ختام مـهـرجـان أيـام مـكـرة للإبـداع
الـمـسـرحي
تـونـس تـفـتـك جـائـزة الـبـرنـوس الـذهـبـي
في ظل تدنّي جو المنافسة
عـلـى مـدار أربـعـة أيـام مـن الـمـنـافـسـة فـي الـعـرس الـثـقـافـي الـمـغـاربـي الـمـتـمـثـل فـي الـمـهـرجان الـمـغـاربـي لأيـام مـكـرة، دقـت الـسـاعـة لإسـدال الـسـتـار عـن فـعـالـيـتـه بـعـد أن دخـل الـمـنـافـسـة ثـلاثـة فـرق وطـنـيـة ألا وهـي سـيـدي بـلـعـبـاس مـمـثـلـة بـتـعـاونـيـة مـسـرح الـديـك بـعـرض " الـحـبـل الـمـتـهـدل " ، مـسـرح الـتـاج مـن بـرج بـوعـريـريـج بـعـرض " الـمـاريـلا " ، وجـمـعـيـة مـسـرح الـشـلـف بـعـرض " ضـيـوف الـسـيـنـاريـو " والـدولـة الـعـربـيـة الـوحـيـدة الـمـمـثـلـة للـطـبـعـة الـمـغـاربـيـة كـانـت جـمـعـيـة مـسـرح حـمـام سـوسـة مـن تـونـس بـعـرض " جـوانـح الـمـحـبـة ".
قـبـيـل الإعـلان عـن نـتـائـج الـدورة الـثـانـيـة عـشـر مـن الـمـهـرجـان فـسـح الـمـجـال للـجـمـعـيـة الأنـدلـسـيـة مـن سـيـدي بـلـعـبـاس لإمـتـاع الـجـمـهـور الـمـحـتـشـم بـوصـلات غـنـائـيـة فـي الـطـابـع الأنـدلـسـي مـع الأسـتـاذ " مـرابـط زلاط الـحبـيـب " أيـن تـمـتع الـحـضـور بـمـعـزوفـات أنـدلـسـيـة أطـربـت الـحـضـور .
بـعـدهـا مـبـاشـرة أبـت جـمـعـيـة الـبـيان الـثـقـافـيـة الـمـنـظـمـة لـلـتـظـاهـرة إلـى تـكـريـم الفنانة " فـتـيـحـة سـلـطـان " عـرفـانـا بـعـطـاءاتـهـا و تـقـديـرا لـفـنـهـا ، هـي صـاحـبـة الـعـديـد متن الأعـمـال الـمـسـرحـيـة مـنـها قـف ...حـدود ، الـمـحـقـور و الـعـديـد مـن الأعـمـال الـتـلـفـزيـونـيـة كـالـمـسـلـسـلات مـثـل أعـصـاب و أوتار ، عـيـسـى سـطـوري ، مـسـألـة فـي رسـالـة ، وبـعـض الأفـلام الـسـيـنـيـمـائـيـة كـأحـداث 08 مـاي 1945 ، سـرقـت الـحـجـرة وغـيـرهـا ، هذا الـتـكـريـم الذي تـرك أثـرا بـالـغـا فـي نـفـسـيـتـها أيـن أشـادت بـعـاصـمـة الـمـكـرة وجـود أهـلـهـا ، كما لها مـلـحـمـة بـالـتـعـاون مـع جـمـعـيـة الـقـنـاديـل الـتـونـسـيـة إنـهـا مـلـحـمـة " يـوغـرطـة " .
كـمـا تـفـضـل الـسـيـد " قـادة رحـمـان " رئـيـس جـمـعـيـة الـبـيان بـإلـقـاء كـلـمـة مـعـلـنـا مـن خـلالـهـا إسـدال الـسـتـار عـن فـعـالـيـات الـعـرس الـمـغـاربـي أيـن وضـح أن الـطـبـعـة الـثـانـيـة عـشـر لـلـمـهـرجـان تـعـد انـتـصـارا لـلـمـسـرح بـحـكـم الـمـنـافـسـة بـيـن الأشـقـاء الـعـرب ، إلا أن الـمـلاحـظ أن الـمـافـسـة لـم تـكـن فـي مـسـتـواهـا الـعـالي و مـا قـالـه أو
صـرح بـه يـتـنـافـى وواقـع الـتـظـاهـرة الـتـي تـعد بـعـيـدة كـل الـبـعـد عـن مـسـتـوى الـطـبـعـات الـسـابـقـة .
بـعـدهـا تـفـضـل الـدكـتـور " قـدور جـدي " مـقـرر لـجـنـة الـتـحـكـيـم الـمـتـكـونـة مـن الـسـيـدة " فـتـيـحـة سـلـطـان " رئـيـسـا و الـسـيـد " طـلـعـت سـمـوي " مـن الـعـراق ، تفضل الـمـقـرر بـتـعـداد تـوصـيـات الـدورة عـلـى الـشـكـل الآتي :
-الـتـرسـيـم الـوزاري للتظـاهرة مـع تـغـيـيـر الاسم مـن أيـام مـكـرة إلـى مـهـرجـان مـكـرة الـمـغـاربـي .
-ضـرورة مـشـاركـة لـجـنـة الـتـحـكـيـم قـبـيـل انطـلاق الـتـظـاهـرة فـي انتقـاء الـعـروض الـمـشـاركـة كـدور اسـتـشـاري بـهـدف فـتـح أبـواب واسـعـة لأعمال مـسـرحـيـة راقـيـة و عـالـيـة الـمـسـتـوى .
-تـوسـيـع مـشـاركـة الـفـرق الـمـغـاربـيـة و تـوزيـع الـعـروض فـي الـبـلـديـات و الـدوائـر .
-تـوثـيـق و أرشـفـة الـتـقـاريـر و ورشـات الـتـكـويـن ، وإصدارات الـصحـف .
-تـنـظـيـم ورشـات تـطـبـيـقـية مـع الـعـروض الـمـتـنـافـسـة باسـتـضـافـة مـتـخـصـصـيـن في المجال .
-الـعـمـل عـلـى إصدار مـجـلـة الـمـهـرجـان للإعـلام و الـتـوثـيـق لـتـحتبـس الأنـفـاس عـنـد الإعـلان عـن نـتـائـج الـمـنـافـسـة .
- تنظيم زيارات للوفود المشاركة للتعرف على الواقع الاجتماعي والثقافي لعاصمة المكرة.
أيـن مـنـحـت جـمـعـيـة الـبـيـان جـائـزة خـاصـة إلـى مـسـرح جـمـعـيـة الـشـلـف صـاحـبـة عـرض "ضـيـوف الـسـيـنـاريـو" و جـائـزة أحـسـن دور نـسـائـي كـانـت مـن نـصـيـب الـمـمـثـلـة الـتـونـسـيـة " نـائـلـة شـهـلـول " عـن دورهـا فـي عـرض " جـوانـح الـمـحـبـة " ، فـي حـيـن ابـتـسـم الـحـظ فـي جـائـزة أحـسـن أداء رجـالـي للمـمـثـل الـواعـد " حـسـيـن بـن شـمـيـسـة " مـن تـعـاونـيـة مـسـرح الـديـك لسيدي بلعباس في عـرض " الـحـبـل الـمـتـهـدل " ونـفـس الـتـعاونية حصدت جـائـزة أحـسـن إخـراج للسيد " قادة بن شميسة " .
و في الوقـت الذي حصد مسرح التاج مـن بـرج بـوعـريـريـج جـائـزتـيـن ، الأولـى فـي الـسـيـنـوغـرافـيـا لـ"حمزة جاب اللّـه" ، وجـائـزة أحـسـن نـص مـن نـصـيـب "عـمـر شـروك " فـي" عـرض الـمـاريـلا " .
أمـا جـائـزة أحـسـن عـرض مـتـكـامـل الـمـتـمـثـلـة في الـبـرنـوس الـذهـبـي و في غياب كـم الـفـرق الـمـتـنـافـسـة كـانـت مـن نـصـيـب جـمـعـيـة حـمـام سـوسـة مـن تـونـس الـدولـة الـمـغـربـيـة الـوحيدة الـمـمـثـلـة للطبعة الثانية عشر مـن مـهـرجـان مـكـــــــــــرة .
" فتيحة سلطان" رئيس لجنة التحكيم التي قالت أن المهمة كانت فعلا صعبة في لجنة التحكيم ،وهي ثاني تجربة لها في ترأس لجنة التحكيم ، وبشكل عامّ الأعمال القليلة في المنافسة في مهرجان مكرة صعّبت المهمة أكثر، ومستوى الفرق لم يرق الى درجة عالية من التنافس، والقضايا المطروحة كانت مبتذلة ’ مع أني فضلت لو نرى أعمالا تمسّ قضايا الساعة ، وعلى كلّ نرجو أن تكون الطبعات المقبلة ذات جوّ تنافسيّ عال مع التمني لأعضاء جمعية البيان بالتوفيق في الجهود المبذولة للحفاظ على هذا التقليد المسرحيّ.
أمّا السيد رئيس جمعية حمام سوسة من تونس الحاصد لجائزة أحسن عرض متكامل في حلّة البرنوس الذّهبي صرح أنهم نالوا شرفا مسرحيا بمشاركتهم في هته التظاهرة، مع التمنيات بدوام التوفيق لجمعية البيان مع أمل التنسيق مستقبلا فيما بينهم لاحداث الفارق ، كما أكد أن مجمل العروض المسرحية التي هي في الحقيقة جدّ قليلة مقارنة مع طبعة مغاربية كانت قيمة ، وكم كنت أتمنى مشاركة أوسع للفرق العربية لرفع حمّى المنافسة ، وعلى كل نرجو التعامل مستقبلا بكل حكمة وتوجيه الدعوة لكل الفرق حتى نلمس جوّ المنافسة الحقيقية .
أما الآنسة " قوني مامة" ناقدة مسرحية وعاملة بالمسرح الجهوي لسيدي بلعباس صرّحت أنه لتكون طبعة مغاربية لابدّ من مشاركة على الأقل أكثر من أربعة فرق من المغرب العربي ، كما أن قانون المهرجانات في هته الطبعة لم يتبع أين يجب التفريق بين ماهو أيام وما هو مهرجان ، مع غياب مستوى النصوص المسرحية المقدمة على الركح اذ لم نرق الى المستوى المطلوب.
كما أضافت أن عنصر الشباب كان غائبا بحكم أنه الفاعل في الحركة المسرحية من نقّاد أو متربّصين في ورشات تكوينية ، بحكم أن الورشات ألغيت من فهرس المهرجان المغاربي المسرحي للمكرة في هته الدّورة، وبما أن تلكم الأخيرة تعدّ الثانية عشر لابدّ من الاستفادة من أخطاء الدّورات السابقة وتداركها مستقبلا .
أما السيد " ك.ل.أ" متفرج وعاشق للمسرح أكد أن مهرجان مكرة المسرحي قد فقد نكهته المعتادة وليس لنا الحق أن نسميه مهرجانا مغاربيا كون تونس البلد الوحيد الممثل للطبعة بالإضافة الى ثلاثة فرق وطنية مع غياب درجة المنافسة .
ناهيك عن غياب الجمهور الذي لم يكن وفيا كالعادة لأسباب تظل مجهولة مع أمل تدارك النقائص في الدورة المقبلة.
في حين صرّح الفنان " حليم زدّام" من مسرح التاج ببرج بوعريريج أنه ليس بمهرجان لنا أن نسمّيه لقاء أو أياما بحكم تنافس ثلاث فرق وطنية ودولة عربية وحيدة وهي تونس زد على ذلك لابد من احتواء التظاهرة من طرف فنّانيها ، فسيدي بلعباس مهد الفن والمسرح غاب عنها في هته الطبعة أهل الاختصاص ، ولابدّ من التنسيق بين أعضاء الجمعية لإحداث الفارق ، فالندوات هي الأخرى لم ترق الى بعد معين وغابت الورشات التكوينية .
وعليه ، يبقى مهرجان مكرة المغاربي تظاهرة فنية مسرحية لها أصولها وضوابطها لكن لابدّ من التأصيل لها بأسلوب حضاري وضبط قواعدها ومنحها البعد المسطر على المستوى البعيد ، بعيدا عن الشعارات الجوفاء والتضخيم لها بأسلوب لا يمتّ بأية صلة لواقع المسرح ، مع الأخذ بعين الاعتبار عنصر الشباب الذي يعدّ الركيزة في أي تظاهرة فنية وإشراكه في العمل الإبداعي كونه العنصر الفاعل.
على كل يبقى هذا المهرجان ان كان أياما أو غير ذلك حلقة مفقودة في سلسلة المهرجانات بمختلف أشكالها وعلى مستوى أي بقعة من العالم العربي الذي مايزال عقيما في ظل غياب إستراتيجية مدروسة بشكل عقلاني من شأنها احتواء مثل هته التظاهرات ومنحها كل الخصوصيات التي بمقدورها تفعيل الفن مع دعم عنصر الشباب الذي يعتبر لب التغيير وأساس كل نهضة في أي مجال كان.
بقلم: عباسية مدوني – سيدي بلعباس- الجزائر.
.jpg)
.jpeg)
.jpeg)
التعليقات