خاطرة اليوم كتبتها الآنسة عباسية مدوني من الجزائر
بعنوان:
بين نشوة الابتهالات وضجيج الأحلام
نمشّط جدائل الذكريات ونقتطف من الطفولة كروم الضحكات البريئة، نقبّل ثغر الغد ونرشم حنّاء الأمس حلما عابرا، نقتات من الأمل مغتسلين بمطر الصبح، نمشي حفاة، عراة بين ظلال البياض، نتعطّر شغفا لسخرية القدر، نهمس لطيف الأغاني المحمّلة شوقا، نتسكّع بأرصفة الترقّب تعرية لأسرار الوجود ...
بين نشوة الابتهالات وضجيج الأحلام نرهن رعشتنا لموج البحر، لنستعيد بهجة التورّط ونرتدي وشاح الأمل لننأى إلى الصمت مجدّدا، وبين شهقة التمنّي وحرقة الصبر نخلع أسمال الأرق وبمحراب وطن نتلو صلوات الانعتاق من قيود التبعيّة، ونتعرّى سخطا وقهرا من غربة مقيتة تدفن آخر صرخاتنا ذات شتات ...
ظمأ الأوطان يقتل ربيع جموحنا وجرأة تمرّدنا ، يحصد ورودنا ويلوّن نبيذنا إلى دم ، ونثمل لنحاكي رقصة زوربا ، ونرتدي الياسمين حين نغفو معانقين صبحا يصدح بلهفة فيروزية مزاحما قصائد درويش الحبلى بالأحزان والأفراح ، لنعزف جراحنا بوصلة حالمة غزيرة الآفاق ...هي الذكريات التي تترك أثرا وبريق دمع بعيون تكتحل كل حين بالشوق ...
