أخبار فنية

دراماتورجيا بيكيت .. ارتجالية أوهايو .. وقع الخطى ..

دراماتورجيا بيكيت .. ارتجالية أوهايو .. وقع الخطى ..

2103 مشاهدة

دراماتورجيا بيكيت .. ارتجالية أوهايو .. وقع الخطى ..

بدار الأوبرا بدمشق تم تقديم عرضين مسرحيين تحت هذا العنوان "دراماتورجيا بيكيت .. ارتجالية أوهايو .. وقع الخطى" من 19 ولغاية 23/2/2012 ..

وإليكم ما تضمنه كراس العملين:

(في فعل الانتظار نُجرب مرور الزمن في شكله الأنقى)

صموئيل بيكيت

عن الدراماتورجيا

يُمثل العمل على نصوص بيكيت القصيرة تقديماً لنماذج مسرحية حديثة نسبياً غابت عن المشهد المسرحي في سورية. ويعود ذلك الغياب لأسباب متعددة ومتداخلة، إما لأنها نصوص قصيرة جداً أو لأنها تبدو ملتبسة وصعبة الفهم من القراءة الأولى، أو لتصنيفها المسبق بأنها نصوص لا تتقاطع مع الاحتياج الفني للجمهور في سورية.

يعتقد فريق العمل أن هذه النصوص لديها الكثير لتقوله للجمهور في سورية، ولكن على طريقتها فالنصوص المختارة ذات حمولة إنسانية عالية لها حكاياها الخاصة، ويختار لها بيكيت ذروة شعورية شديدة الكثافة، وهي نصوص قابلة للفهم والإدراك الشعوري وتحقيق متعة التلقي المسرحي.

لا تلعب الدراماتورجيا في هذه النصوص دوراً تفسيرياً، بل تذهب مع ما تعتقد أنه خيار بيكيت الفني. لا حكاية تروى بشكلها التقليدي، ولا حلول ينالها الجمهور، ولا تتناسب درجة جودة النصوص (العروض) طرداً مع درجة الفهم الذهني لها لحظة التلقي المباشر.

تدرك مجموعة العمل أن السهل الممتنع في هذه التجربة أن ترسل الخشبة لجمهورها حزمة من المشاعر العميقة والبسيطة تتيح للمتلقي إسقاطها على مخزونه الخاص.

لا تفصل مجموعة العمل كثيراً بين العمليتين الدراماتورجية والإخراجية في حالة نصوص بيكيت المختارة، إذ تبدو العملية الإخراجية متضمنة تلقائياً في الدراماتورجيا الجماعية ومفرزاً لها. وعلى الرغم من كونها نصوصاً مصمتة ومحكومة بإرشادات إخراجية صارمة إلا أنها تَفسح في الوقت نفسه احتمالات لا متناهية في تناولها إخراجياً، ولكن تلك الاحتمالات تفرزها العملية الدراماتورجية خاصة إن كانت تجري على منحى جماعي، وهذا هو حال العمل في هذه التجربة، فالممثل والسينوغراف يقفان في صلب العملية الدراماتورجية، وفي المحصلة تأخذ عملية نقل النص إلى الخشبة أو "الإخراج" صيغة تشاركية عالية.

ارتجالية أوهايو

يعيش "المستمع" وحيداً في غرفة صغيرة في جزيرة. كان قد انتقل إليها علّه يخفف شيئاً من عذابات الفقد الذي تعرض له بعد موت من كان قد تقاسم معه حياته الماضية. "المستمع" عجوز يقضي أوقاته في التأمل واستحضار الماضي ومحاولة التصالح معه. يذرع أرض الجزيرة كل يوم مرتدياً في كل المواسم معطفه الأسود الطويل الذي يحيل إلى فترة ناصعة من بداية شبابه. تنتابه نوبات الهلع التي كانت قد فارقته منذ مدة طويلة. فلا يتمكن من النوم ليلاً ويبقى مرتجفاً حتى طلوع الفجر.

وفي إحدى الليالي يستحضر "المستمع" طيفاً من داخله. يتشابهان في الشكل قدر الامكان. يقرأ الطيف من مجلد قديم حكاية حزينة تختصر ذاكرة المستمع وماضيه.

تفعل الحكاية فعلها المهدئ في نفس المستمع فيغدو قادراً على احتمال الليل الطويل. إنها "حكاية ما قبل النوم" كما يوصفها بيكيت نفسه. يتكرر فعل القص وصولاً إلى اللحظة الراهنة "ليلة العرض" حيث تُروى الحكاية المحزنة للمرة الأخيرة ويقومان. (المستمع والطيف) سوية بتشارك صياغة النهاية.

ارتجالية أوهايو. مسرحية قصيرة عن رجل يعيش الوحدة الخاصة. نراه كيف يجاهد في دقائقه العشر الأخيرة قبل أن ينزل إلى هاوية اللاوعي. هاوية لا يمكن للضوء أن يصلها ولا للصوت.

وقع الخطى

تعيش كل من "ميي" وامها في عزلة شديدة، تشكل فيها كل واحدة منهن العالم بالنسبة للأخرى، "ميي" تعتني بأمها المسنة والتي يبدو أنها بلغت أرذل العمر. ويغدو فعل العناية الذي تقوم به "ميي" الشكل الوحيد للتواصل بين الأم وابنتها، في حياة شديدة القتامة محكومة بالخوف والانكفاء على الذات، الحياة ذاتها التي عاشتها الأم في الماضي وأورثتها ل "ميي"، فحولتها إلى كائن عالق في الزمان والمكان يشعر بالحاجة لأدلة تثبت أنه كائن حيّ وليس شبح، فتارة نجدها تجتر أفعالها ذاتها، وتارة تطلب أن تسمع وقع خطاها (فالحركة وحدها لا تكفي).

