مواضيع للحوار

سعد الله ونوس بعيون مصرية  حكاية عشق متبادل

سعد الله ونوس بعيون مصرية حكاية عشق متبادل

866 مشاهدة

سعد الله ونوس بعيون مصرية  حكاية عشق متبادل

 عمرو دوارة

المصدر : مجلة الجديد

المصدر: موقع الخشبة

ظل ونوس على ارتباط وثيق بالقاهرة وبأصدقائه من الأدباء والفنانين، وكان شديد الحرص دائما على انتهاز أي فرصة لزيارتها.

تقتضي الحقيقة أن أقول إن عددا قليلا جدا من المؤلفين العرب نجحوا بإبداعاتهم في كسب ثقة وإعجاب الجمهور المصري من خلال تكرار تقديم أعمالهم بالمسرح المصري، سواء على مستوى الهواية أو الاحتراف، وفي مقدمة هؤلاء الكاتب المبدع سعدالله ونوس، الذي لم ينافسه أحد من الكتاب العرب في كثافة عدد نصوصه التي تقدم بصفة شبه مستمرة بعدد كبير من فرق المحترفين وكثير من تجمعات الهواة. ويكفي أن أذكر أن أكثر من خمسين في المئة من مؤلفاته المسرحية قدمت في مصر أكثر من مرة، حتى أن بعض تلك المسرحيات (كالفيل يا ملك الزمان، طقوس الإشارات والتحولات، والملك هو الملك) قدمت أكثر من مئة مرة.

والحقيقة أن علاقة سعدالله ونوس بمصر هي حكاية عشق كبير متبادل، ويكفي أن نذكر أنه بمجرد حصوله على شهادة الثانوية العامة عام 1959 سافر إلى مصر في منحة دراسية للحصول على ليسانس الصحافة من كلية الآداب جامعة القاهرة، وأنه أثناء فترة الدراسة تأثر جدا بأحداث الانفصال في الوحدة بين مصر وسوريا، ومن شدة تأثره بهذا الحدث كتب أولى مسرحياته بعنوان “الحياة أبدا” عام 1961 (نشرت عام 2005 بعد رحيله) وهي مسرحية طويلة، كما نشر مقالا حول الوحدة والانفصال في مجلة “الآداب” عام 1962، وأيضا عدة مقالات في جريدة “النصر” الدمشقية، وفي عام 1963 حصل سعدالله ونوس على ليسانس الصحافة.

وظل ونوس على ارتباط وثيق بالقاهرة وبأصدقائه من الأدباء والفنانين، وكان شديد الحرص دائما على انتهاز أي فرصة لزيارتها، وكان من الطبيعي أن تحرص مصر أيضا على حسن استقباله، وأن تقوم وزارة الثقافة المصرية بالاحتفاء به وتكريمه في أكبر مهرجان مسرحي دولي فيها وهو مهرجان “القاهرة الدولي للمسرح التجريبي” في دورته الثانية عام 1989.

مؤلفاته التي قدمت في مصر

من أهم مسرحيات سعدالله ونوس التي قدمت في مصر أكثر من مرة: “فصد الدم”، “جثة على الرصيف”، “مأساة بائع الدبس الفقير” (1964)، “حكاية جوقة التماثيل” (1965)، “حفلة سمر من أجل خمسة حزيران” (1968)، “الفيل يا ملك الزمان” (1969)، “مغامرة رأس المملوك جابر” (1971)، “سهرة مع أبي خليل القباني” (1973)، “الملك هو الملك” (1977)، “رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة” (1978)، “الاغتصاب” (1990)، “منمنمات تاريخية”، “طقوس الإشارات والتحولات” (1994)، “أحلام شقية”، يوم من زماننا” (1995)، “ملحمة السراب” (1996)، و”الأيام المخمورة” (1997).

إذا كان جميع المبدعين والنقاد المسرحيين قد اتفقوا فيما بينهم على أن النص المسرحي يمثل العمود الفقري للعرض المسرحي، وما لا يقل عن 50 في المئة من أسباب نجاحه، فإنني أرى أن هذه النسبة قد ترتفع بصفة خاصة مع نصوص المبدع سعدالله ونوس بجودة حبكتها وجمال صياغتها كما جرى نشر عدد كبير من المقالات والدراسات عن مسرح سعدالله ونوس، وأعيد نشر بعض مقالاته في الدوريات المصرية.

وجدير بالذكر أنه بعد إصابة ونوس بمرض السرطان في أوائل التسعينات لم يستسلم للمرض، بل عاد إلى الكتابة بعد فترة توقف طويلة -شملت معظم الثمانينات- فقدم أعظم أعماله ومنها “منمنمات تاريخية”، “الليالي المخمورة”، “طقوس الإشارات والتحولات”، و”يوم من زماننا”، وأنه ظل يكتب ويبدع حتى وفاته.

أفكاره وشخصياته الدرامية بعيون مصرية يصعب، بل يستحيل إجراء رصد كامل وتوثيق لجميع مسرحيات هذا المبدع الكبير التي قدمت في مصر، وذلك لتكرار تقديم عدد كبير منها من قبل مختلف فرق وتجمعات الهواة (المدارس/ الجامعات/ الشركات/ الفرق الحرة والمستقلة/ مراكز الشباب ومراكز الفنون/ المراكز الثقافية الأجنبية)، ومن ثم في محاولة لتقديم صورة سريعة يمكن رصد العروض التي قدمت بمسارح المحترفين (مسارح الدولة والفرق الخاصة) وهي:

– الملك هو الملك: “المسرح الحديث” عام 1988، إخراج مراد منير، بطولة محمد منير، صلاح السعدني، فايزة كمال.

– رحلة حنظلة: “مسرح الطليعة” عام 1988، إخراج ناصر عبدالمنعم، بطولة صلاح عبدالله، سلوى محمد علي، أحمد صيام.

– رحلة حنظلة: “المسرح الحديث” عام 1994، إخراج محمد دسوقي، بطولة أحمد فؤاد سليم، سمير وحيد، علية حامد.

– منمنمات تاريخية: “المسرح القومي” عام 1995، إخراج عصام السيد، بطولة عبدالرحمن أبوزهرة، محمد السبع، سوسن بدر.

– طقوس الإشارات والتحولات: “مركز الهناجر للفنون” عام 1997، إخراج حسن الوزير، بطولة سوسن بدر، نبيل الحلفاوي، حمدي الوزير.

– الأيام المخمورة: “مركز الهناجر للفنون” عام 1998، إخراج مراد منير، بطولة سمية الألفي، خالد الصاوي، عطية عويس.

– مغامرة رأس المملوك جابر: “المسرح القومي” عام 2000، إخراج مراد منير، بطولة أحمد بدير، فايزة كمال، حسن الأسمر.

– يوم من هذا الزمان: “مسرح الغد” عام 2003، إخراج عمرو دوارة، بطولة سهير المرشدي، حنان مطاوع، فاروق عيطة.

– أحلام شقية: “مركز الهناجر للفنون” عام 2003، إخراج محمد أبوالسعود، بطولة عايدة عبدالعزيز، علي حسنين، محمد عبدالعظيم.

– حنظلة (رحلة حنظلة): “مسرح الطليعة” عام 2012، إخراج إسلام إمام، بطولة ياسر عزت، سماح سليم، أحمد فتحي.

– سهرة مملوكي (سهرة مع أبوخليل القباني): “مسرح الشباب” عام 2015، إخراج أحمد حسونة، بطولة نوال العدل، نائل علي، محمد الأباصيري.

والحقيقة أن من بين جميع التجارب السابقة تبرز تجربة “الملك هو الملك” التي أعيد تقديمها كريبرتوار للفرقة أكثر من مرة مع الاضطرار إلى تغيير بعض الأبطال، كما تمت إعادة إنتاجها من خلال إحدى الفرق الخاصة عام 1998 للتصوير التلفزيوني، وكان قد سبق للمخرج نفسه تقديمها من خلال فرقة “قصر ثقافة الريحاني” في أوائل ثمانينات القرن الماضي.

وبخلاف جميع العروض السابقة تم تقديم عدد كبير جدا من نصوص هذا المبدع من خلال فرق الهواة، تلك التي يصعب حصرها، ولكن يمكننا فقط الإشارة إلى بعض التجارب المهمة منها:

– “الفيل يا ملك الزمان”: هيئة قصور الثقافة عام 1986، إخراج هناء عبدالفتاح، بطولة عبدالفتاح البلتاجي، حسام أبوالعلا ، عبير لطفي.

– “رحلة حنظلة”: فرقة جامعة المنصورة، الدورة الأولى عام 1988.

– “اغتصاب”: فرقة فرسان المسرح عام 1993، إخراج د.عمرو دوارة، وبطولةأشرف فاروق، داليا إبراهيم، منحة زيتون، عصام عبدالله.

وذلك بالإضافة إلى عدة عروض بمهرجانات “الجمعية المصرية لهواة المسرح” ومن بينها على سبيل المثال في الدورات المتتالية لمهرجان “المسرح العربي”:

– الدورة الأولى عام 2001: “اغتصاب” لفرقة “الجيزة القومية”، إخراج سيد خطاب.

– الدورة الخامسة عام 2006: العرض الجزائري “الجيفة” (جثة على الرصيف) لفرقة “مسرح سطيف” الجزائرية، من إخراج نبيل بن سكة.

– الدورة التاسعة عام 2010: “طقوس″ لفرقة “علام المسرحية” إخراج محمد علام.

– الدورة التاسعة عام 2011: “ملحمة السراب”، لفريق منتخب القاهرة، إخراج حسين محمود.

– الدورة الثالثة عشرة عام 2015: “طقوس الإشارات والتحولات”، فرقة مودرن تياترو، إخراج طارق عزت، و”الإشارات” (طقوس الإشارات والتحولات)، فرقة إنفينتي، إخراج هشام طارق.

– الدورة الخامسة عشرة عام 2017: الطقوس (طقوس الإشارات والتحولات)، فريق كلية تجارة عين شمس، إخراج زياد هاني.

عروض عربية مستضافة في مصر

الحقيقة أن الجمهور المصري لم تقتصر مشاهداته ومتابعاته لإبداعات المسرحي الكبير سعدالله ونوس على تلك العروض التي تم إنتاجها بمصر، بل كان شغوفا أيضا بمتابعة بعض العروض العربية المستضافة في فعاليات مهرجان “القاهرة الدولي للمسرح التجريبي” ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر:

– “رحلة حنظلة”:  فرقة “الأصدقاء” السودانية، الدورة السادسة عام 1994.

– “مغامرة رأس المملوك جابر”: فرقة “المعهد العالي للفنون المسرحية” بالكويت، الدورة الثامنة عام 1996.

– “حظوظ حنظلة الحنظلي”: فرقة “مسرح الشارقة الوطني” بالإمارات العربية المتحدة، و”الفيل” (الفيل يا ملك الزمان)، فرقة “مسرح الشباب” الكويتية، الدورة الثانية عشرة عام 2000.

كما جرت استضافة ثلاثة عروض بديعة، أُحتُفي بها نقديا وجماهيريا وهي:

– “اغتصاب”: لفرقة “المسرح الوطني الفلسطيني”، إخراج جواد الأسدي عام 1991.

– “طقوس الإشارات والتحولات”: لفرقة “مسرح المدينة” بلبنان، إخراج نضال الأشقر عام 1997.

– “نساء سعدالله ونوس″: إخراج اللبنانية نادين جمعة عام 1994، وهو من إعدادها عن ثلاثة نصوص (“الأيام المخمورة” و”يوم من زماننا” و”أحلام شقية”).

