التاريخ معكم .. متجددا وإلى الأعلى
معاً على الطريق
الثورة : 14326
الثلاثاء 21-9-2010م
ديانا جبور
قبل اللقاء مع سيادة الرئيس كنت أعلم وألمس أننا نحن المثقفين أو الطامحين للقيام بدور المثقف ننعم بمفصل تاريخي نادر لا يجود الزمان بمثله كثيرا , فما أقل اللحظات
التي تقاطعت فيها مشاريع النخب التنويرية والتحديثية في بلد ما , مع خطط قياداتها السياسية وآليات التطبيق التي تضعها موضع التنفيذ لتكون المصلحة والعاطفة قطبين متكاملين لا متناقضين .
أما بعد اللقاء الذي تفضل به سيادته مع مجموعة من المعنيين بصناعة الدراما فقد خالط الإحساس بالرضا الرخي قلق المسؤولية , فنحن لا نعيش ذلك المفصل التاريخي المنشود , بل إننا شهود على منعطف تاريخي , والمطلوب منا أن نحث الخطا ونجدد الخطط لنلحق ونشارك بما يطمح إليه زعيم رؤيوي وواقعي في آن معا .
كنا نظن أننا سنطلب دعما استثنائيا وسنخوض نقاشا حول ضرورة تعريض الهوامش , فإذا بسيادته يطالبنا بتوسيع الدوائر وتنويعها بما يواكب حيوية المجتمع السوري الذي هو قاعدة الدور السياسي الرائد في المنطقة والمحير للعالم .
كنا نريد مكاسب مرحلية وإصلاحات جزئية، لكن سيادته بسط استراتيجية تحول الدراما من أداة ترفيه إلى صناعة استراتيجية تساهم في ترجمة الحاضر وصياغة المستقبل , لكنه بالمقابل وضعنا أمام مسؤوليات جديدة وطالبنا بدراسات واقتراحات تنفيذية ليصار إلى قوننتها وشرعنتها .
لقد جدد السيد الرئيس سيرة الزعماء التاريخيين أصحاب المشاريع النهضوية والتحديثية , الذين أدركوا أهمية الدراما في تحويل المجرد إلى ملموس تمهيدا للانتقال بالخطوة الجديدة إنما الغامضة بالنسبة للغالبية إلى جزء من وجدان المعنيين بهذه السياسات , وبهذا المعنى فقد طالبنا بإنصاف الشعب السوري الذي يتميز بالعنفوان والوطنية ومراجعة الذات وإدارة حالة حوار , إضافة إلى الاعتدال الحضاري والسخاء بالمعنى الإنساني .
كنا ندرك أن اللقاء سيترجم نفسه في حياتنا العملية، وكما في معين ذكرياتنا الشخصية نقلة إلى الأمام , لكن شمولية ورحابة طرح السيد الرئيس أضافا إلى ذاك الاتجاه الأفقي المأمول , آخر إلى الأعلى , إلى فوق، إلى قمم جديدة وآفاق مختلفة .
طموح خرج إلى النور بظل الكبار .
التعليقات