قالت الصحف

ديانا جبور ...تروي حكاية التيس...

ديانا جبور ...تروي حكاية التيس...

1844 مشاهدة

 

حفلة  التيس

معاً على  الطريق

الثورة :14461
الاثنين 28-2-2011م

ديانا جبور

 

ما أكثر التقاطعات بيننا نحن العرب وكذا دولنا، وبين أميركا  اللاتينية ودولها، بدءاً من النكات ومزاج السخرية، وصولا إلى دموية الصراع على  السلطة مع تقديم رشى قومية للغرب عامة وأميركا خاصة للتمويه والتعامي عن الجرائم  المرتكبة.

وكما تهاوت  أنظمة لاتينية يمينية بتواتر وتسارع النهايات السعيدة للحكايات الشعبية، وتحولت من  الخنوع إلى العنفوان، وانقلبت الدول من أفنية خلفية لأمريكا بوجهها البشع إلى  منارات تحرر تستلهم منها قوى اليسار القدوة والطاقة، كذلك تتلاحق الأحداث  والتغييرات في منطقتنا العربية.‏

وحتى لاندخل في  متاهة تباين واختلاف الجزئيات, يمكن الاستعانة بالأدب كمؤرخ رؤيوي حقيقي وإن كان  غير رسمي، أي حتى لو لم يكن ملتزما بالوقائع, وهنا تحضرني رواية (حفلة التيس)  لماريو بارغاس يوسا الفائز بجائزة نوبل للآداب قبل أشهر.‏

تدور الأحداث  الرئيسة للرواية في السنة الواحدة والثلاثين لحكم الجنرال تروخييو، الزعيم المفدى  وأبو الوطن الجديد.‏

ولأنه الزعيم  فهو يرفض أن يكون رئيسا، ولأنه الأب فهو الأحق بميراث الوطن وثرواته يوزعها سواء  كانت مؤسسات أم معامل أم حقولاً ومناجم على الأقرباء والمقربين، وفي مقدمتهم ابنه  البكر رامفيس.‏

لكن ولأن السلطة  المطلقة مفسدة مؤكدة يتوحش الزعيم في الدفاع عن ملكوته، يطرد منه ومن الحياة ذاتها  كل من يشكل تهديداً أو حتى استهتارا بجمهوريته العائلية، ما يحرج حلفاءه السابقين  ومن بينهم الولايات المتحدة التي صارت ترى فيه خطراً على سمعتها وصورتها ومصالحها  الاستراتيجية.‏

تضيق الدائرة  بانقلاب الكنيسة عليه، بل الافتاء بقتله، وهو ما حير الجنرال كثيراً لأنه الوحيد من  بين الزعماء اللاتينيين الذي أسبغ عليهم نعمه وأضفى على حضورهم مسحة الشرعية.‏

تؤمن فتوى القتل  مظلة أخلاقية لانقلابيين متدينين يقررون اغتيال الزعيم، ما يترك الشعب فريسة  اجراءات انتقامية دموية بشعة، فقد تحول الشعب الذي ينجب انقلابيين إلى عدو للمنعم  خالق الدولة الحديثة، إلى عدو للدولة نفسها بل للوطن.‏

إجراء ثأري ينجح  في تأخير الحسم التاريخي لكنه لا يلغيه، فقد قال التاريخ كلمته.‏

إنها أحداث  روائية تجري في جمهورية الدومينيكان في الستينيات من القرن الماضي. ألم أقل لكم كم  نشبه بعضنا البعض، نحن واللاتينيون.‏

mailto:dianajabbour@yahoo.com  

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية