كان يجلس وراءه تماماً ببذة مدنية عندما وجهت إليهم
بنادق ورشاشات تنذرهم بالتوقف ، وقبل أن تنهي فرامله عملها ، ناوله السائق هويته
وهو يهمس برباطة جأش
:
- اطمئن
.. هم لا يدققون في الوجوه ، المهم هوية وكفى .. ثم أنهم لا يطلبون هوية السائق في
العادة، وإذا طلبوها .. معي إجازة السوق .
- ولكن ..
- لا عليك .. مهما
صار أنا بدبر حالي
..
صعدوا وبنادقهم تسبق أصواتهم :
- هاتوا هوياتكم ..
وفي لمح البرق جمعوها، ولم يكن بينها أي هوية عسكري .
زمجر ذاك الذي بدا وكأنه زعيمهم :
- يوجد ضابط في الحافلة .. نريده
وإلا اختطفناكم جميعا ..ولما لم يجب أحد، عاد يزمجر من جديد
.. ثم بدأ يتشاور ومن معه، فأعلن له أحدهم :
- ربما كان في حافلة أخرى ..
- بل في هذه .. إن لها ذات الوصف
وهو التوقيت الموصوف لنا .
اقترب السائق منهم تاركاً مكانه، تحدث بشيء من
الإستعطاف غير المحكم
:
- يا إخوان .. شركتنا لا تقبل
الهويات العسكرية .. هناك سيارة أخرى من شركة ثانية، انطلقت معنا من مركز الإنطلاق
ذاته .
ولما كانوا على استعجال، تداولوا ببضع كلمات، وقبل أن
ينهوها، أشار كبيرهم للحافلة بمعاودة السير، بينما أخذ أحد الركاب يعيد الهويات
إلى أصحابها .
وتماهت عبارات الإمتنان والعرفان من الضابط مع صوت
محرك السيارة الذي ضج وتسلم أوامر الإقلاع السريع .
تشرين الثاني 2012
ضابط في الحافلة ..مشهد قصصي..محمد عزوز..
السبت تشرين الثاني,2012
1656 مشاهدة
التعليقات