أخبار فنية

شاب يتطلّع إلى خدمة وطنه فنياّ عبد الجواد عبابو

شاب يتطلّع إلى خدمة وطنه فنياّ عبد الجواد عبابو

1857 مشاهدة

                           

"عبد الجواد عبابو"

شاب يتطلّع إلى خدمة وطنه فنياّ

باعتبار الشباب ركيزة كلّ أمّة و الّلبنة الأولى في بناء أيّ مجتمع، كان لا بدّ من مدّ يد العون لكلّ شاب ّ بخاصة إذا ما التمسنا لديه الإدارة و الطّموح المتقد ، بخاصة إذا كان من عشاق رسالة الفنّ ومن المؤمنين بإلزامية النّضال في سبيل الرقيّ بمجتمعه  حتّى و إن غابت الإمكانيات ، فالتحدّي وارد دون محالة.

من بين هؤلاء الشباب كان لقاؤنا بـ"عبد الجواد عبابو " ابن بلديّة لمطار من سيدي بلعباس ومن مواليد 29يناير 1984 ،  تربّى على حبّ الثقافة و الفنّ لا سيّما في مراحل نموّه الأولى أين كان يعبث بكتب والده للمطالعة محاولا محاكاة كلّ شكل تنبعث فيه روح اللّون والشكل ، ففي محاولاته المتكررة لإبراز ما يختلج في وجدانه لقي التّشجيع و الدّعم من العائلة أين كانت ثقتهم كبيرة في إمكانية "عبد الجواد" التوفيق بين الدّراسة و الرّسم .

و بعد نيله شهادة الباكالوريا التحق مباشرة بالمدرسة العليا للفنون الجميلة عام 2002 ، أين راحت أصول الفنّ تتبيّن لديه في محاولته تغذية موهبة ميوله الفنيّة ، فرأى في اختصاص الرّسم الزّيتي ضالّته بقناعة تامّة بأنّ الفنّ الأصليّ ذا فضاء أوسع ، فمهّد الطريق أمامه  لمجال الإبداع الّذي كان متنفّسه الوحيد في لوحات رآها على شكل سيناريوهات متسلسلة الأحداث محكمة الحبكة و مجالا خصبا للعطاء الفرديّ المتميّز لمعانقة الجودة .

"عبد الجواد" رغم طموحه و إرادته مدرك أنّ المعارض التّي تقام لأيّ فنّان معارض متخصّصة ، إلاّ أنّ اتجاهه هو إلزامية استغلال الشّارع كمرض دائم في طابع اجتماعي ، لرسم مسار صورة جديدة لمحاكاة الفنّ على الطريقة الأوروبية ، وهدا لا يمنع من استحداث مجال خاص بالمجتمع الجزائري.

وما استخدمه الشّاب "عبد الجواد عبابو" في تخصص الرّسم المعاصر كان مزج الألوان و الأشكال مع استحداث صورة ليتقيّن أنّ القواعد الفنيّة مهما كانت أصولها فهي تكوين وممارسة.

بعد تخرجّه مباشرة من مدرسة الفنون سنة 2007 كان طموحه أوسع في إمكانية العثور على مرتع خصب لمواصلة مشواره الفنّي و تطوير موهبته، لكن شتّان بين واقع حاصل

و حلم مرسوم ، كغيره من الشباب حاول مرارا و عمل بمجهود خاصّ لكنّ لا حياة لمن تنادي ، فأيّ مؤسسة ثقافيّة لم تعمل على توفير و تسهيل مهمّة تحضير معرض فنّي ، وفي هذا يؤكد أنّه لو منحت له ولو فرصة مستعد لإنجاز كمّ لا يحصى من اللّوحات ، إذ لا بدّ من توفير المناخ الأنسب و الإمكانيات اللاّزمة لإرساء ضوابط الإبداع في بلد يعنى بالفنّ.

 

 

فالأمل لديه يبقى قائما في إمكانية خدمة الفنّ للفنّ ، لا العيش بدون هدف و بغموض ، فالفنّ حسب تقدير ه حوار جماليّ بين المجتمع و الصّورة ، فالعين لا بدّ أن ترى أمّ الجمال .

كما أنّه يرى في ظلّ الرّقمية أنّه لايجب الخلط بين اللاّ فتات الإشهارية على حساب الفنّ المبدع.

"عبد الجواد عبابو" حبّه للفنّ و الرّسم الزّيتي ، ميوله واضحة للفنّ السّابع ، فالفنّ لديه لوحة تحاكي قصّة سينمائية ، كلّ هذه الميول للصّورة ولّدت لديه فكرة إنجاز فيلم قصير الّذي خاضها خلال دراسته للفنّ و اهتمامه بتاريخه أين قام بإنجاز بعض الأفلام القصيرة منها :

دراماتيك سيتي الجزء الأوّل و الثاني ، الموت مكان الصمت الجزء الأوّل و الثاني ، نهاية اللّعبة و غيرها .

عشقه للفنّ و الصورة جعله يعمل حاليا على وضع اللّمسات الأولى لفيلم بعنوان "اختطاف"  وهو مستوحى من واقع معيش و صراع داخليّ بين العائلات لا سيّما  العاملين منهم أين ينجرفون وراء العمل مهملين الأبناء الّذين يضحون عرضة للعديد من المشاكل.

الفيلم الّذي سيقوم بإنتاجه السيّد "أحسن عسّوس" مدير المسرح الجهوي ،كما أنّ "عبد الجواد" يسعى لإبراز مواهب شابّة سبق لها أن عملت على الرّكح نذكر منهم "نوال بن عيسى" ، "خديجة عبد المولى" ، "عبد القادر جريو " ، "عبد اللّه جلاّب " أبو بكر بن عيسى"، أمين بوترفاس" ، و البرعم "عبّار أبي"...

وعليه ، فإنّ الفنان الشاب "عبد الجواد عبابو"واحد من زمرة الشباب الجزائري الّذي يسعى لاستحداث الفرق حتّى و إن غابت الإمكانيات فالإدارة و حبّ الفنّ المسار الوحيد لتحقيق الأهداف في الأفق الواعد.

 

بقلم : عباسية مدوني – سيدي بلعباس- الجزائر

                                                                                                         

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية