شعر

ســـرُّ الله... قصيدة للشاعر محمود عبد اللطيف..

ســـرُّ الله... قصيدة للشاعر محمود عبد اللطيف..

1697 مشاهدة

محمود عبد اللطيف

ســـرُّ الله


أموسق الخيال
فـ ارسم على زجاج القلب وجهك
بما تركته الأنوثة من مطر
وحدي ..
أحاول الدفء في ارتداء الحقيقة إثر حرّ الطريق
في رحيلي .. إليكِ ..
فـ كنتِ
أول النار في اشتعال اللغة في عطر الخزامى
فـشربت من نبع النشيد أول الحرف و أخره
كـ عين ..
بدوية الحسن تبرق في عتمة الويل
حين الوحيد يرتل في خوف التمني
من ذبول الورد قبيل البرد .. موت القصائد
فـ تأمر النثار بـ الهدوء
على شغفي في موج يقلد شَعْرً في هياج النبض
و رقصْ
و كـ ليل يخفي عني كتف احاول ان اوشمه
بـ قبلة .. و احتراق
لأغفر كل خطايا الوحشة
أنى أتتْ

و أنى أتتْ
يشاغب على غصن الليلك
عصفور خلع عن تعبي تعبه
و راح يخطّ على جسد العطش رؤاه
و يقطف من كرز الشفاه كأس ابتهال العشق ..
و يطيل عمر اللحظة
في دوار العشق
حين البحر بـ ( كمشة ) من وقت
يعيدني إلى جنوني الأول ..
طفل يشاغب شفة ..
فـ يدميها بالترقب
و الاشتهاء صعود الغيمة
في شدوها قبلة .. قبلة
فـ يقبض في رطوبة الوهج
على نهاوند النهد في هوس العود
حين القمح سرّ اشتعال الماء
بـ شرارة من همس
فـ يغار .. الغناء و الاناشيد


و يقلد زهر اللوز حنين النوارس للغرق
لـ ينتصرَ لجنون الظل في رقص لا ينتهي


و أنى أتتْ
تنهي تبعثري في خيالات النص
حين قراءتي جسد القصيدة
لأعد نجوم الليل ..
نجمة .. تقلد اقحوانة نمت قرب حلمة الماء
فـ اشعلت ناراً
تدل البدوي في غيابه الاخير
نحو الوطن

جمرة ..
أوقدت فرحاً على امتداد المرمر
في غواية القمر الشقي
لتسقي الوله الفراتي العزف ..
مواويل ارتعاش


زهرة خزامى
قرب حقل عشب ..
جنوبي الدفء ..
يغازل ريح شمال تنعش
الشفة المشققة بـ الزمن


و أنى أتتْ
تنهي احتمالات الاسئلة
بـ شذى زبد البحر
حين امتداد الدرب ..رغبة السماوي
في عناق التراب من وجع
فـ تضج في رئة الشِعر .. ريحُ الأنوثة
و أسمع صوتَ المحبوس في جوف الحوت ..
يا ربُّ .. أني لـ لمسة أنثى كـ أنثاه اشتقت
فـ يهتزّ العطش في خواء قربتي ..
مرعوباً لـ هسيس الشـدو حين ينهي
زمن التبعثر... بـ الياسمين تحت ظل نخلة نمت .. في عيوني

و مني .. يغار اللون .. أنى أتتْ
فـ أرى .. أحمره نزيف محاجره حين ترقب طيفها يعانقني
و أزرقه .. كهن الغموض
فيما يدبر من مكائد لقتلي
بطول المسافة و قبح الزمن
و أخضره ..
يقلّد عشباً انام عليه مترعاً
بـ اللذة كـ كأس نبيذ بـ يد الليل

و أبيضه .. يشاكس فرحي
فـ يفك أزرار الشهوة
لـيقطف قبلة من طلّ على ورق التوت ..
فـ يرسم قوس قزح


و أنى أتتْ
يصير العمر ..
رجفة الضلع في خبايا الشوق الملّون بالارتحال
عبثاً ..
يحاول ان يكون قبل القمح
و قبل إغفاءة الصدى
مكلوم بالنداء

أن تعالي : فـ هذا العمر اقصر
من ان يضيع في زحام الاسئلة
ونامي على صدري
كـ طفلة لطخت فستانها بـطين الاشتهاء

أن تعالي :
فـ هذا العمر أجمل من ان نتوه في ضباب الوقت
و اقرأي في عيوني كلام الكلام

فـ أنى أتتْ .. أنثــاي ..
أصير نبياً أخيراً
مبشراً بـ سرمد الحب
و أنسى ..
كل تفاح الرؤى بـ رؤيا
لـ أعانق سرّ الله في انوثتها

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية