قالت الصحف

حوار ولقاء لصحيفة الوحدة مع فريق مسرحية  مازالوا يغنون

حوار ولقاء لصحيفة الوحدة مع فريق مسرحية مازالوا يغنون

993 مشاهدة

حوار ولقاء لصحيفة الوحدة مع فريق مسرحية  مازالوا يغنون

 

وبدأت العروض الجماهيرية لمسرحية  مازالوا يغنون على خشبة المسرح القومي باللاذقية

 

صحيفة الوحدة 9001

التاريخالأحد, 26 تشرين الثاني, 2017

الكاتبرولا ابراهيم

 تحت رعاية وزارة الثقافة .. مديرية المسارح والموسيقا أُطلقت العروض الجماهيرية لمسرحية (مازالوا يغنون)  تزامناً مع الاحتفال بذكرى تأسيس وزارة الثقافة وذلك على خشبة المسرح القومي باللاذقية.
 
وقد تناول العرض المأخوذ  عن نص (ثورة الموتى) للكاتب المسرحي «آروين شو» بعض الانفلاتات الاجتماعية التي جرّتها الأزمة والتي ولَّدت  الكثير من الأعداء الداخليين ممن دمروا البلاد وعاشوا على أرزاق العباد وذلك عبر حدثٍ افتراضي يتمحور حول ثلاثة شهداء يقومون من رقادهم بعد دفنهم حاملين راية البقاء والإصرار على متابعة طريق النصر غير آبهين بما يحيق بهم من مخاطر وويلات طالت أهلهم وأصدقاءهم ومحبيهم

 أرواحٌ أزهقت ودماءٌ أرهقت وأحلامٌ أُجِّلت ومع ذلك  فإن اليأس والذل والخنوع لم يعرف يوماً طريقاً إلى قلوبهم ليتمردوا على واقعهم المأزوم وعدوّهم المخيف الذي يعيش بينهم قبل أن يصبح وباءً يصعب اجتثاثه والقضاء عليه
 
تتصدَّر أولى مشاهد العرض قيام مجموعة من الجنود بحفر قبور لثلاثة شهداء من رفاق السِّلاح سقطوا أثناء تأديتهم لواجبهم المقدِّس في الدفاع عن حياض الوطن وبعد دفنهم تدبُّ الروح  في أوصالهم من جديد وتنتفض من تحت التراب كطائر الفينيق معلنة حياةً جديدة ملؤها العزيمة والإصرار والرغبة في الانتقام من أعداءٍ صالوا وجالوا في ساحات كانوا أسيادها ومن مرتزقة وضعاف نفوس عبئوا بالشر وامتلؤوا بالحقد وتسوَّروا بالفساد . . . هذه المشاهد اليومية التي سئموا رؤيتها ضاقت بهم ذرعاً وحرَّضتهم على التمسك بالحياة ورفض فكرة التعايش مع الموت
 
وبين زحمة مشاهد العرض يدور حوارٌ مليء بالألم والشجن والرسائل المبطنة بين كل من الشهيد الأول ووالدته والشهيد الثاني وزوجته والشهيد الثالث وابنته
الشهيد الحي الأول (الابن) يفصح لوالدته بأنَّ لديه أموراً وأشياءً كثيرة  تعيده إلى الحياة من جديد فما زال أمامه الكثير ليحققه وأن روحه لن تهدأ أو تستكين حتى يعود الوطن سليماً آمناً مستقراً مردَّداً بعض العبارات
)
الموت يلقي شظاياه والدم يبكي ضحاياه
)
لنغني السلام لعالم بلا قسوة بلا ألم بلا ظلم بلا خوف(
 
فيما الشهيد الحي الثاني (الزوج) يوضح لزوجته أنه قام لكي يكون للحياة معنى وجدوى ومن أجل أن يهزم اليأس والحزن ويصدح بالحق ويجهر بالحقيقة يقول في أحد المشاهد: لن نكون بعد اليوم خرائب عتيقة


 سنثور على لعنة القبور 
 
سنعيد لليالينا ضوء القمر


 أما الشهيد الحي الثالث (الأب) فيؤكد لابنته أنه لم يقم من قبره ليعود إليه ثانيةً ولا سيما بعد الثمن الغالي الذي دُفع في هذه الحرب المجنونة وأن دمه ورفاقه لن تذهب هدراً وأنَّ  فجراً جديداً سيبزغ من هذه الدماء يقول بحرقة: (الحرب آفة البشر يشعلها المجانين ويصطلي بنارها المساكين(.
)الفساد عبّأ الأرض وعندما ولد صفقنا له وعندما بلغ أشدَّه صار وقوداً أشعلت هذه الحرب اللَّعينة(.

 وفي النهاية تجتمع خيوط الأحداث ليلتقي الجميع على محبة الوطن الذي ربَّاهم واحتضنهم  وعلَّمهم أسمى معاني التفاني والإخلاص ليحاربوا العدو بيد والفساد والظلم والشر باليد الأخرى ليعمَّ الخير والسَّلام ويُعاد مجد وطنهم كما كان بهمة حماته والحامل الأكبر لهمومه أبطال الجيش العربي السوري.


  معد ومخرج العمل "لؤي شانا" أشار إلى أن الهدف من العرض الذي استغرق تحضيره عدة أشهر التأكيد على أنَّ معركتنا مع العدو الداخلي أخطر من العدو الخارجي عبر  تقديم حدثٍ افتراضي تمثَّل بقيامة  الموتى من قبورهم رغبةً منهم في تحقيق حلمهم المنشود وصنع واقعٍ جديد ليقفوا سدَّاً منيعاً ليس أمام من استباح حرماتهم وانتهك حدودهم ومقدساتهم فحسب وإنما أمام كل فاسدٍ وناقم وكل خائن وظالم ساهم في زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى وزرع الفتن
 
المخرج السِّينمائي "محمد اسماعيل الآغا" أبدى إعجابه الكبير بالعرض الذي جاء وليد اللحظة ومناسباً للمرحلة التي نعيشها ونقاسي ظروفها لافتاً إلى أنه وعلى الرغم من التضحيات الجسام التي بذلت ليبقى الوطن حراً أبيَّاً عزيزاً مصاناً من كل مكروه نرى أن هناك عدواً داخلياً أخطر وأعتى وأشرس من ذلك العدو الخارجي لذا شاهدنا في أحد محاور العمل رفض الشهداء الشديد لأن يدفنوا حتى  يكملوا الرسالة التي قاموا من أجلها والمتمثلة بالقضاء على جميع رموز الشر والفساد والخيانة الأمر الذي من شأنه أن يبعث في النفوس الأمل المتجدد بالحياة بعد أن طغى عليها سواد سنين عاشوها وتجرعوا مرَّها موضحاً أن العمل حمل في أوَّله شيئاً من الإيقاع الرتمي البطيء ولكن مع تسارع الأحداث وتطورها بدأ يشتد أكثر فأكثر ليغرقنا في تفاصيل المشاهد بأسلوب تفاعلي شيّق ومثير مشيراً إلى أن المخرج استطاع أن يتفاعل مع النص ويوجد رؤية جديدة متكاملة تقريباً فيها الغناء وفيها الرقص إلى جانب التمثيل كما أنه استطاع أن يتحكم بمشاعر الجمهور فعندما أراد أن يضحكهم أضحكهم فعلاً وعندما أراد أن يبكيهم أبكاهم أيضاً وفي ختام حديثه توجه بالشكر لجميع طاقم العمل من ممثلين وفنيين الذين بذلوا جهداً استثنائياً ليخرج العمل بهذه الحلَّة التي رأيناها على المسرح
 
يذكر أن العمل من إعداد وإخراج "لؤي شانا" ومخرج مساعد "غادة اسماعيل" وتمثيل كل من (خليل غصن- ريم  نبيعة – سهيل حداد- فايز صبوح- محمد أبو طه – نبيل مريش – وديع ضاهر وآخرين) وهو مستمرٌ بعروضه المباشرة لغاية السادس من الشهر المقبل يومياً الساعة الخامسة مساءً على خشبة المسرح القومي باللاذقية