشحات المتوارثة ودونها التدوين الموسيقي الحديث وصدحت بها حناجر الفنان الكبير "صباح فخري ومحمد خيري وصبري مدلل" وغيرهم كثير000 مما جعل مدينة "حلب" الشهباء تتلون بنغمات شجيه تعكس التطور الفني الذي وصلت إليه فرقة "بيت الفنون للتراث" تنطلق حاجات الإنسان من كونه يحتاج إلى غذاء غير الغذاء المعتاد000انه غذاء المعرفة والثقافة الذي يجعل دوره كانسان فعالا في المجتمع بكل إبعاده وكون الموسيقى هي لغة تفهمها كل المجتمعات إذا كانت الحاجة إلى الموسيقى الشرقية الرائعة لتكون غذاء روحيا يضفي للنفس صفائها وسموها00 * تم تشكيل هذه الفرقة من عناصر هم أساتذة متخصصون ومخضرمون في هذا المضمار من خيرة الموسيقيين والمطربين وكذالك الراقصون الذين أبدعوا في أداء أروع الحركات المعبرة عن التراث .

بدأ تأسيس الفرقة في عام 1997م وقد قدمت الفرقة عروض في عدة دول منها "تركيا ولبنان وقطر والبحرين والجزائر والمغرب و مصر والهند" وغيرهم ...

 قام بتأسيس الفرقة وإدارتها العامة كل من الأخوين الأساتذة "محمد حداد واحمد حداد" .

تتألف الفرقة من حوالي / خمس وأربعين/ فنان من مطربين وموسيقيين وراقصين .

عملت الفرقة على أن تكون نشاطاتها شاملة على الغناء والموسيقى والرقص المعبر على مدى الحس الفني الذي توصل إليه أجدادنا .

تعمل الفرقة على رفع المستوى الفني للتراث الرائع القديم وتقديم الموشحات القديمة التي بدأت تغيب عن آذان المستمعين والحفاظ على الأناشيد الصوفية والمدائح ووضعها في قالب موسيقي جميل بحيث تشد أذن المستمع وترفعه إلى السماء وتجعله يحلق في الفضاء الروحي وتقديم الفلكلور الحلبي من قدود وأغاني راقصة وكذلك تقديم أجمل الأدوار من أرقى التراث الغنائي العربي . وتسعى الفرقة دائما على تطوير التراث الصوفي والموسيقي وإضافة لمسات فنية مع الحفاظ على الأساس اللحني للموشحات والأغاني من التراث العربي المجيد .     

أقامت فرقة "بيت الفنون للتراث" حفلا موسيقيا في الرباط والدار البيضاء بالمغرب عام 2009 وذلك برعاية وحضور وزير الثقافة السوري الدكتور رياض نعسان اغا سابقا ووزيرة الثقافة في المغرب، كما حضر الحفل حشد هائل من المهتمين بالتراث الموسيقي العربي الأصيل حيث قدمت الفرقة مجموعة من الأغاني التراثية القديمة والمقطوعات الموسيقية: سماعي الماهور، وصلة موشحات مثل العذارى المائسات وحير الأفكار ويا عريبا وحبي ملك ، تقاسيم قانون، وأغنية ابعتلي جواب ، تقاسيم كمان، ووصلة من القدود الحلبية قدك المياس وغيرها من القدود الجميلة و الأغاني والقصائد والمقطوعات التي لاقت استحسانا من الحاضرين. كما ختم الحفل بلوحة من التراث الصوفي والتي انفرد بأدائها الفنان "حسام لبناني" بقصيدة دينية وقد قدمت الفرقة المرافقة للوحة رقصة المولوية التي زينها الطفل "محمد حداد" الذي ابهر وشد أنظار المتفرجين وختم الحفل بتصفيق حار وعالي وصعد كل من الوزراء على المسرح وحيوا الفرقة وسط تصفيق حاد وقاموا الوزيران بشكر كل عناصر الفرقة كل على حدا وشكر وزير الثقافة السوري الدكتور رياض نعسان اغا سابقا، مديري الفرقة "محمد وأحمد حداد"..

ومن يطلع على الكتاب (وفيات الاعيان) لابن خلكان ( 1211- 1282م) يكتشف مقدار الاحترام الذي حظيت به الموسيقى في التقاليد العربية القديمة، فالموسيقى تطوف بالنفس في حدائق البهجة والسحر، فينتشي المرء طربا في اللقاءات التي يكون فيها النغم الجميل سيد الموقف. انطلاقا من هذا التقدير العميق للموسيقى أنشأت منذ حوالي اثنا عشر عام في مدينة "حلب" (شمال سورية) فرقة بيت الفنون للتراث، وهي تعمل لإحياء تراث الموسيقيين الكبار الذين برزوا خلال مسيرة تطور الموسيقى العربية في محاولة من الفرقة للتعريف بمن لعبوا دورا هاما في الارتقاء بالموسيقى والتأسيس لأنماط الموسيقى العربية الراقية بعامة، والسورية والحلبية بصفة خاصة، فقد برزت في فضاء الموسيقى الحلبية أسماء هامة من أمثال "الشيخ عمر البطش، والشيخ علي الدرويش، والشيخ بكري الكردي، والشيخ محمد خيري، وصبري المدلل و"صناجة العرب" صباح فخري" وغيرهم.. وليس غريبا - والحال كذلك - أن تبرز من هذه المدينة المعروفة بموسيقاها الأصيلة فرق فنية أصيلة مثل فرقة "بيت الفنون للتراث " وفرقة "سلاطين الطرب"، والآن الفرقة التي نتحدث عنها فرقة "بيت الفنون للتراث " التي يديرها كل من الأساتذة "محمد وأحمد حداد" الذين تتلمذوا على يد أشهر أساتذة مخضرمين في فنون نقل السماح وفن الإيقاع والزوايا الصوفية التي ساعدتهم على حفظ الموشحات التي بدأت تغيب عن آذان المستمعين، وهما يعزوان سبب تميز "حلب" بالموسيقى وظهور فرق موسيقية في المدينة إلى خصوصية هذه المدينة فقد كان هناك تقليد يتمثل في جلسات الطرب التي كانت تعقد في المنازل حيث كان المطربون يجتمعون ويتبارون في أداء الأغاني من خلال نفس المقطع، وهو ما يكشف عن الخامات الصوتية الأصيلة، ومثل هذا التقليد أدى إلى ظهور فرق عديدة فقد بدأت في الثمانينات بفرقة "نادي شباب العروبة للآداب والفنون" ثم تتالى ظهور فرق أخرى عملت جمعيها على الاهتمام بالتراث الموسيقي الأصيل. ولكن لماذا فرقة بيت الفنون للتراث ؟ يرد مدير الفرقة محمد حداد: نحن فرقة مختلفة، صحيح إننا نغني نفس اللون مع بقية الفرق، ولكن لنا خصوصيتنا الكامنة في الغناء الجماعي وفي طريقة الحفظ، فالمدير الفني للفرقة يسعى جاهدا لبلوغ مستوى عال من الإبداع الطربي الأصيل الذي يطرب المستمع ويسعده، ورغم أن المدرسة واحدة ولكن الطابع مختلف وما يميزنا مثلا هو تقديم الأغاني التراثية غير المتداولة بين الفرق الأخرى فنحن دائماً نحاول أن نبحث عن أغان قديمة غير معروفة نقدمها في طابع جديد. وردا على سؤال حول مدى نجاح هذه المحاولات وسط هيمنة الأغاني الشبابية الهابطة الرائجة في الفضائيات يرى "محمد حداد"، بأن الموشحات والقدود والطر بيات هي فن لن يموت أبدا والدليل انه ما زال صامدا وله جمهوره ومحبوه، مؤكدا بان فرقته لا تخشى من أغاني "الفيديو كليب" السائدة لان هدف الفرقة ليس الشهرة بل مخاطبة وجدان الناس، وهي تتألف من تخت شرقي يضم /أربعة عشر/ من عازفين، و/خمسة/ مطربين وهي في سعي دائم لتجديد دمائها، في سعي لأن تكون الفرقة عربية الطابع وألا تقتصر على التراث الموسيقي السوري، إذ يمكن المزاوجة ما بين التراث الموسيقي في أقطار عربية عدة وتقديمه بطريقة جديدة. وأضاف "حداد" أن الفرقة مستقلة في توجهاتها وخيارتها وهي إذ تنفصل في موسيقاها وعملها عن الفرق الأخرى لكنها تعتبر في نفس الوقت امتداداً واستكمالا لجهود الفرق الأخرى، معتبرا أن موقع مدينة "حلب" الجغرافي جعل منها ملتقى للثقافات والفنون المتنوعة ما جعل منها منبعا للطرب أيضا. ودعا الأخوين "حداد" الى ضرورة الاهتمام بالتراث الموسيقي فمن لا قديم له، لن يكون له جديد مشيرا إلى أن المستمع العربي لا يفضل الأغاني الهابطة بل هو مجبر على سماعها لأن الفضائيات لا تني تكرر بثها بصورة مملة. واختتم مدير الفرقة كلامه بالقول: في حفلاتنا وفي قناعاتنا الفنية الموسيقية انتصار للتراث.. للطرب الأصيل.. للحن الجميل.. هذه الموسيقى هي الطقس اليومي في مدينة "حلب" التي عرفت برفعة ذوقها في أنواع الفنون، وحتى في صنوف الطعام... هناك تجد اغلب السهرات الخاصة وحتى العامة تحتفي بالطرب الأصيل، فعندما يصبح الفن مختصرا في صورة راقصة، وتراث الشعوب تختزله حنجرة فارغة.. يصبح لزاما علينا أن ننشئ مثل هذه الفرق.

 ا مهرجان" سماع الدولي" وسط حضور جماهيري كثيف انطلق في مصر القاهرة مهرجان سماع للإنشاد والموسيقى الصوفية الدولي في دورته الثالثة ونظمت حفلة الافتتاح في ساحة "قبة الغوري" الأثرية في حي الأزهر بمشاركة / 11/ فرقة من عدة دول "اوز باكستان –الهند – سوريا – مصر – اسبانيا – المغرب – العراق – تركيا – اندونيسيا – البوسنة –السودان"، واستمع الحاضرون ليلة الافتتاح بمعزوفة إنشادية من رؤية وإخراج الدكتور "انتصار عبد الفتاح"، قدمتها كل من "سورية والهند ومصر والبوسنة والمغرب واندونيسيا" مجتمعة على معزوفة واحدة وإنشاد واحد رغم اختلاف اللغات واللهجات كما توافد على المكان عدد كبير من المصريين ورموز الثقافة والفكر وممثلو عدد من سفارات مختلفة بدأت المراسم بغناء جماعي للفرق امتزجت فيه الموسيقى العذبة بالكلمات المعبرة حتى ذابت في كيان واحد يعبر عن روح الحب والسلام والصفاء التي سادت عندما اشترك الجميع في أنشودة متعددة الثقافات تمدح "الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم"، كما كانت كل الفرق المشاركة حريصة على ارتداء زي يعبر عن تراث بلده ولقد كان لفرقة بيت الفنون للتراث السورية التي كان لها عدة مشاركات في مهرجانات عديدة من دول العالم والمهتمة بأداء الموشحات والقدود الحلبية بالإضافة إلى لون التراث الصوفي الموسيقي دور هام وفعال في هذا المهرجان حيث كانت لهم مشاركة مع كل بلد في أداء أروع الألحان والنغمات ولقد كان للأستاذ "محمد حداد" مدير ومؤسس فرقة بيت الفنون للتراث تميز خاص بمشاركة كل مطرب من الفرقة ووضعه بفريدة مع الفرقة التي يتناسب أصواتهم مع بعضهم حيث كان المطرب "علي السبع" مشاركة مع المغرب والمطرب "محمد علي هباش" مشاركة مع اندونيسيا والمطرب "محمد فؤاد" مشاركة مع مصر كما كان للفرقة السورية أنشودة جميلة حيث تمايل الجمهور طربا ومرددا في نشيده "يا إمام الرسل يا سندي"، وكان هناك دور هام للفنان المبدع "عامر عموري" عازف العود بانفراده بتقسيمه هزت شعور الحضور ووقفوا يصفقون وكذلك بقية الفرقة الموسيقية كان لهم أسلوب في معزوفات جميلة في جذب المستمع ورفعه إلى حالة الصفاء الروحي عازف الناي "محمد ضياء" وعازف القانون "ياسر خضير" كما كان في ختام حفل الافتتاح قام الطفل الصغير "محمد حداد" من أعضاء فرقة بيت الفنون للتراث السورية بأداء رقصة المولوية على خلفية موسيقية تجلت فيها على انغام صوفية مما لاقى أعجاب جميع الحاضرين بشدة وسط تصفيق شديد وحار وبحضور ممثل وزير الثقافة المصري السيد رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية المستشار "حسام نصار" وكما كان للفرقة السورية فرقة "بيت الفنون للتراث" عدة حفلات إضافة إلى حفل الافتتاح في هذا المهرجان .....

بقلم : احمد حداد
البريد الإلكتروني :
mawlawia_sy@yahoo.com

www.mawlawia.com

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية