أميركا  في دائرة الفعل المصري

معاً على  الطريق

الثورة : 14455
الاثنين 21-2-2011م
ديانا جبور

لو أن أحداً قال قبل شهر واحد: إن حدثا أمريكيا ما قد جرى  بالاستلهام والتأثر بمصر لكنا اعتبرنا الكلام تخريفا وصاحبه واهماً أو حالماً وفي  أحسن الأحوال مبدعا ينتمي إلى مدرسة الخيال العلمي، لكن عناوين  صحفية في جرائد رصينة وتحليلات لساسة مخضرمين رأت على سبيل المثال أن تحركات العمال  في ويسكنسون صدى لما جرى في القاهرة , وهناك آخرون يحذرون من احتجاج لمدرسي نيويورك  قد يصل إلى حالة تمرد خطير مع تفشي اقتناء الأسلحة بين صفوف المدرسين .‏

عندما قال  باتريك سيل: إن مصر ليست البحرين , كان يعني - على الأغلب - الفوارق بين حكومتين  , فماذا عن مصر والولايات المتحدة ؟ مصر ليست الولايات المتحدة الأمريكية وهنا نعني  الفوارق بين شعبين وثقافتين وحضارتين .‏

بعد تنحي الرئيس  المصري السابق بأقل من نصف ساعة, نقلت لي صديقة تقيم في أمريكا عن خروج أحد  المحللين الأمريكيين الكبار على إحدى القنوات القومية يشيد بسلمية الثورة المصرية  وينبه مشاهديه إلى حقيقة أن الثائرين أدركوا مقاصدهم دون أن يطلقوا رصاصة واحدة  , ثم لم يلبث أن أدار ظهره لمصر ليلون خطابه بنبرة المناشدة المتخفية بلغة الاستغراب  حول الهوس الأمريكي باقتناء السلاح وأثره الإقصائي لحالة الحوار أو حتى الضغط  السلمي .‏

شهود العيان  يقولون: إن السوق الأمريكية تشهد ازدهارا مريبا لبيع الأسلحة والذخائر , ما يعني  خطراً جدياً ليس فقط على سلامة الأفراد ووجودهم , بل يتعداه إلى وجود الدولة بالشكل  الذي نعرفه .‏

لعل أهم فارق  بين المصري والأمريكي , أن الأول يثقله إرث تاريخي يمتد إلى آلاف السنوات فيعقلن  ويلجم الكثير من الاندفاعات , أما الثاني فيربطه إلى دولته رابطا المصلحة والفخر أو  الغرور المتولد من إدراك القوة , لكن قوة أمريكا العظمى اهتزت عن عرشها أمام قوى  بدائية , أما المصلحة فانكمشت بعد أزماتها الاقتصادية وفضائحها المالية ما قد يدفع  بكثيرين إلى اختصار الوطن بدولة .‏

هبت نسائم  التغيير , لكن خلخلة بيئية ما قد تحول النسيم إلى رياح , وقد تحول الرياح في أماكن  أخرى إلى إعصار , لكن الحكيم من اتعظ بغيره أياً كان وأينما كان . إنها القرية  الكونية الواحدة .‏

mailto:dianajabbour@yahoo.com ‏ 

صور متعلقة

ديانا جبور ..أميركا في دائرة الفعل المصري