أهم عوامل نجاح نصوصه في مصر

سعدالله ونوس كاتب قدير حقا يمتلك الرؤية، كما يمتلك الخبرة والحنكة فى الصياغة المسرحية محكمة الصنع، وهو ينحاز دائما إلى عامة الشعب، ومن ثم فهو يحرص فى جميع نصوصه على التعبير عن مشاعر الناس وآمالهم وآلامهم ومعاناتهم، وذلك بكشف أكاذيب الحياة المعاصرة، وتعرية تناقضات الواقع العربي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، ولذلك فهو كثيرا ما يصطدم بالسلطة حينما يكشف مصالحها الخاصة، وآليات لعبة الحكم التي تعصف بحرية الفرد وطموحاته المشروعة.

هذا وأرى أهمية رصد وتحليل أهم أسباب إقبال عدد كبير من الفرق المصرية على تقديم مسرحياته والتي يمكن إجمالها في النقاط الآتية:

– دفاعه المستمر عن القيم الإنسانية النبيلة، والدعوة إلى ضرورة ممارسة الحريات السياسية والاجتماعية، والتخلص من كل مظاهر القهر والاستبداد في المجتمعات العربية برفع راية التمرد والعصيان فى وجه هذا العالم المشوه، الذي سمح بقهر الإنسان المعاصر، سواء كان بسبب نفوذ السلطة، أو الضغوط المجتمعية والتقاليد، أو الظروف الاقتصادية القاسية.

– جرأة التناول وبكارة الطرح والتناول لكثير من القضايا الآنية بصورة فنية راقية، وبعيدة كل البعد عن المباشرة، مع عدم تقيده بجميع التابوهات التي تحد من الإبداع.

– إنسانية الطرح، وعدم التقيد بالبعدين الزمني والجغرافي، بل كثيرا ما لجأ إلى بعض الأساطير، أو التاريخ، أو إلى حكايات “ألف ليلة وليلة” لاستلهام بعض الأحداث الدرامية، أو بعض الشخصيات.

– براعته في رسم الشخصيات الدرامية المختلفة، وتحديد الأبعاد الدرامية الثلاثة لكل منها (البعد المادي والاجتماعي والنفسي)، فهو يمتلك حرفية عالية في تصوير وتجسيد مختلف الشخصيات الدرامية من خلال بناء محكم.

– اعتماد أغلب مسرحياته على عدد كبير من الشخصيات الدرامية، أو على البطولات الجماعية التي تتيح الفرصة لفرق الهواة في إظهار موهبة أكبر عدد من أعضائها، وخاصة الفرق الجامعية وفرق الأقاليم.

– جودة الحبكة الدرامية التي تتسم بالرقي والاتقان، وباعتمادها على عناصر التشويق والمفارقات الدرامية غير المتوقعة.

– الصياغة الرائعة والبديعة للحوارات التي برع في صياغتها بلغة مكثفة ذات دلالات عميقة، وباللغة العربية الفصحى ببلاغتها ودقة تعبيراتها، وأيضا بمفردات سلسة بعيدة عن الكلمات الصعبة أو التعبيرات الإنشائية.

– إتاحتها فرصة الإبداع كاملة للمخرجين، بما تضمنه من تحديات في الطرح، وإمكانية التقديم بأكثر من أسلوب أو منهج إخراجي، لاعتمادها أولا على الحبكة محكمة الصنع، وتطلبها لنوعية خاصة من الممثلين المتميزين الذين يمتلكون مهارات التحكم في جميع إمكانياتهم الفنية.

تجربة ذاتية

إذا كان جميع المبدعين والنقاد المسرحيين قد اتفقوا فيما بينهم على أن النص المسرحي يمثل العمود الفقري للعرض المسرحي، وما لا يقل عن 50 في المئة من أسباب نجاحه، فإنني أرى أن هذه النسبة قد ترتفع بصفة خاصة مع نصوص المبدع سعدالله ونوس بجودة حبكتها وجمال صياغتها. وهذا ما لمسته بنفسي من خلال تجربتي الشخصية، حيث أخرجت نصين من تأليفه لأول مرة بمصر، وهما: “اغتصاب” و”يوم من زماننا”. وأستطيع أن أقول إن كليهما يعد من أنجح عروضي بشهادة عدد كبير من النقاد والجماهير، وبشهادة الإحصائيات الخاصة بعدد المشاهدين وإجمالي الإيرادات.

ظل ونوس على ارتباط وثيق بالقاهرة وبأصدقائه من الأدباء والفنانين، وكان شديد الحرص دائما على انتهاز أي فرصة لزيارتها، وكان من الطبيعي أن تحرص مصر أيضا على حسن استقباله

اغتصاب

عندما قرأت لأول مرة النص العالمي الرائع “القصة المزدوجة للدكتور بالمي” للمؤلف الإسباني العالمي أنطونيو بويرو باييخو أعجبت به جدا وفكرت على الفور في إخراجه، ولكنني ترددت في كيفية إسقاط ذلك التعذيب البشع للمسجون السياسي على واقعنا المعاصر، فمن المؤكد أن الرقابة على المصنفات الفنية لن تسمح بأي تلميح في ظل الحكم الشمولي وقمعه للحريات، وفجأة طرأت فكرة على خاطري وهي لماذا لا أقوم بتحويل الأحداث إلى “فلسطين” المحتلة فمما لا شك فيه أنه لا يوجد قهر وتعذيب للمعتقلين السياسيين أقسى مما يجري في المعتقلات الإسرائيلية. وبالفعل شرعت في إعداد النص ولكن كم كانت سعادتي حينما قرأت مصادفة نص “اغتصاب” الذي اعتمد فيه المبدع سعدالله ونوس على إعادة كتابة نص “القصة المزدوجة للدكتور بالمي”، وحول الصراع بالفعل إلى الأرض المحتلة بين القوى الغاشمة الإسرائيلية والمناضل الفلسطيني الذي يطالب بأرضه وحقه في الحياة. وسريعا ما تجمع أعضاء فرق “فرسان المسرح” ووسط هذا الجو الحماسي منقطع النظير تم الانتهاء من البروفات خلال خمسة وعشرين يوما فقط، ليستمر العرض بعد ذلك لأكثر من شهرين بالعاصمة وبعض الجولات في الأقاليم، وليحظى بمساندة عدد كبير من المنظمات الأهلية وبإشادات عدد كبير من النقاد بالنص والعرض.

 يوم من زماننا

تتضح في هذا النص جميع سمات مؤلفات هذا المبدع الكبير، وفي مقدمتها الجرأة الشديدة، فهو يتناول ويعالج ويضرب في نص واحد التابوهات الثلاثة (الدين والسياسة والجنس)، ويكشف من خلاله عن المسكوت عنه، وينزع الستار عن جميع أشكال الفساد. وقد حظي العرض بتحقيق نجاح جماهيرى ونقدي، حيث استمر أكثر من ستين ليلة في مسرح الغد عام 2003، حقق خلالها أعلى الإيرادات بالنسبة للفرقة (وذلك استنادا إلى إحصائيات الكتاب السنوي للمركز القومي للمسرح)، كما عرض فى إطار مهرجان القراءة للجميع على مسرح “سارية الجبل” في القلعة، وأيضا تم عرضه في مسرح “الحمراء” بدمشق فى إطار مهرجان “دمشق للفنون المسرحية”، الدورة السادسة عشرة في ديسمبر 2004 عندما تم اختياره لتمثيل المسرح المصري. وهنا أحب أن أشير إلى أن نجاح العرض لم يتأثر باختلاف نوعية الجمهور، بالرغم من تقديمه باللغة العربية الفصحى في تجمعات شعبية بمنطقة القلعة، وذلك نظرا إلى تكامل مفرداته الفنية، وهو ما أشاد به تسعة وعشرون مقالا نقديا بأقلام كبار النقاد والمتخصصين في الصحف والمجلات الدورية، من بينهم: د. نهاد صليحة، فوزية مهران، نبيل بدران، عبدالغني داود، د. حسن عطية، د. أسامة أبوطالب، د. وفاء كمالو، آمال بكير، عبدالرازق حسين، منير عامر، عبلة الرويني، أمين بكير، محمد رفاعي، فيصل عزب، عرفة محمد، إلى جانب البرامج الإذاعية والتلفزيونية المتخصصة التي تناولت العرض بالنقد والتحليل.