أخبار فنية

ختام مهرجان حماه المسرحي بمسرحية تصحيح ألوان لقومي دمشق

ختام مهرجان حماه المسرحي بمسرحية تصحيح ألوان لقومي دمشق

1029 مشاهدة

ختام مهرجان حماه المسرحي بمسرحية تصحيح ألوان لقومي دمشق

 

حفل الختام كان المسك الذي يستحقه المسرح وعشاقه من المسرحيين والجمهور الذي غصت به صالة مديرية الثقافة ..إضافة لحضور ممثلي الجهات الرسمية الحزبية والتشريعية والأهلية والشعبية ...إضافة إلى نائب نقيب الفنانين في سوريا الفنان الموسيقي المبدع "هادي بقدونس" الذي حيَّ الجمهور بمعزوفات وطنية أداها الجمهور بالصالة ..ثم جرت مراسم التكريم لبعض الشخصيات التي تميزت بالعطاء وفق معايير إدارة المهرجان ..بعد ذلك تم عرض مسرحية "تصحيح ألوان" والتي تحمل البطاقة الفنية التالية:

 مسرحية تصحيح ألوان

تأليف وإخراج : سامر محمد إسماعيل

تمثيل : يوسف المقبل و ميريانا معلولي

حضور خاص للفنان أيمن زيدان

لوحة العرض : الفنان بديع جحجاح

أغنية سليمى بصوت المبدع وضاح إسماعيل

دراماتورج : لؤي ماجد سلمان – مخرج مساعد : بسام البدر- سينوغرافيا : أدهم سفر- ديكور: زهير العربي- تصميم إضاءة : نصر الله سفر- موسيقا : رامي الضللي – مساعد مخرج : رامي سمان – أزياء ومكياج : سهى العلي – مديرة منصة : إيفا إسماعيل

العرض من إنتاج وزارة الثقافة " مديرية المسارح والموسيقى - المسرح القومي بدمشق" .

تحدث العرض المسرحي عن النخب التي كانت في مرحلة معينة تحمل رايات العدالة والحرية والمساواة الإنسانية وحرية تقرير المصير وما إلى ذلك من شعارات، البعض منها لا زال يملك مشروعية استمراره والعمل على تحقيقه ،وهو محاربة الفساد ولكن ليس فساد السوق والمعاملات بشتى أشكالها وأصنافها ..بل ذهب العمل بكشف هؤلاء النخب من أصحاب الدكاكين التي روجت لبضائع فاسدة وأخطرها الفساد الأخلاقي الاجتماعي والسياسي ..وتم إسقاط الأقنعة لتظهر الذئاب بأنيابها وخبثها، والثعالب بدهائها، من خلال شخصيتين حملهما الكاتب والشاعر والباحث "سامر محمد اسماعيل" معايشته ومشاهداته لهؤلاء النخب الذين سلم لهم الكثير الرقاب من باب الثقة ومن باب الجهالة بالشيء، تحت شعارات نالت الثقة حتى جاءت العجاف، وأصبح اللعب على المكشوف ..وكما هي العادة المهمشون يدفعون الثمن .. حكاية وكأنها فصل من رواية وخبر صحفي عابر لكنه جارح حمله الحوار البسيط بلغة محكية بعيدة عن المصطلحات الرنانة المعقدة ذات المعاني الخشبية ..وجاءت الرؤية الإخراجية بميل نحوى الأسلوب البوليسي ثم ليحتد الصراع ليأخذ قمة الوجع الإنساني الاجتماعي لمفهوم الأنوثة ومعاني الخلق والنور والألوان الحاضرة لها من خلال الحوار واللوحة التي بقيت للنهاية الشاهد المكلوم حتى النخاع الشوكي ..وكان الصمت أبلغ النهايات التي تركت البوابة للاحتمالات التي تقدر الجمهور وتحترمه ..

وقد أوضح الكاتب والمخرج بلقاء صحفي سابق العمل بقوله: " لا نقدم مقالات سياسية ولا خطاباً بل نسعى أن نلامس القلب الجماعي للجمهور بعيداً عن تجميل الوقائع وزركشتها بل بالتركيز أكثر فأكثر على طزاجة الطرح وجدته بعيداً عن غبار النصوص المترجمة وبرغبة خلق نص مسرحي محلي قادر على قراءة ما يحدث بعين المحبة لا الضغينة ومبضع الجمال لا التجريح. نعود في العرض إلى فترة الثمانينيات السورية وصولاً إلى اللحظة الراهنة عبر قصة لا تلبث أن تصير مواجهة نهائية بين جيلين حيث تتداعى الأحداث مفرجة عن بوح يقود إلى صراع ينبش في تاريخ الشخصيات مستفزا العديد من المكاشفات القاسية والصعبة وصولاً إلى مادة مسرحية نأمل أن تنال رضا الجمهور وتعاطفه بعيداً عن أي أحكام مسبقة لا ننشدها في ” تصحيح ألوان ” لا على المستوى النقدي ولا المستوى الفني فعرضنا هو أشبه بعملية قلب مفتوح على تواريخ وبشر وأزمنة ما زالت حتى يومنا هذا تستحق النقاش والمراجعة حاولت أن استلهم فيها تقنيات عديدة اقتبستها من فنون الرواية والحوار الصحفي والتشكيل لتوظيفها في لعبة مسرحية حارة وعميقة".

ويمكننا القول أننا لمسنا كل ماذهب له المؤلف المخرج وفريقه الذي جسد الأفعال بعفوية وشفافية المتمكن من أدواته ... شكرا للجميع لقد عشنا المسرح من خلال هذا العرض المسرحي الجميل ..

بعد العرض تم تكريم فريق العمل الذي يستحق كل التقدير والاحترام ..

وهكذا أسدل الستار عن الدورة ال 24 لمهرجان حماة المسرحي ..

كل عام وأنتم والمسرح والمجتمع الإنساني بكل خير ...

كنعان محيميد البني