مهرجانات منوعة من العالم العربي

خطاب السيد  رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله

خطاب السيد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله

1631 مشاهدة

خطاب السيد   رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله

في الجلسة الافتتاحية   للندوة الدولية  
                      حول
             (( القدس في الفكرالعربي والدولي))
 
التي انعقدت بمدينة فاس أيام 11-12و13 دجنبر 2009.

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

§        أصحاب المعالي  والفضيلة الأجلاء 

§        حضرات السيدات والسادة

§         أيها  الحضور الكريم

 

 

 

 يشرفني أن  أشارك في الحفل الافتتاحي لهذه الندوة الدولية في موضوع

(( القدس في الفكر العربي والدولي)) المنظمة من قبل جامعة سيدي محمد بن عبد الله  بفاس تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس  نصره الله وأيده، الذي أنعم علينا برعايته السامية لهذه الندوة  بالنظر إلى  الأهمية التي يوليها جلالته للقدس والقضية الفلسطينية وانسجاما مع مسيرة  والده المنعم جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني رحمه الله.  

 واسمحوا لي في البداية أن أتوجه بالشكر إلى ضيوفنا الذين  حلوا بمدينة فاس  من  مختلف  بقاع العالم  للمشاركة في هذه الندوة  متجشمين  مشاق السفر  من أجل ذلك ، فمرحبا بكم في المغرب بلد الحضارات، ومنبع الفكر والتسامح،  وأرض الحوار والتفاهم بين الثقافات  ونتمنى أن يكون مقامكم بيننا مقاما طيبا .

  كما أتوجه بالشكر  للسيد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي والسيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والسيد وزير الثقافة  هؤلاء الوزراء الذين تعذر عليهم الحضور وانتدبوا السادة الكتاب العامون للوزارات المعنية لينوبوا عنهم والذين أشكرهم جزيل الشكر على حضورهم .

 كما أشكر السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والسيد  الأمين العام  للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة  والسيد مدير عام وكالة بيت مال القدس الشريف والسيد والي صاحب الجلالة على عمالة فاس بولمان والسيد رئيس الجماعة الحضرية لفاس ولكل السادة أعضاء أسرة القضاء بفاس  وكافة المسؤولين والأساتذة والمفكرين الحاضرين  معنا  على  تلبيتهم للدعوة وحضورهم  افتتاح هذه الندوة  المباركة.

 

 أيها السيدات و السادة

   إن الندوة التي نحضرها اليوم مهمة على أكثر من صعيد:

 فهي أولا تتعلق بالقدس الشريف المنارة المشرقة والبقعة الطاهرة للتعايش والسلام والتي تحتل مكانة متميزة في نفوس جميع العرب والمسلمين، القدس قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين ومكان وقوع حادثة الإسراء والمعراج،  و أحد أهم كنوز الحضارات للبشرية جمعاء.

   وثانيا  تأتي في إطار الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية سنة 2009  هذا الاختيار الذي له أكثر من دلالة  من حيث إن هذا يأتي ليبرهن  بالملموس أن القدس في صميم كل عربي وأن كل العرب  يدعمون الفلسطينيين ويشدون على أزرهم في هذه الأرض المباركة  التي تفيض بعبق التاريخ  وتعتبر مهدا للحضارات ومهبطا للأديان وفضاء للحوار بين الثقافات،  كما يأتي ليبرهن  على أهمية المعركة الثقافية في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية  واستعمال قوة الثقافة مقابل ثقافة القوة .

 وثالثا فإن مكان  انعقاد  هذه الندوة هو مدينة فاس العاصمة العلمية والروحية للمملكة المغربية الزاخرة بمختلف مظاهر الحضارة العريقة التي شكلت  منذ أكثر من 12 قرنا عبر العصور مفخرة  العرب والمسلمين، والتي احتفل بها سنة 2007 عاصمة للثقافة الإسلامية .

 

 حضرات السيدات والسادة

  إن مبادرة جامعة سيدي محمد  بن عبد الله إلى عقد هذه الندوة  قد جاءت  في  وقت  تتوجه فيه الاهتمامات عربيا وإسلاميا إلى  إعادة  الاهتمام بالقدس إلى الصدارة وخاصة بعد المحاولات التي لا تتوقف من الجانب الصهيوني ليستفرد بالمدينة المقدسة و تهويد معالمها وتغيير هويتها في زمن جدار العار جدار الفصل العنصري،  وزمن الاستيطان وتجريف الممتلكات وهدم البيوت،....فأرادت منها الجامعة  حدثا يسمح بتسليط الضوء على أوضاع هذه المدينة في الكتابات العربية والدولية  بغرض الوقوف على المكانة الكبرى التي تحتلها في مختلف الكتابات شرقا وغربا وجنوبا وشمالا باعتبارها رمزا من الرموز الثابتة على الكرة الأرضية  ومفخرة للإنسانية جمعاء .

فهذا الحدث يحمل فيما يحمل ثقافة الحياة، في مواجهة ثقافة القمع والموت ويحمل رسالة حضارة وعراقةإبداع وأصالة .

 والواقع أننا  نسمع هذه الأيام  أصواتا تطلق من هنا هناك تثير الانتباه إلى  انكماش آلآم القدس في كتابات  المفكرين العرب خاصة،  وغياب القضية عن وسائل الإعلام العربية وتحذر من المخاطر الكبرى التي يمكن أن تنجم عن ذلك  ومن مغبة سقوط القدس في ذاكرة النسيان والتراجع التدريجي للارتباط الوجداني ببوابة السماء  لدى الفرد العربي وعدم إدراك الشباب العربي والإسلامي لأي شيء  عنها  . لذلك فإنه لابد من نهضة فكرية بخصوص القدس حتى لا تسرق هذه المدينة من وجداننا كما سرقت من بين أيدينا.

 

 وبالنسبة للمغرب، فعلاوة على أن الاهتمام بهذه المدينة  يشكل مركز اهتمام عدد من المؤلفين والكتاب المغاربة وأن مختلف المؤلفات المغربية تزخر بكتابات ومقالات  تهم القدس وقضاياها وتبحث فيها، فإن وسائل الإعلام بكافة أشكالها  لا تخلو أبدا  من أخبار وتقارير وتحليلات تهم  القدس وأوجاع وآلام المقدسيين وتسلط الضوء على ما تتعرض له من أخطار.

 وعلى المستوى الرسمي لا يجب أن ننسى أن المغرب كان دائما السباق إلى  مناهضة كل ما يهدد القدس فقد كان المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك المغفور له الحسن الثاني السباق إلى دعوة العرب و المسلمين لتوحيد الصف لمواجهة العدوان الصهيوني بعد محاولة إحراق المسجد الأقصى سنة 1969، هذه المبادرة  التي أدت إلى  تأسيس  منظمة المؤتمر الإسلامي  كما أن  ملك المغرب يتولى رئاسة لجنة القدس منذ مؤتمر ملوك ورؤساء الدول العربية العاشر بفاس، كما أن وكالة بيت مال القدس الشريف التي تأسست سنة 1998 كانت بمبادرة من ملك المغرب لحماية الحقوق العربية والإسلامية في المدينة المقدسة وتعزيز صمود أهلها من خلال دعم وتمويل برامج ومشاريع في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والحفاظ على التراث الديني والحضاري للقدس الشريف  كما ظلت  قضية القدس على الدوام على رأس انشغالات وأولويات المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ،وستظل كذلك إلى حين إحقاق الحق الفلسطيني واستعادة هذه الأرض الطاهرة لهويتها الأصيلة, كفضاء للسلام والتساكن بين أتباع الديانات السماوية.

 وسيبقى موضوع القدس موضوع الاهتمام على الدوام بالنظر للمكانة الكبيرة التي تحتلها هذه المدينة لدى الجميع بفضل عراقتها وشموخها ومساهمتها الكبيرة في كتابة تاريخ الإنسانية جمعاء، وبما تناوب عليها من الأحداث عبر الزمن والتي زادت من عظمتها ومكانتها،  ولذلك فإن جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس  تنوي إن شاء الله  أن تجعل من  هذه الندوة حدثا قارا يعقد كل سنة في مثل هذا الوقت في هذه المدينة العريقة مدينة فاس. كما تتمنى الجامعة  أن تتلو هذه الندوة -التي أريد لموضوعها أن يكون عاما وشاملا - ندوات موضوعاتية أخرى تتخصص كل واحدة منها في مسألة خاصة تهم القدس،  يقينا منا بأن القدس مهما قمنا به فإننا لن نوفيها حقها .

 ولن أنسى في نهاية هذه الكلمة أن أشكر كافة الهيئات التي ساعدتنا على انعقاد هذه الندوة.

 كما لن أنسى توجيه الشكر للجنة المنظمة على كل ما بذلته من جهد وعناء.

 كما اشكر كل من ساهم من قريب أو بعيد  في انجاز  هذا الحدث

                وفقنا الله جميعا لما فيه الخير

                             والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته 

 

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية