قالت الصحف

ديانا جبور ... معا على الطريق  .... شخص غير مرغوب به ...

ديانا جبور ... معا على الطريق .... شخص غير مرغوب به ...

1877 مشاهدة

 

شخص غير مرغوب به

معاً على الطريق

جريدة الثورة : 14355


الأثنين 25-10-2010م


ديانا جبور

استعدت قبل أيام مشاهدة فيلم ( شخص غير مرغوب به ) لأوليفر ستون , المخرج الأمريكي العبقري وصاحب الرؤيا العميقة وبالتالي المستقبلية .

حاول المخرج مراراً وتكراراً أن يحظى بلقاء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات , لكن حاشيته تؤجل الموعد الموعود لأن جدول أعماله مزدحم . أليس رئيساً ومثله مثل أي زعيم دولة ؟‏

كل مستلزمات وعناصر إبهار الدولة حاضرة : العلم , النشيد , المراسم والحرس والاستقبالات الرسمية والرواتب .. لكن أوليفر ستون يحزم أمتعته ويغادر المدينة لأنه أدرك النهاية بعيداً عن هالة أو حصانة وهمية يخلقها مقر لن يلبث أن يدك فوق رؤوس قاطنيه .‏

استعدت مشاهدة الفيلم لقدرته على تكثيف أمثولة تغيّبها شهوة الحكم والسلطة , لكنها لحسن الحظ تتجسد تحذيراً واضحاً جلياً عند من بقي من حكماء أمتنا .‏

قضية عادلة , بل أعدل قضية في العصر الحديث , وزعيم تاريخي ومع ذلك استطاع وهم الدولة العرجاء أن يشظي دعامتي العدالة والزعامة المتينتين والمحصنتين .‏

بالقياس ترى ما مستقبل منطقة تحيط بمشاريع استفتاء وانفصال تتأسس على لغم التعصب الإثني أو العرقي , أي مشاريع دول دون جلال القضايا الكبرى ودون زعامات حملت صليب شعبها .

هل ينجو ما يتبقى من السودان من شرذمة لاحقة إن وقع الانفصال ؟ وهل تأمن مصر على وحدتها وقد تجزأ توءمها ؟ هل تبقى الاشتباكات الطائفية تحت السيطرة أم تمتد حرائقها بما يهدد وحدة المجتمع ودور الدولة ولاحقاً شكلها؟‏

هل يفرق الدين ؟ أو نسأل هل نعتبر من يفرق مؤمناً .‏

ابن عربي عندما وصل إلى منتهى الإيمان قال :‏

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي‏

إذا لم يكن ديني إلى دينه داني‏

لقد صار قلبي قابلا كل صورة‏

فمرعى لغزلان ودير لرهبان‏

وبيت لأوثان وكعبة طائف‏

وألواح توراة ومصحف قرآن‏

dianajabbour@yahoo.com

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية