أخبار فنية

د. ملحة عبدالله الناقدة والمسرحية و صاحبة موسوعة .. نقد النق..حاورتها مجلة الجوبة الثقافية في عددها الأخير

د. ملحة عبدالله الناقدة والمسرحية و صاحبة موسوعة .. نقد النق..حاورتها مجلة الجوبة الثقافية في عددها الأخير

2926 مشاهدة

د. ملحة عبدالله الناقدة والمسرحية و صاحبة موسوعة "نقد النقد" والفائزة بجائزة اليونسكو وست جوائز عربية : علاقة الناقد بالمبدع علاقة تصادمية على الدوام !  و المسرح في السعودية في حالة وهج وتألق حاليا!

قدمت مجلة الجوبة الثقافية في عددها الأخير حوارا مع الناقدة  الرائدة والمسرحية و صاحبة موسوعة "نقد النقد" والفائزة بجائزة اليونسكو الدكتورة ملحة العبدالله  التقاها فيه مندوب المجلة الأديب  أحمد الطراونة ،

 تؤكد فيه إن علاقة الناقد بالمبدع علاقة تصادمية على الدوام.وإن كتابتها عن العادات والتقاليد لم تكن صرخة ضد السائد، وإنما للتصالح معه..

و الدكتورة ملحة أنجزت 53 نصا مسرحيا  وعشرون كتابا نقديا ، والنقد والمسرح وجهان لعملة واحدة ، و كتابة المسرح أصعب بكثير  من كتابة الرواية !

في البدء كانت دهشة الاطفال تقسو عليها، وترمي بشرر الاسئلة التي لايقوى عليها ذهنها الغض، لكنها تصرع الدهشة بسؤالها البريء والكبير، لماذا لايوجد نساء على خشبة الحياة؟

اقتفت خطى والدها، لتكتشف الحلم الذي يراوده - عشق المسرح - وهي لاتزال في السادسة من العمر. نامت خلف الكواليس وتعلّمت صناعة الوعي على خشبة المسرح.

اجبرتها أغلال الوعى على عالم الفضاءات الرحبة ان تسلك طريقا اخر غير كل النساء، حلمت بما يحلم به الرجال في لحظة غابت فيها المرأة عن المشهد الابداعي، فكانت تخط بأحلامها طريق الابداع وتفتح بقوة عزيمتها كوة امل لأن تقدم المرأة السعودية والعربية اسهاما في المشهد الابداعي عموما والمسرحي تحديدا.

تخصصت في البكالريوس والماجستير ثم الدكتوراة في "الدراما والنقد" وهو تخصص نادر، وهي الوحيدة التى حصلت على هذا التخصص في المملكة العربية السعودية بدرجة الدكتوراة.

قدمت العشرات من النصوص المسرحية والدرامية والقصصية وتوجت اعماله المسرحية بفوز مسرحية "العازفة" في المسابقة العالمية لنصوص المونودراما في الفجيرة، تتبعت الانساب في الجزيرة العربية وناقشت العادات والتقاليد، الا انها ترسخت كناقدة لها مكانتها الخاصة ونظرياتها المعترف بها عالميا حين اصدرت موسوعة "نقد النقد" التي تعد من اهم الكتب التي تعالج المسألة النقدية العربية.

الدكتورة ملحة العبدالله شيخة المسرح العربي، وناقدة من اهم النقاد على الساحة الابداعية العربية، حاورتها الجوبة على هامش مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما.

* الدكتورة ملحة العبدالله، شيخة المسرح العربي، وسيدة من اسياد النقد الأدبي، كيف كان ذلك؟ ( لنتحدث عن بدايتك مع الكتابة والمسرح، وعن دور الأهل في ذلك، ومن شجعك على اقتراف جريمة حب النقد وعشق المسرح)؟

 -اولاً: - لم تكن تعلم تلك الطفلة الصغيرة التى لم يتجاوز عمرها ست سنوات  وهي تحضر وتتابع وتشاهد وتقلد فن المسرح، حينما كانت ترافق والدها الذي كان يعمل في وزارة المعارف آنذاك وأحيانا تنام في كواليسه وخلف ستائره حتى الصباح - بأنها ستعتلي صهوة هذا الحصان الجامح وتمسك باللجام كي لا يفلت منها إوار الجماح، وما أشد وحشية هذا الفرس الجامح (المسرح).  ولم يكن بالأمر اليسير، فقد كان زائرا عزيزا لبلدتنا، إلا أن والدي رحمه الله كان يحب المسرح ويفرح عندما أقوم بتقليد ما أراه من عروض حينما أعود لوالدتي لكي يتسنى لها رؤية ما كنت أشاهده، وحينما ذهبت إلى أكاديمية الفنون ، لكى يتسنى لى سبر أغوار هذا العالم التى كانت بلادنا تحتاج إليه من وجهة نظري- أحجمت الملحقية السعودية بالقاهرة عن تيسير ذلك لي بدعوى أن المسرح كان مصنف ضمن قائمة الفنون اللا أخلاقية وكدت أفقد هذا الأمل لولا أنه تم استثنائى من قبل رئاسة الجمهوية تبعا لقول عميد المعهد العالي للفنون المسريحة : نحن نحتاج إلى كوادر مسرحية هناك وكنت أنا أول طالبة تدرس المسرح وفنونه وكانت أول شهادة تعتمد من السفارة السعودية بالقاهرة بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف.

 

ثانيا: - بدايات إحتراف الكتابة كان بعد التخرج لأننى كنت أعلم مدى خطورة الكتابة المسرحية بدون تخصص وبدون علم بآليات الكتابة حسب مدارسها ومناهجها وحرفيتها واتجاهاتها الفكرية، وكنت على علم بأننى أول كاتبة محترفة للمسرح في وطني ومدى حساسية الأمر، وبناء عليه فلا يجب أن أقود صهوة فكر وعلم إلا عن تخصص وفهم، لأننى أعلم أن كتاباتى ستتحول إلى تاريخ لهذا المجال، وعليه أرجأت الكتابة إلى بعد التخرج ، ثم كتبت أول مسرحية وهى ( أم الفأس) ثم مسرحية ( المسخ) في ذات الوقت حينها عرضت مسرحية المسخ بالقاهرة وحققت نجاحا باهر ولفتت الأنظار لميلاد كاتبة مسرحية وفى نفس الوقت قدمت (أم الفأس) في جامعة اليرموك من إخراج مخلد الزيودي وحصلت على المركز الأول وفي الوقت ذاته حصلت على جائزة (أبها) الثقافية وهي جائزة عربية كبيرة ، حينها أدركت أننى لابد أن أكمل مشروعي في تأسيس كاتبة مسرحية سعودية عربية وعالمية وقد تحقق ذلك بفضل الله بعد إنجاز 53 نصا مسرحيا عبر مدارس مختلفة وعشرون كتابا نقديا توج هذا المشروع بفضل الله بحصولى على المركز الأول عالميا في المسرح من اليونسكو " جائزة الفجيرة للمونودراما" بالإضافة إلى ست جوائز عربية.

أما من شجعنى على ذلك، فهم أساتذتى بأكادمية الفنون( بالقاهرة) حيث تنبئو لي بالريادة ومنهم الدكتور مصطفى يوسف استاذ ورئس قسم النقد والدراما إلى جانب جل الأساتذة آنذاك.

 

*  لماذا النقد ولماذا المسرح؟ وما علاقة ذلك بالتراث الذي احتل مكانا مهما في سيرتك الابداعية؟

- أولا: -  النقد والمسرح وجهان لعملة واحدة، فإذا لم يتأتى للكاتب المسرحي سبر أغوار النقد لن يستطع قيادة صهوة القلم ، فالنقد علم والمسرح علم مع كونه فن إلا أنه يرتكز على النقد والنقد أصبح علم حسب النظريات الحديثة لارتباطة بكل العلوم ومن هنا أصبح الكاتب المسرحي الحذق هو من يمتلك فهم ووعى العلوم الأخرى لأنها والمسرح تصب في بوتقة واحدة.

