مواضيع للحوار

سنحتفل هذا العام في بيوتنا وفي الفضاء الاعلامي

سنحتفل هذا العام في بيوتنا وفي الفضاء الاعلامي

639 مشاهدة

سنحتفل هذا العام في بيوتنا وفي الفضاء الاعلامي

#الدكتور كاظم النصار

#كاتب ومخرج مسرحي عراقي

 

#بمناسبة _قرب _يوم _المسرح _العالمي _بالتزامن هذا العام مع مليار واكثر من البشر يلزمون بيوتهم تجنبا للإصابة بفايروس خطير لم يمر في تاريخ البشرية منذ مائة عام بينما يقف اخرون بالملايين في الشوارع وفي المختبرات والمستشفيات وفي المصحات من جيش وقوات امنية واطباء وممرضين ورجال دين واعمال ونشطاء وصانعي امل لمساعدة الناس على البقاء احياءا  ومازال العالم حتى هذه اللحظة مرتبكا ومذعورا وخائفا من فقدان احبتهم .. لكن الامل يلوح دائما لتجاوز هذه الازمة الحادة والرهان على امل العقل العلمي الطبي الذي سيكتشف المصل الحقيقي لنجاة البشرية ... وهنا الامل هو المفتاح ... الامل .... الامل

 اذن كل عام ونحن نجدد الامل بالمعنى، معنى الحياة، والمسرح صانع امهر لهذا المعنى الذى يتصدى للتيه المعرفي بمساءلته النقدية الجادة وهو أي المسرح يفحص الظواهر والاحداث نصا وعرضا ويقدم رؤى معرفية وجمالية ... فبدون المعنى تصبح الحياة فوضى وجحيما لايطاق، كل عام نفحص ما انتج وما تحقق ليس بمعزل عن التغييرات التي تطرأ على المجتمعات في العالم وهنا في بلادنا ... نحتاج ان نستبدل لغة الشكوى الى مساءلات جادة ... لماذا يتراجع العرض المسرحي النوعي اذا كانت قد تحققت الحرية المشروطة الحذرة ربما بسبب انتقال السلطة من قوة الدولة الى قوة القوى المجتمعية التي تكبر وتصغر حسب الظرف الدولي والاقليمي والمحلى ... واذا كان فضاء التداول للمسرح قد انفتح عن سنوات ماقبل 2003وحصارها .. فما هي المشكلة اذن .. ثمة تدمير للمعنى تدمير على يد من لايجيدون انتاجه ولايعتقدون بضرورته انطلاقا من ان الفوضى والفراغ هما الفضاء الأمثل للطفيليين وغير المنتجين.

نتفاءل كل عام ونطمح ان يكون للمسرح دورا كبيرا في النهضة الثقافية في إدانة الحرب والقسوة والعنف وعشوائية الحرب وشعاراتها الايديولوجية وفى فضح الارهاب والعنف والتصدى له ومن ثم كيف نعود تدريجيا ان نجعل من المسرح جزءا اساسيا من حياة الناس اليومية ومصدرا لمتعتهم وفائدتهم

كل عام والمسرح امل

كل عام والمسرح يتعافى

سنحتفل هذا العام في بيوتنا وفي الفضاء الاعلامي

والامل الامل هو من سيجعلنا نحتفل به كل يوم

وكل خشبة

وكل تصفيق

تحت سلطة الامل في الحجر الصحي للبيت 22/3/2020