مهرجانات منوعة من العالم العربي

طرفة من التراث ..المواطنة .. إمبراطورة ألمانيا وشغفها بالحمار الشامي

طرفة من التراث ..المواطنة .. إمبراطورة ألمانيا وشغفها بالحمار الشامي

1502 مشاهدة

عندما زار إمبراطور ألمانيا "غليوم الثاني" دمشق وهو الذي كان قد حكم "ألمانيا" بين عام 1888 – 1918 م  كانت بصحبته زوجته الإمبراطورة, ويذكر أنه أهدى في حينها ضريحا رخاميا أنيق الشكل يليق بالبطل "صلاح الدين الأيوبي" وهو موجود اليوم جانب الضريح الأصلي في مقامه قرب الجامع الأموي وذلك عرفانا ببطولة صلاح الدين وتقديرا لإنسانيته وقلبه الرحيم .
على أن حكايتنا تتعلق بالإمبراطورة التي فُتنت "بحمارٍ شامي" رأته أثناء الزيارة وأرادت اصطحابه معها لألمانيا . وطرافة الأمر أن صاحب الحمار رفض بيعه رغم مغريات السعر.وقال: " لن أعطيها الحمار ولتأخذ مني هدية بدل الحمار خمس رؤوس خيل عربية أصيلة لجلال قدر الإمبراطورة الضيفة أما الحمار فلا ".., ولما سئل عن سبب الرفض أجاب: " هذي دمشق حاضرة الأمويين معاوية والوليد والفاتحين من بعدهم الذين كانت راياتهم تخفق على يطاح فرنسا وسهول الهند , وكانت لعظمتهم تقف الملوك على أبوابهم؟ الذين إذا قالوا لبَّت الدنيا ,وإن مالوا مالت الأرض! فهل يُعقل أن الإمبراطورة لم تجد في دمشق ما يعجبها غير الحمار.. إني أرى أن الحمار إذا أخذوه معهم لبلادهم ستكتب عنه جرائد الدنيا, ويصبح الحمار الشامي موضع نكتة وسخرية, وهذا لا يليق بدمشق الأموية التي كانت يوما عاصمة الدنيا ".
قصة تفضي إلى معانٍ سامية, وتكشف عن روح شخص تعلق بحب وطنه فأسكنه قلب، وقدَّر أن الوفاء لقِيَم المواطنة يجب أن تتجسَّد في العقول والقلوب والسلوك أيضا وتصبح هي الأغلى والأهم طالما يعيش المواطن على أرض وطنه ويسعد بأمانه وينعم بخيراته.

إعداد: محمد مخلص حمشو

  

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية