مواضيع للحوار

شعرية الروح في النص البصري

شعرية الروح في النص البصري

359 مشاهدة

شعرية الروح في النص البصري ...

الدكتور #جبار _خماط _حسن

#شعرية_الروح_في_النص_البصري

#كاظم_نوير_انموذجا

لا يمكن الامساك بسهولة بحدود او ملامح البعد الاسلوبي لدى "كاظم نوير" ، فما نجده روح سابحة في فضاء متحرك وكأنه شهاب يأبى السقوط في المدى !

ينتقل بنا  من المكان الايقوني / عوالم الريف الى الوجوه بطقسية لونية جاذبة،  الى السلاح وعنف الحرب،  الى الفضاء الرحب  المفتوح على الاسرار، يتدرج الشكل الفني في معارج جمالية مدهشة، وكانه قارئ حصيف للكون والانسان في علاقة سببية ضاغطة، تقهره مرة وتصعد به مرات الى مجرات جمالية مدهشة !

 ما نجده كائنات علامية تسبح في فضاء واسع، رموز رافدينية، وجوه واجساد من دون ملامح، وارقام مرعبة تذكرك بسلسلة قوائم الموتى ! وطائر يحوم وكانه رسول العوالم اللامرئية تجسد ليكون   سارد عليم يسعى الى تبئير الفرضية الجمالية وسط خراب وحروب قائمة، مناخات لونية منضبطة ، تجعلك تنتظر متى يتوقف فورانها في جسد اللوحة او تهدأ،  طلبا لوجودها التائه، غزارة الانتاج بحث محموم عن هوية اسلوبية شاردة، أيقن صانعها، بفرضية مفادها أن اللاشكل هو الشكل المنشود، حتى لا تتحول النصوص البصرية  الى هياكل صماء، أو   سجونا  اسلوبية مقيدة للمخيلة بدافع التكرار وتراكم والخبرة !

لهذا يستعمل الفنان ( كاظم نوير ) عدته من المخيلة الحرة، وبحثه المهاري المتجدد، ليجد ذلك  التحول والايجاد الجديد في فضاءات مأهولة بالجمال. ابراج المعالجة التشكيلية طور الانشاء في اجساد لوحاته وكانه لا يريد ان يكتمل المشروع، لأنه يعتقد عند  اتمامه، فانه يمارس موتا استعاريا للطاقة الابداعية !

هكذا يرسم لنا ( كاظم نوير) فكرة خلود الحس والفكر والوجدان في انساق اللوحة بعيدا عن  ربطها بأسلوب قار وثابت ومعروف بدائرة احوال القاموس النقدي!

ان تحولات التكوينات الشعرية في العائلة  اللونية، تعطي افقا دلاليا مفتوحا، مما يدعونا ان ندعو أشكاله التصويرية في فضاء نصه البصري، اشكالا مفتوحة الحلقة يلج اليها المتلقي ويتماهى معها بولع صوفي وكانه في شعرية نص يتسم بالبلاغة والتلقائية والحميمية فلا تعقيد في النص البصري، بل مهارة واتقان لإيجاد عوالم يسعى اليها المتلقي في حياته اليومية فلا يجدها، لكنه يعثر على ضالته المنشودة في النص البصري الذي يتيحه لنا الشكل البلاغي  المشحون بالشعرية اللونية والتكوين اللافت المنضبط جماليا .