ثانيا:-  تخصصي في البكالريوس والماجستير ثم الدكتوراة كان في الدراما والنقد وهو تخصص نادر حيث أنني الوحيدة التى حصلت على هذا التخصص في المملكة بدرجة الدكتوراة.

ثالثا:- أما لماذا المسرح ؟ فلأن وطني يحتاج إلى هذا الرافد عن فهم وعلم ولم يتسنى لغيرى أن يتخصص فيه، فالمسرح في المملكة قديم قدم المسرح في الوطن العربي، إلا أن أحدا لم يتخصص فيه كدراسة وكنقد من قبل، وهو ما يستحق منا هذا الجهد ثم أن المسرح هو أبو الفنون وكهف مسحور  يقضي على من اقترب منه بدون دراية ولكنني قبلت التحدي.

رابعا:- أما لماذا التراث فالمسرح لاينفصل عن التراث ، ثم أن من لديه ذرة من عروبة فليهتم بالتراث خاصة العربي منه لأننا أمام زحف هائل، فالإنصهار في بوتقة العولمة سيقضي على الشخصية العربية والتي هي الهدف الأسمي لمحو الهوية من قبل المنظرين للفكر العولمي ، وقد شجعنى على دراسة التراث الأستاذ الكبير والخبير العالمي ( صفوة كمال) الذي تتلمذت على يدية فكتبت كتابا بعونان ( المملكة العربية السعودية ..عادات وتقاليد) وكتب هو المقدمة، ثم اننى اقترب الآن من إصدار موسوعة بعنوان( الجزيرة العربية أنساب وتقاليد) ومن أهم ما وجدته كنتيجة لهذه الموسوعة أن الجزيرة العربية هي من خرج منها النسل العالمي برمته حينما تتبعت علم الأنساب عبر مخطوطات نادرة، وقد وجدت خللا كبيرا فيما أورده المستشرقون ولم يتصدى لذلك أحدا فكما وجدت أن النظريات العربية هي منبع النظريات العالمية وأساسها في موسوعة نقد النقد وجدت أيضا أن ابن الجزيرة العربية هو أصل العالم ، كل ذلك عن بحث أكاديمي موضوعي لا يوجد للذاتية فيه مكان، حسب سيل هائل من المراجع.

 

* نحن امام اعمال موسوعية كبيرة ينوء بحملها الرجال "موسوعة نقد النقد" مثالا، كيف استطاعت العبدالله ان تنجز هذا العمل ومن ساعدها في ذلك ولمن انجزت هذا العمل العلمي  والأبداعي الكبير؟

 

-  موسوعة نقد النقد تقع في ثلاث مجلدات من القطع الكبير أي ما يقارب من ألف وخمس مائة صفحة  وهي تتناول تطور النظريات النقدية المسرحية بالإتكاء على النظريات الفلسفية لأن المسرح كونه فلسفة فلاينفصل عن ذلك منذ أول نظرية نقدية لدى اليونان مرورا بالأراء العربية القديمة في النقد ثم أراء الفلاسفة المسلمين إنتهاء بالنظريات الحديثة مثل مابعد الحداثة والكوانتم والنانو وكيف تلفلف هذا المادر بثنايا هذه النظريات وكيف أن هذه النظريات تتسلل في عمق ووجدان المتلقى فتصبغ سلوكه وأفكاره دون أن يعلم وهو ما أسميته "الحقن تحت الجلد" ثم ما آل إليه حال الفرد العربي جراء تعاطى هذه الفلسفات عبر الإعلام والمسرح، كل ذلك من خلال سؤال واحد وهو إين يقف الفرد بين الأنس و الإغتراب؟ فكان اسم الومسوعة ( حكمة النقد بين الأنس والاغتراب) وهو ما تموج به ساحات الثقافة العربية " هذا أولا"

ثانيا:- لم يساعدنى أحدا في هذا الجهد إطلاقا ، بل مكثت عليه عامين كامين متصلين وبدون توقف سوى للأكل أو النوم متأخرا وكل ما احتجت إليه هو ثلاث مائة مرجعا فقط.

ثالثا:- أنجزت هذه الموسوعة لكل فرد عربي يبحث عن الأنس وأيضا للعالم فهى الآن تترجم إلى اللغة الإنجليزية وفي النهاية أنجزتها للاهث والباحث إلى المعرفة وفن المسرح في السعودية حيث لا توجد أكاديمية أو جامعة تدرس المسرح فقد تكون نقطة في محيط علم المسرح وفنه يهتدى بها رجال المسرح او حتى العامة، وقد حصلت الموسوعة على إجازة واعتراف من جهة وزارة الثقافة السعودية دون كشط كلمة واحدة بفضل الله.

 

* هل اختفت العادات والتقاليد القديمة أم ما زالت تحاول الإفلات من براثن الحضارة والتحديث، وإلى أي مدى استطاعت العادات والتقاليد الثبات أمام سطوة التحديث وإلى أي مدى اثر التحديث في العادات والتقاليد الراسخة وما هي المشكلات التي ظهرت خلال الستين عاما الماضية وإلى أي مدى أثرت هذه النهضة في بنية المجتمع السعودي ذو الطبيعة الدينية والفكرية الخاصة ؟

- يرى البعض أن هناك تغيرا في العادات والتقاليد في المملكة العربية السعودية وبالطبع هناك غلالة قد يبدو أنها تغيرت إلا أنها مسكونة بالإرث القبلي المجتمعي وهنا تكمن المفارقة ، حيث أن التطور في المملكة من خلال النظام الإجتماعي وطفرة التعدين، والطفرة الزراعية أثرت بطبعها وعملت على طفح اجتماعي جديد فأصبح الفرد السعودي بين جيلين نظرا لسرعة انطلاق سهم التطور فهي بالأمس القريب كانت تحيا حياة القبيلة بكل تقاليدها والتى دونتها في موسوعتى والآن هي تتلامس مع الدول المتقدمة في التطور والتحديث ، ولتقارب الزمن بين هاتين الحقبيتين – إذ لا يتجاوز المائة عاما ، وهذه لمحة بصر في قياس الزمن التاريخي للشعوب- عمل على صراع المفاهيم بين جيلين متجاورين، وجيلي هو من تتجاذبه هاتان الحقبتان  ، لأننا همزة الوصل بينهما، وجدير بالذكر أن الهوية الدينية قد عملت على التوازن في المملكة فلدينا هوية دينية عززها وجود الحرمين الشريفين في بلادنا فيجب أن  نكون المثال أمام العالم الإسلامى دينا وعقيدة وتشريعا حفاظا على قدسية المكان وانطلاقا من تجذر الدين فينا ، ومن هنا لم تتأثر العادات والتقاليد في المملكة كإرث قبلي في كنه الشخصة ذاتها، وأنما ظهر بعض التأثر في المعمار وفي الحفلات وغير ذلك لكن السعودي مسكون بإرثه القبلي والإسلامي مهما لبس من ثوب العصر، بالرغم من أن هناك سبغة أسبغتها حياة المدن على ساكنيها وهي تلك الدوائر المتماسة وغير المتقاطعة وهو ما لم تورثه حياة القبيلة.

 

 *انت مسكونة بثنائية الماضي والحاضر، تبحثين في ثنايا الاسطورة لتتنبئين بالمستقبل، مؤمنة ان الماضي لايكون بغير الحاضر ، كيف تقرأين مستقبل الحالة الابداعية العربية؟ والى اي حد ستسهم هذه الحالة في انضاج التحول العربي نحو نهضة شاملة؟

 

- من ليس له ماض فليس له حاضر تلك هي قناعتي، ولكن أزمة الحالة الإبداعية في الوطن العربي نتاج لتلك الهوة السحيقة بين الخطاب النخبوي وبين الخطاب الجمعي، مما نتج عنه ما أسميته بـ ( ثقافة النزوح أو الإنسحاب) فآفة الثقافة العربية هي ثقافة النزوح الزمانى أو المكانى وساعد على ذلك نظرية العولة وعنصر الـ ( هنا والـ هناك ) حيث ان الفرد يحيا هنا على أرضه وهناك في كل أنحاء العالم في أن واحد وفي ذات اللحظة عبر تلاشي عنصر الزمن فأنت تحيا في طوكيو وترى وتسمع وتتحدث وقد تتلامس ( حسب التقدم العلمى في علم التواصل وما أعلن عنه) مع الرباط او واشنتون او غير ذلك من بلاد العالم, هذا التلاشي في الزمن والذي نبه إليه درايدا وفوكو وإدوارد سعيد وغيرهم هو ما أفقد وأنتقص من ثقة الفرد في واقعه فيجتاحه الإغتراب، وبالتالي الإبداع العربي منغمس في حبر الإغتراب ويظهر لنا نوع من جلد الذات في إبداعاتنا ليس من منظور نقدي، وإنما من منظور نزوحى  في عالم انكفى فيه الخطاب النخبوي على ذاته وترك الهم الجمعي تتلاطمه الأمواج ، فلم نعد نر سوى خطاب نخبوى يتثاقف فيه النخبة فيما بينهم في مباراة من يفهم أكثر عبر مصطلحات تحتاج إلى مصطلحات ، فانفك الجسر الثقافي بين الطبقتين .

 

* نظرية "البعد الخامس" تعتبر اول نظرية عربية في المسرح حيث تبنتها جامعة بيركلي الأميركية، ماهي هذه النظرية بأختصار، ولماذا يشكك فيها البعض، وإلى أي حد ستصمد هذه النظرية وكيف يمكن ان تأخذها معاهد الفنون العربية وتطرحها كمنتج عربي ابداعي؟

 

- اولا:- هذه النظرية اسمها ( البعد الخامس في التلقي والمسرح) إذا هي تهتم بكيفية الإقناع والإقتناع عن طريق المتعة في كل صنوف التلقي إلا أن المسرح هو محور الإرتكاز، وأداتها هي الصورة السطحية إرتكازا على( العقيدة والوجدانيات ثم السرد لإثارة الخيال) هذا الشق تناوله الكثير من الباحثين من اليونان وهو استعمال العقيدة والوجدانيات للوصول للمتعة كما في المسرح الشعبي والعربي، وصنفت "بالنقطة الحميمية " إلا أن أحدا لم يتطرق لكيفية الوصول إلى ذلك وقد سبق وأشار توفيق الحكيم ويوسف إدريس الى ذلك، ومن هنا كان انطلاقي ، حيث وجدت أن الفنون الشعبية والفنون البدائية وفنون الأطفال كلها صور مسطحة ثم يتم نحتها في متخيلة المتلقي عن طريق السرد وإثراء الخيال وهنا يحدث مشاركة بين المتلقي والمرسل في صنع الصورة، هذه المشاركة هي مالم تحدث على مدار خمسين عاما منذ دعوة الحكيم ويوسف ادريس وغيره، فوجدت أن المشاركة الفعالة التى تتسم بها فنوننا هي في تكملة الصور حيث ترسل مسطحة وتخرج منحوتة بين اثنين مرسل ومتلق فيتنطبق على ما أبدعناه من فنون. إذا. هي:

مرسل : صورة مسطحة + سرد " عقيدة و وجدانيات  لإثراء الخيال = صورة منحوته كل حسب خياله . وهنا تكمن المتعة لأن المتلقي يبذل طاقة لتكملة الصورة ، فيتخلص من الطاقة الزائدة، وبطبيعة الحال أن التخلص من الطاقة الزائدة يصاحبها شئ من المتعة كما في علم الطاقة. وبالطبع هذه النظرة معتمدة من جامعة بيركلي الدولية ومصدقة من وزارة الخارجية الأمريكية. والنظرية لم يشكك فيها احدا وإنما كان هناك اختلاف بيني وبين احد النقاد في إحدى الندوات نظرا لضيق الوقت في الندوة ( خمس دقائق) وهذه مدة غير كافية لشرح نظرية ، فاستغلتها الصحافة دون وعى أو فهم وفي نهاية الأمر اقتنع الناقد حينما وجدنا فسحة من الوقت خارج الندوة ورسمت له خريطة النظرية فاقتنع بها.

ثانيا:-  أما أنها ستصمد ام لا ؟ فكل نظرية لابد أن تحيا مع التاريح وعبر امتداد الزمن مهما كان الرأي اتجاهها بالسلب او الإيجاب، فها نحن ندرس ونطبق نظرية جالليو ونيوتن بالرغم من مقاومة ثقافة ذلك العصر . النظرية مطروحة والباحثون مستمرون فالمطابع مغازل والباحثون ديدان قز  والمهم ألا تتعقد في أيدينا الخيوط الحريرية.

د- أما كيف تطرح كمنج عربي فهي قد طرحت بالفعل حيث أنها صدرت في كتاب وتناولتها الصحافة الإعلام والندوات

ثالثا:-  وأما كيف تطرحها الأكاديمات كمنتج عربي فهي قد طرحت بالفعل حيث تدرس الآن في أكاديمية الفنون حيث قررها الأستاذ الدكتور مصطفى يوسف على طلبة الدراسات العليا قسم  النقد والدراما بأكاديمية الفنون بالقاهرة هذا العام.

 

* كان هنالك احتجاجا قويا من د.ملحة على سلوك بعض من يصنفون انفسهم نقاد مسرح لدرجة انها لن تشارك في اي ندوة نقدية عربية احتجاجا على هذه الأراء الانطباعية البعيدة عن الاحترافية النقدية، هل لاتزالين على موقفك؟ ولماذا لايكون حضورك هو الاهم لمحاصرة هؤلاء وانقاذ الحالة النقدية العربية من الانطباعية التي تسودها؟

 

- ليس الاحتجاج على النقد الإنطباعي وإنما الأجتجاج على سوء إدارة الندوات،  فأنت تحضر المحاضر بدعوة خاصة وتدفع له التذاكر وتتكلف بسكنه وبإعاشته ، ثم تخصص له خمس دقائق فقط في حين انك تفسح للمتداخل أكثر من خمسة عشر دقيقة وتكتشف أن المتداخل يطرح أفكارا وينبذ أفكارا ويجدف بغير علم أو دراية ثم لا يسمح لك مدير الندوة بالرد عليه أو مناقشته ، ثم أن قراري هذا جاء نتيجة أننى دعيت إلى مؤتمر علمى يناقش إصدار مصطلح جديد ومفهوم قديم إلا أنني وجدت نفسي في ندوة للعامة ليس لهم في إصدار المصطلحات من شئ، لأنه ليس مجالهم ولا تخصصهم وقد تكرر ذلك في بلدين عربيين فبالله عليك أي شئ يمكن تسمية هذا، ياسيدي نحن لا نفرق بين الندوة والملتقى والمؤتمر والمائدة المستديرة ، فأي ثقافة نصدرها، وعلى أي حال فأنا أتشرف بأي دعوة تأتيني للإلتقاء بجمهوري الذي لولاه لما كنت، فلا مكان عندى لقرار الإنزواء هذا .

 

* المسرح في السعودية متقدم قياسا ببعض الدول العربية، رغم وجود العديد من المعيقات التي تتعلق بهوية المجتمع الاسلامية والخلفيات القبلية، هل نستطيع ان نقول ان هنالك مسرح سعودي قادر على ايصال الرسالة والتأثير في المجتمع؟ وكيف يمكن قياس هذا التأثير ان وجد؟

- المسرح في السعودية في حالة وهج وتألق حاليا ، وعلية إقبالا كبيرا فحينما عرضت مسرحية نسائية في الصيف الماضي إمتلأ المسرح ذو الثلاثة آلاف مقعد وقيل خمسة ، وحدثت حالات إغماء وتدخلت النجدة ة نتيجة الزحام وافترش الجمهور الأرض لأن الجمهور بدأ يحب المسرح، وهناك رسائل جادة في هذه العروض ، إلا ان عملية التأثير لا تزال نسبية، وعملية قياسها هو أن الجمهور لا يأتي للمسرح كونه أداة نقد وتغيير وطرح أفكار ، وإنما يأتي للفرجة فقط وهنا تكمن الخطورة بين ما هو العرض وماهي الرسالة.

 

*  كتبت د. ملحة القصة والمسرحية والسيناريو لكنها لم تكتب الرواية، هل سنرى روايتك قريبا؟ وكيف ترين الرواية السعودية، والرواية العربية عموما؟

 

-  هذا أمر ليس بعسير، لأن كتابة المسرح أصعب بكثير  فالمسرح فن التكثيف والحوار، والرواية فن السرد وهو أسهل، ومن يكتب المسرح يكتب الرواية بكل يسر,  والعكس غير صحيح وخاصة أنني متخصصة في حرفية الكتابة، وأصدرت كتابا" كيف تكون كاتبا " ولكنني  أخشى على المسرح ، لأن من يكتب المسرح ثم يكتب الرواية يَقِل عندما يعود لكتابة المسرح هكذا يقول علم الكتابة ، فهناك كتابا مسرحيون كبار حينما عادو لكتابة المسرح بعد كتابة الرواية وحللنا مسرحياتهم وجدناها أصبحت أقل جودة من ذي قبل،وبالرغم من ذلك فكتابة الرواية تراودنى بإلحاح وعوالمها في مخيلتي أينما أذهب.

 

* قالت لي د.ملحة العبدالله ذات لقاء صحفي أخر، ان ملحة المبدعة تطرد ملحة الناقدة وتغلق الباب خلفها حين تشرع بأي عمل ابداعي، كيف ترين العلاقة بين الناقد وبين المبدع الذي يسعى للتحرر من المعاني والاوصاف والمقاييس لينطلق بعيدا عن  التجنيس وحصار المصطلح وتوصيفاته؟

- علاقة الناقد بالمبدع علاقة تصادمية على الدوام، فكيف إن وجد الناقد والمبدع في ذات واحدة (عذاب)، إنها أغلال الوعى على عالم الفضاءات الرحبة ، إلإ أننى  حين أكتب أتخلص من الناقدة، ولكنى أسترضيها وأستضيفها بعد الإفراغ من العمل وبالتالي تصبحان صديقتين حميمتين في نهاية العمل، لأن الناقدة هنا تآزر العمل تشذبه بعد ولادته ، وهذا يخدمنى كثيرا  في إخراج العمل إلى النور قبل أن يعمل أي ناقد مشرطه في عملي فناقدتى هي الرقيب الأول والقارئ الأول للعمل ولكنها لا تتدخل في ميلاد اللحظة وفي شهقة الإبداع ولذتها.

 

* من يقهر الاخر ملحة المبدعة ام ملحة الناقدة؟

-  كالعادة النقاد هم من يقهر المبدعين ولكننى لا أدع لها أي وسيلة في ذلك، إلا في اتخاذ دورها كناقد حينما يصبح العمل جاهزا.

 

* المرأة، الام ، الاخت، الزوجة، الحبيبة الملهمة، رمز الخصب والحياة، كيف عالج المسرح السعودي قضاياها مع الحفاظ على احترام ثنائية الدين والقبيلة؟ وكيف تعاملت هي مع المسرح بناءا على هذه الثنائية؟

 

- المسرح كالماء والهواء لا يمكن أن تحكم نواحي تسربه، وقد عالج المسرح السعودي قضايا المرأة منذ ولادته وقد تعاملت المرأة مع المسرح في ظل ثنائية الدين والقبيلة فأنشأت لنفسها المسرح النسائي حيث أن تقوم هي على كل أدواته حتى تصبح متفرجة وهناك إقبالا شديدا على المسرح النسائي أكثر من الرجالي ففي الصيف الماضي أقيم ما يربو على عشرين عرضا مسرحيا جميعها كان عليها زحام إلا أنه ينقص هذه العروض المهنية وكما قلت لك الجمهور يأتي للفرجة وليس للنقد والتعلم واتخاذ القرار.

 

*  في مسرحية العازفة التي فازت في المسابقة الدولية لنصوص المونودراما التي تعقدها هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام على هامش مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، والتي قلت انها فوزاً للمسرح السعودي وللثقافة في السعودية بشكل عام، هل ناقشت حالة المرأة السعودية، وماذا اردت ان تقولي للمرأة العربية؟ وهل كان العمل على خشبة المسرح قال ما تريدين ان تقولي؟

 

-  اولا:- نعم فوز العازفة بالمركز الأول على العالم يعنى فوزا للمسرح السعودي والعربي، وعزز من هذا ترجمتها للانجليزية لكي تصدر إلى جميع أنحاء العالم فكل ضيف عالمي حضر هذا المهرجان الدولي غادر والعازفة في حقيبته ، وقد ناقشت العازفة قضايا المرأة السعودية خاصة، ثم المرأة العربية عامة وقد تكون المرأة بشكل عام ، وما أردت أن أقوله فيها هو أن المرأة العربية ذات تاريخ كبير وذات شرف وعزة ، فإن أصابها شطط فهي المسؤلة الأولى عن وضع نفسها بين ترسي الرحى، لأنها اتبعت ثقافة ليست من طينتها وبالتالي يحدث لها هذا الصراع بين ما كانت عليه جداتها من قوة ومنعة وقيادة وشرف وماهي عليه من هوان إن ارتأت هذا فيها، فللقيادة أدوات ترتكز على شخصيتها هي, ولا تُخلع عليها تكرماً ، فالقرار يجب أن يصدر من داخلها هي ولا تستجديه من أحد، إذ أن الخوف محراب الوهناء، وقد تتبعت تيمة الخوف في المسرحية الذي يتأصل في الشخصية عبر الإرث والموروث فالمرأة العربية مبدعة و عالمة وسيدة للشرف والأناقة، عطوفة ومحبة، إلا أنها تخاف من كل شئ فالخوف واتخاذ القرار لا يجتمعان أبدا وهذه مقولة النص.

ثانيا:-  بالرغم من أن العازفة قدمت في الفجيرة وفي الرباط وفي تونس وفي آذربيجان ومدن أخرى، إلا أن مخرجتها المغربية لطيفة أحرار  لم تقدم إلا ماتريد أن تقوله هي،  فما يقوله النص شئ و ما يقوله العرض شئ آخر، مما أضر بالنص على مستوى الفكر وعلى مستوى البناء الدرامي وأيضا على مستوى الفرجة، ولكن عزائي الوحيد أن العازفة ستعرض  قريبا على مسرح الهناجر بالأوبرا لمصرية من إخراج أشرف عزب وبطولة الفنانة إنتصار بإنتاج مشترك بين هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام و وزارة الثقافة المصرية، اضافة لذلك سيقوم الفنان والمخرج الأردني الأستاذ على الجراح بإخراجها ضمن فعاليات وأنشطة وزارة الثقافة الأردنية وسترون العمل قريبا بإذن الله.

 

* حكايات ليلة زفاف، ولوج الى منطقة ممنوعة في مجتمع يصعب عليه التنازل عن عاداته وتقاليده التي جذّرت ثقافته المحافظة، هل هذه صرخة ضد السائد ام دعوة للتصالح معه واعمال العقل فيه؟

- لا ، أبد، ، فنحن نعتز بإرثنا ونبقى عليه ولن نتنازل عنه أبدا، ولكن حكايات ليلة الزفاف لا تناقش العادات والتقاليد وإنما تناقش حالة المرأة المفترى عليها في بعض الأحيان، متخذة من هذه المنطقة عالما لطرح الأفكار .

 

وكان  العدد ( 37 )   من مجلة الجوبة الثقافية، قد صدر مؤخرا  حاملا معه العديد من المواد الإبداعية والمقالات والدراسات وقراءات الكتب، ومحملا بملف خاص  عن النقد الأدبي وحوارات و مقالات ونصوص ابداعية وغيرها .

ويمكن تصفح الجوبة من :

Http://issuu.com/aljoubah

http://www.scribd.com/aljoubah

http://www.aljoubah.org/ar/issues/issues.html

بريد المجلة :

Aljoubah@gmail.com

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية