أخبار فنية

ســوريــــا بــالــمهــرجان الدّولي للمــســــرح بــبـــجايــة

ســوريــــا بــالــمهــرجان الدّولي للمــســــرح بــبـــجايــة

1539 مشاهدة

تجمع أرابيسك تعرض " حصار القصيدة " لفرقة نواعير المسرح – سوريا

نوتات متتالية لسمفونية أمل ....

الرّكح جنون الفنّ الرّابع ، لعبة أنيقة ومرهقة ، متعة ومعاناة ، تضحية دونما حسابات مسبقة ، المسرح الرسالة الإنسانية السامية تؤتي ثمارها دونما كلل أو ملل ، وبعيدا عن الظروف والضغوط ، وبمنأى عن كلّ تبعيّة ، هذا ما يتجسّد فعلا في أيّ عمل فنيّ ، وفي ظلّ حمل تلكم الرسالة كانت فرقة " نواعير المسرح" لتجمّع أرابيسك من سوريا الشقيقة ، حاضرة ضمن فعاليات المهرجان الدولي للمسرح بمدينة "بجاية" ، بمونودراما " حصار القصيدة " تأليف: الدّكتور " ماهر الخولي " ، اعداد وإخراج :" يوسف شموط " ، مع علاقات عامة – إضاءة:الأستاذ " كنعان البني " ، وأداء الفنانة " يارا بشور"

العرض في شكله المونودراما توزّع بثلاثة مدن من التراب الجزائري من "باتنة" إلى "عنابة" ، إلى "جيجل" .. وعلى مستوى الإقامة الجامعية للبنات ، بمبادرة من السيد مدير دار الثقافة وحرصا منه أن يكون الجمهور مضمونا للتعرّف على مسرح سوريا .. ولتكون آخر محطة للعرض مدينة "بيجاية"..

"
حصار القصيدة " ترنيمة أمل مغموسة في لجّة الوجع ، لغة تحمل على تشريح صور العرض بفكرته الأساس المرتكزة على سلسلة من الأهداف والآفاق ، هي رحلة بحث شاقة عن الذات في يمّ الأنا الباطن المثخن فجعا ، أخذ وعطاء ضمن بناء دراميّ محكم الفواصل ، متعدّد النّقط المتتالية التي ترفض أن تضع نقطة النهاية لحكاية فتيّة ما تزال في ميلادها المستعصي ومع ذلك تقاوم وتقاوم اكراما للإنسانية ، للأمل الذي لن تنطفئ فتيلته مادامت فوانيس الرجاء مضاءة ومسرب الوجود معبّدا بفعل أمان بريئة تستحقّ المعاناة والتضحية في خضمّ تاريخ موثّق هو ذاكرة كلّ أمّة ، في ظلّ ثوابت وقيم راسخة لن تزول مادام الإيمان بالعقائد والمصير ثابتا ، مادام دويّ الصّراخ نظيفا من آثام الصّمت الموجّه ....

المونودراما عرّت وشرّحت واقعا مضلّلا بفعل الهيمنة والتبعيّة للآخر ، كانت رسالة أمل وحبّ ، كانت تاريخا شاهدا وغدا يخطو أولى خطواته نحو الأمام ، ملامح ذبلت من التأمّل وأخرى تلوّح للقاء قريب وواعد ، لقاء الأزمنة واختصار المسافات، لقاء مع الحقيقة وفضح المستور، حصار يقبض على الأنفس تارة وتارة يحمل على التمرّد حيث لا مساومة في ظلّ الأنفة والمكابرة ، ليكون الأب مركز تاريخ أمّة ، والجدّة وطن قائم برمّته ، والحبيب يجمع التاريخ والوطن ليغزل حكاية وطن بأصول الانتماء ....

"
يارا بشور " جمعت بين النوتات المترابطة أداء لعزف سمفونية الوطن الأم ، الوطن الأمل ، الأرض الخصبة لتربة وطن ما يزال يفتح فاه لإشباع جوعه من الضحايا ، ضحايا القضية وضحايا الوصل ، هي لحن مغرّد في سماء الفنّ الرابع لابدّ ألاّ تصمت لتسمع صداها للآخر ، لمن رضي بالفتات وامتهن الخيانة ، لتظلّ راقصة فوق الرّكح وكأنّها ترقص لملائكة ما يزالون أوفياء في ظلّ النّجاسة والغدر .....
هي " حصار القصيدة" أمل متجدّد وأمنية تتكرّر ...... 

بـقـــلـــم عــبـــاســـيـــة مـــدونــــي – الجـــزائــــــر

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية