قصة قصيرة

ضابط في الحافلة ..مشهد قصصي..محمد عزوز..

ضابط في الحافلة ..مشهد قصصي..محمد عزوز..

1656 مشاهدة


كان يجلس وراءه تماماً ببذة مدنية عندما وجهت إليهم بنادق ورشاشات تنذرهم بالتوقف ، وقبل أن تنهي فرامله عملها ، ناوله السائق هويته وهو يهمس برباطة جأش :
 -
اطمئن .. هم لا يدققون في الوجوه ، المهم هوية وكفى .. ثم أنهم لا يطلبون هوية السائق في العادة، وإذا طلبوها .. معي إجازة السوق .
 -
ولكن ..
-
 لا عليك .. مهما صار أنا بدبر حالي ..
صعدوا وبنادقهم تسبق أصواتهم :
-
 هاتوا هوياتكم ..
وفي لمح البرق جمعوها، ولم يكن بينها أي هوية عسكري .
زمجر ذاك الذي بدا وكأنه زعيمهم :
-
 يوجد ضابط في الحافلة .. نريده وإلا اختطفناكم جميعا ..ولما لم يجب أحد، عاد يزمجر من جديد .. ثم بدأ يتشاور ومن معه، فأعلن له أحدهم :
-
 ربما كان في حافلة أخرى ..
-
 بل في هذه .. إن لها ذات الوصف وهو التوقيت الموصوف لنا .
اقترب السائق منهم تاركاً مكانه، تحدث بشيء من الإستعطاف غير المحكم :
-
 يا إخوان .. شركتنا لا تقبل الهويات العسكرية .. هناك سيارة أخرى من شركة ثانية، انطلقت معنا من مركز الإنطلاق ذاته .
ولما كانوا على استعجال، تداولوا ببضع كلمات، وقبل أن ينهوها، أشار كبيرهم للحافلة بمعاودة السير، بينما أخذ أحد الركاب يعيد الهويات إلى أصحابها .
وتماهت عبارات الإمتنان والعرفان من الضابط مع صوت محرك السيارة الذي ضج وتسلم أوامر الإقلاع السريع .

تشرين الثاني 2012

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية