حوار مع مبدع

حوار مع رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي

حوار مع رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي

340 مشاهدة

من صفحة الدكتور جبار خماط الحسن

#مسرحنا العراقي والعربي – محمد سامي

 

حوار مع رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي

#علاء _عبد _العزيز : التجريبي على هامش التيار السائد وليس للجمهور العادي!

نوادي المسرح عروضها تجريبية تبحث عن الإبتكار والحلول بأقل التكاليف!

لن نحدد زمنا لإنتاج العروض المصرية المشاركة!

#كتبت_هند _سلامة

 

#تولى مؤخرا الدكتور علاء عبد العزيز رئاسة المهرجان الأكثر إثارة للجدل "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي" وكان من أولى القرارات التي اتخذها عبد العزيز إحتفاظ "التجريبي" بإسمه دون إضافة "المعاصر"؛ عن المهرجان وعودة التسابق وتفاصيل أخرى حدثنا عبد العزيز في هذا الحوار:

كيف استقبلت قرار توليك مسئولية رئاسة المهرجان خاصة والوقت ليس في صالحك؟

بالطبع جاء القرار في وقت متأخر ومثل أي مسئولية بها نوع من القلق لكن بالطبع شعرت بسعادة كبيرة لأن هذا المكان شغله استاذي الكبير الدكتور فوزي فهمي فهناك نوع من الفخر بأنني أشغل نفس المكان الذي شغله استاذي الكبير، وهو مسئولية كبيرة لأنه مهرجان ضخم كما أنني سبق وحضرته عندما كنت طالبا في المعهد وأعلم جيدا مدى أهميته مثلي مثل كثير من الباحثين المصريين إعتمدنا بشكل كبير على المراجع من اصداراته كانت ترجمات متعددة لمدارس واتجاهات نقدية حديثة لمؤلفين مهمين فهناك من أقاموا ابحاثهم على مطبوعات التجريبي لكتاب كنا لا نعلم عنهم شيئا وعندما سافرت إلى انجلترا وجدت عددا من هذه الكتب غير مترجم للإنجليزية شعرت بفخر كبير ومسرحيات كثيرة لا أقول اننا متقدمين على انجلترا في الترجمة على سبيل المبالغة لكن المهرجان كان لديه من الوعي الذي جعله يقدم مؤلفين جددا واتجاهات مهمة للساحة المسرحية المصرية في ذلك الوقت وبالتالي لدي مزيج من مشاعر الفخر والقلق.

هل تتوقع إقبالا على المشاركة ضمن فعاليات المهرجان خاصة في ظل أزمة الوباء العالمي "كورونا"؟

 

الوضع في دول أوروبا أكثر سوءا من مصر وهذه حادثة مستجدة ونحن نعمل مثلنا مثل الطالب الذي تم إلغاء إمتحانه أو هناك إحتمال كبير بإلغاء الإمتحان لكنه يجب أن يجلس لمراجعة دروسه ليس هناك شيء مضمون نعمل ولدينا كثير من عوامل عدم اليقين متعلقة بأشياء متعددة لا أعلم ماذا سيحدث لكننا مضطرون للتجهيز لكل شيء حتى ينطلق المهرجان في موعده وخلال ايام سنعلن عن فتح باب المشاركة.

كيف استطعت إقناع الدكتور فوزي فهمي بالرئاسة الشرفية للمهرجان؟

عندما أعلنت كنت قد حصلت على موافقته إلى حد كبير كما أنني من تلامذته المقربين وأعتقد أن هذه المسألة يسرت علي الأمر لكنه في البداية عنفني ورفض القبول خاصة وأننا فشلنا بالأكاديمية في تكريمه أكثر من مرة.

هل ترى في وجود اسمه مساندة ودعم لنجاح المهرجان؟

لا أعتقد أن هذا هو السبب الوحيد لأنني في النهاية تلميذه المباشر وفي كل الأحوال إذا طلبت مساعدته ودعمه سيساعدني بلا تردد لكن هذا المهرجان أعتقد أنه يحمل نوع من الإرتباط المعنوي والنفسي الكبير بإسمه؛ وسواء في المهرجان أو بدونه ألجأ إليه دائما لإستشارته هو استاذي بكل ما تعنيه كلمة استاذ ليس فقط في قاعات الدرس ولكن في الحياة أيضا.

 

عادة تهدم الإدارات الجديدة كل ما هو متعلق بالقديم لماذا قررت انتهاج سياسة مختلفة بالرجوع لكل من سبقك في إدراة المهرجان؟

 

الكثيرون يظنون أنني سأسعد بهدم القديم لكنني اصريت في اول قرار المجلس الجديد أن اوجه الشكر للمجلس السابق لأنني مؤمن بإستمرار البناء بالتراكم واضرب لك مثل حي الأستاذة "منى عابدين" أي شخص في وضعي كان سيتخلص من الإدارة بالكامل بينما تم تفعيل قرار مدير مكتب رئيس المهرجان الخاص بها ومعي ريهام أحمد أيضا؛ من يتنكر لكل ما سبقه شخص ليس لديه ثقة بنفسه ولا يرى سوى موقعه بينما قررت الجلوس مع الدكتور سامح مهران حتى نتشاور في بعض الأمور ومن حق كل إدارة أن يكون لديها رؤية معينة في تنفيذ الأهداف؛ وسوف أجلس مع كل أطياف المسرح المصري.

 

وماذا عن عودة الترجمة ومطبوعات المهرجان وأزمة حقوق الملكية الفكرية؟

 

سأسعى جاهدا للعودة إلى فكرة المطبوعات ومشكلة حقوق الملكية مشكلة كبيرة لكن لها أكثر من حل بالتواصل مع دار النشر أو وكيل دار النشر او وكيل المؤلف نعلمه اننا نطبع في سياق غير تجاري لأن كتب المهرجان لا تباع وهناك مطبوعات اصبحت مفتوحة ولا تحتاج إلى مقابل مادي.

 

 

لماذا اتخذت قرارا بعودة التسابق في حين أن البعض يرفضه وبشدة؟

 

فكرة إلغاء التسابق لم يكن متفق عليها من المجلس السابق بشكل كامل وهي دائما قضية خلافية لكن أغلب الناس مع التسابق لأن الأغلبية فنانين ممارسين يقدمون عروضا ويريدون المنافسة بها والتسابق لم يتم الغاءه من المهرجان بشكل متكامل بدليل وجود لجان للمشاهدة تقوم بتقييم العروض وترتيبها بالتحليل والمقارنة والتقييم مثل التحكيم وبالتالي وجود مهرجان يعني بديهيا وجود التحكيم.

 

لكن عادة ما يخشى الناس من إعتراض الفرق المشاركة على النتائج؟

 

يجب ألا نخشى أحد ولابد أن يكون إختيار وتحديد لجنة التحكيم بشكل جيد للغاية وكذلك لجنة المشاهدة لأن المقدمات تقود إلى النتائج والإختيارات الخاطئة تؤدي إلى مصائب أحيانا تأتي بمحكمين بعد مرور أكثر من يوم لا يتذكرون العرض لأننا نهمل شيء في غاية الأهمية المقرر وأمين سر اللجنة لابد أن يكون متخصص ومنظم وعدم وجوده يعقد الأمور.

 

هل ترى أن غياب التسابق أفقد المهرجان الروح والوهج؟

 

ليست هذه المشكلة الحقيقية لكن في الواقع وبشكل أكثر موضوعية أن الفرق من مستوى معين أصبحت تحصل على أموال ضخمة وفرق أخرى ليس لديها وقت لأن جدولها مزدحم لمدة عامين قادمين لكن لابد من تحديد هدف المهرجان عندما قدم كان سباق ومهم لأنه جاء مع نهاية الثمانينيات وأحدث حالة مختلفة في المنطقة العربية وكانت له خصوصية في شكل عروضه ومسابقته الرسمية والكثير من المهرجانات في انحاء العالم تعتمد على التسابق.

 

كيف ترى فكرة التجريب اليوم؟

عندما انطلق التجريبي في ثمانينيات القرن الماضي كانت فكرة ما بعد الحداثة وهيمنة الصورة انتهت في اوروبا لكنها كانت فتح جديد بمصر لذلك وجدنا عددا كبيرا جدا من العروض تعتمد على الصورة بإعتبارها اسهل في التلقي أو هكذا يظن لأنها لا تحتوي على الكلمة وبالتالي تكون أقرب للجمهور والتجريبي في الواقع ليس للجمهور العادي لأن المسرح التجريبي مسرح الهامش بمعنى هو نشاط على هامش التيار السائد تجاريا هذه المسارات الجديدة عادة ما تأخذ قرونا حتى تحدث نقلة في الحساسية و التلقي لذلك لا يمكن احتسابه على التيار السائد وأعني بالتيار السائد "برودواي" في امريكا، "الويست اند" في انجلترا ومسرح "البوليفار" في فرنسا المسرح الذي يهدف إلى المتعة في المقام الأول وهو شيء غير ردىء على الإطلاق.

 

إذن ما ردك على القائلين بأن التجريب انتهى من العالم؟

 

هل البشرية انتهت؟!، هذا مفهوم خاطئ الفرق بين التجريب والتجربة واضح ولا يحتاج إلى شرح وما بعد الحداثة ألغت فكرة الوحدة وعدم ترابط عناصر العرض المسرحي بالشكل الدرامي التقليدي لأن جوهر ما بعد الحداثة الاستغناء عن النص ومع نهاية التسعينيات وبداية الألفية الجديدة ظهر من جديد المسرح التسجيلي وكان موضوعي في رسالة الدكتوراه وهو كان موجودا في العشريينيات مثل مسرح بريخت، وبيتر فايس والكتاب الألمان.."never say never" ، لأن التجريب بمعنى المعمل سنجد له العديد من المصطلحات لكن المسرح التجريبي هو المسرح الذي لا يهدف إلى تحقيق الربح لتقديم تسلية للجمهور هذه النوعية من العروض تقريبا معظمها إنتاج الدولة والثقافة الجماهيرية وفرق النوادي تحديدا يقدمون تجريب برغم أننا نتعالى عليهم في حين أنهم يقدمون أعمالا بعيدة عن الربح وتحقيق الجماهيرية ويعتمدون على الإبتكار بإيجاد حلول بالإنتاج الضعيف.

 

هل ستسعى لزيادة ميزانية المهرجان؟

 

كل الاحتمالات واردة لكنني سأسعى جاهدا الا تزيد الميزاينة وسأبذل كل ما في وسعي حتى تكون الجوائز مادية.

 

ما هي الشروط التي سيتم على أساسها تحديد مشاركة العروض المصرية ضمن فعاليات المهرجان؟

 

فكرة الكوته مرفوضة تماما لأن عند ظهورها تحدث بالقطع نتائج عكسية والمهرجان دائما كان بعيدا عنها وسنحدث بعض التعديلات على اللائحة القديمة ستحدد العروض لكن بالطبع لن يشارك من مصر أقل من عرضين بجانب ضرورة عدم تقييد العروض بتاريخ إنتاج معين قد أختار أعمالا عرضت منذ سنوات ندرس حاليا هذه المسألة لأننا لدينا فترة كبيرة من يوم توقف المسابقة التي توقفت مع توقف المهرجان منذ عام 2010 عشر سنوات؛ المهرجانات الدولية لا تحدد زمنا للإنتاج هذه بدعة ارتبطت بالمهرجان القومي؛ المعيار الوحيد الا يكون شارك نفس العرض بالمهرجان من قبل وعلى سبيل المثال ألا يتذكر الجميع عروضا شاهدناها في تسعينيات القرن الماضي من الممكن إعادة تقديمها اليوم لأنها لا تنتمي للتيار السائد مثل "حلم ليلة صيف" الأسباني و"فاميليا" التونسي إخراج فاضل الجعايبي..!