في "وقع الخطى" تتداخل الأصوات والحكايات وتتشابك فيما بينها، ليكون هذا التشابك رسالة النص، فحكاية "ميي" هي حكاية أمها وربما حكاية جدتها وابنتها، في عالم محاصر بالكبت والقيود، عالم لا حقيقة فيه سوى الألم والانتظار.

وائل قدور

حصل وائل على إجازة في الدراسات المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 2005 .

وفي عام 2007 كان كاتباً مقيماً في الدورة 19 لإقامة الكتاب العالميين التي ينظمها مسرح الرويال كورت في لندن.

عضو مؤسس في ورشة الشارع للكتابة المسرحية منذ العام 2007 .

شارك ككاتب ودراماتورج في عدة عروض مسرحية وهي:

"عدو الشعب"، هنريك إبسن، احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008

"ديكور" عن نصوص لتشيخوف، الجامعة العربية الدولية الخاصة 2009

"قصة حديقة حيوان" لإدوارد أولبي، فرقة باب للفنون المسرحية 2010

له نصان منشوران:

"الفيروس" دمشق 2008 والقاهرة 2009 (حائز على الجائزة الثانية في مسابقة محمد تيمور للكتابة المسرحية).

عمل وائل أستاذا مساعداً (دراماتورج) مع المخرج فايز قزق في قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق 2009 .

عمل في الأمانة السورية للتنمية – روافد منسقاً للرصد والتقييم في مشروع المسرح التفاعلي في المدارس الحكومية وبرنامج احتضان الثقافة والفنون.

مضر الحجي

خريج المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الدراسات المسرحية 2005 .

عضو مؤسس في ورشة الشارع للكتابة المسرحية.

مشارك في عدد من ورشات الكتابة المسرحية وورشات كتابة السيناريو إقامة في لندن بهدف البحث، بمنحة من مؤسسة(Delfina foundation) ضمن برنامج إقامة الكتاب المسرحيين.

مشارك ككاتب في عروض قراءات مسرحية:

أصوات واعدة 2006 .

نصوص الغرفة رقم سبعة 2008 .

حب خوف دمشق وأصدقاء آخرون 2008 .

إعداد نص لعرض (عدو الشعب ليس إلا) من إخراج ياسر عبد اللطيف 2008 .

نشر له:

(برونز) نص مسرحي ضمن كتاب (حكايا الروح والإسمنت) بيروت 2010 .

(الدنجوان) نص مسرحي ضمن (مجلد المسرح العربي المعاصر) القاهرة 2010 .

فريق العمل:

"ارتجالية أوهايو"

دراماتورجيا:                     وائل قدور

تمثيل:                              محمد زرزور – محمد ديبو

سينوغرافيا:                       زكريا الطيان

"وقع الخطى"

دراماتورجيا:                     مضر الحجي

تمثيل:                              فاتنة ليلى – رنا كرم

سينوغرافيا:                       وسام درويش

إدارة ثقافية:                       كوثر سليماني

تم إنتاج العرض للمرة الأولى من قبل معهد استوكهولم الدرامي

ونختم بالقول:

بطاقة محبة وشكر للصديق "وائل قدور" الذي تعرفت إليه خارج القطر ضمن فعاليات مهرجان ليالي المسرح الحر وكان يقيم ورشة عمل ضمن فعاليات المهرجان، وقد كان مثالا للمسرحي المبدع الفنان وللأسف لم نلتقي بعدها لظروف يبدو أكبر منا أو تقصير مني، وحضرت هذا العمل لأطلع على هذه التجربة الجميلة التي أفادتني وأعطتني مثالا على الخشبة عن المسرح الحديث الذي قرأت عنه وقد شاهدت الكثير من الأفكار والمصطلحات يتضمنها هذا العرض المسرحي الذي لامس مشاعري بمسروديته المكثفة والعميقة ببعدها الإنساني، كما أن الأداء جاء أيضا ليقودنا في عمق متاهات النفس الإنسانية المفجوعة بالكثير الأكثر من الألم فقد وضياع ومتاهة في الوحدة .. قراءة ربما لقادم قد يفجعنا بالدهشة ألماً وحزن...

بطاقة محبة وشكر للفنان "مضر الحجي" الذي تعرفت إليه من خلال هذا العمل الفني وأثره الفني والجمالي والمعرفي على ذاتي، من خلال القصة التي شاهدتها أمام اللوحة المعبرة عن القسوة والألم من الوحدة للأنثى/الحلم/المستقبل/الحياة..وهذه الموسيقا الحية لوقع الخطى التي كانت تكسر الصمت وتفسح للبوح طريقا لعقولنا نتعايش مع المعنى ..ربما نبكي أنفسنا، ونعزي أرواحنا ..لكن التحدي والمقاومة للجسد تركت بصمتها على الحائط/اللوحة أظافر التحدي ترسل دلالات تشير لمعاني تأخذنا لمشاعر أكثر واقعية روحيا لهذا التحول بالزمن حامل الصراع ..

لا زلنا ننتظر منكما/منكم الكثير...

كنعان البني - دمشق

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية