سمير حسين ..يصور.. الأحاسيس في ..دليلة والزيبق

جريدة السفير اللبنانية

13/4/2011

انور محمد

يسعى المخرج سمير حسين وهو يصوِّر مسلسل «دليلة والزيبق»، في مدينةٍ صمِّمت خصيصاً له من إنتاج شركة »عاج» السورية في ضاحية الكسوة - الطيبة جنوب دمشق، الى إبراز الحدث/الصراع مستعيناً بالضوء. فجذبُ العين- البصر نحو المركز البؤري في المشهد هو ما يشغله. وهذا لا يحدث إلاَّ حين يقوم الضوء بدوره كمنبِّهٍ حسِّي، فيساعد في رفع أو خفض الإحساس بالإثارة والقلق والاهتياج أو الشعور بالخوف والشجاعة. لذا حرص سمير حسين أن يملأ شعاعُ الضوء غرفة دليلة - (كاريس بشار) ليتناغم مع إيقاع الحوار وحركته، فيما دليلة تشنُّ هجوماً على ابنتها زينب (تاج حيدر) مانعة اياها من الزواج من علي الزيبق الذي أحبَّته.
يريد سمير حسين أن تذهب الكاميرا ليس لرسم أو تصوير الحركة، حركة الجسد، بل لتصوير حركة الأحاسيس غير المرئية فنسمع ونشوف إيقاعاتها. يقول: «أريد أن أرسمُ المشهد فتذهب ريشتي من اليمين إلى اليسار، ومن أعلى إلى أسفل بشكل مفاجئ حتى لو كان المشهد مصمَّماً. أريد لأحاسيس الممثِّل أن تسيل مثل الماء وتنزل إلى قاع الذات، ومن ثمَّ تنشبُ إلى الوجه مثل اللهب. إنَّها الصورة، الصورة التي يجب أن تكون متوثِّبة لتتحرَّك فيها الروح بحرية. صورة تنتزعنا بلين وقسوة في آنٍ واحد لندرك قيمة الجمال ونتلذَّذ به. فالروح هنا في الصورة أكبر من العقل، لأنها من يمدُّه بالحياة». فعلي الزيبق ليس «روبن هود» بالطبع، أو «سبارتكوس»، ولا أعرف إن كان سمير حسين يذهب إلى ذلك أو إلى أبعد منه. مع أنني أشكُّ في أن يكون المؤلِّف هوزان عكو قد فكَّر في ما يرمي إليه المخرج، لأنَّه لم يوفق كثيرا في عملين سابقين له: «لورانس العرب» و«أسعد الوراق». فيما أثبت سمير حسين كمخرج في »قاع المدينة»،»و«وراء الشمس» بأنَّه أيضاً مؤلِّف جديد للعمل، لأنَّه صاحب رؤيا وموقف إنساني. فالشخصيات على يديه تشتعل بالحياة، إن كانت في طبقات المجتمع العليا أو في أسفلها. وصحيح أن الفنان بسام كوسا على سبيل المثال في «وراء الشمس» بذل جهداً عظيماً، لكن سمير حسين من صان له دوره. وفي هذا العمل أيضاً يريد حسين من علي الزيبق كما من دليلة أن يبقيا متوهجين بالحياة، وإن تصادما واصطدما، وقاد أحدهما الآخر إلى حبل المشنقة.

صور متعلقة

سمير حسين ..يصور.. الأحاسيس في ..دليلة والزيبق

سمير حسين ..يصور.. الأحاسيس في ..دليلة والزيبق