مواضيع للحوار

عبق الحب الباريسي وقصة الحب والمال والمساومة

عبق الحب الباريسي وقصة الحب والمال والمساومة

539 مشاهدة

عبق الحب الباريسي وقصة الحب والمال والمساومة

#مسرحية _غادة _الكاميليا _في _ستوكهولم

#عصمان _فارس

#المصدر _موقع _الخشبة

#العرض قبل جائحة كورونا والتباعد الاجتماعي

المكان البيت الثقافي المسرح الكبير لمسرح مدينة ستوكهولم

ستاد تياتر

إذا أردت بناء مجتمع عليك بناء أسرة سعيدة، يسودها الحب فالمال لاقيمة له أمام الحب والشرف. هذه الرواية للكاتب "الكسندر دوماس" تحولت الى مسرحية ومثلتها "سارة برنار" والممثلة السويدية "جريتا جاربوا" وتحولت الى افلام سينمائية واوبرا وباليه وتدور احداثها وموضوعها حول فتاة اسمها "مارغريت" تعشق الخروج في الليل تعشق شاب غني اسمه "دوفال" سميت "بغادة الكاميليا" لكونها تحمل وردة بيضاء في النهار وفي الليل تحمل وردة حمراء ويبقى الحب مابين "مارغريت" و "دوفال" في مرمى حجر بسبب الفارق كونه شاب برجوازي ووالده يرفض ان يرتبط ابنه بقصة حب مع غانية اكبر سنآ منه ،وتنتهي السعادة إلى حزن بسبب الفراق ويبقى سلوك المجتمع الفرنسي في القرن التاسع عشر والطبقات الارستقراطية سبب خطيئتها وضياعها وقسوة المجتمعات على المرأة واعتبارها زانية وتتعرض مارغريت الى مرض السل والافلاس وتبيع كل محتوياتها وحتى ملابسها الداخلية ولكن قبل وفاتها يلتقي بها "القس" ويعرف قصة فراقها من حبيبها "دوفال" ويصرح "القس" لقد عاشت "مارغريت" زانية لكنها ماتت قديسة. هذه الحكاية استهوت الكثير من المخرجين تبرز وجه باريس في القرن التاسع عشر والمجتمعات الارستقراطية واجواء الاوبرا ومجتمع الغانيات الثريات والجمال وغاية النشوة والسحر في جمال عالم المرأة ويبقى جمهور المسرح والسينما يختلف عن جمهور قراء الرواية فالجمهور يحب النهايات الحاسمة سواء كانت سعيدة أو حزينة ربما يحتاج الجمهور في المسرح والسينما إلى منديل لكي يمسح دموعه وهو يشاهد نهاية موت "مارغريت" والتي فيها مسحة الميلودراما. المخرجة الدانماركية "كاترين ويدمان" أخرجت مسرحية "غادة الكاميليا" بطريقة ومعالجة معاصرة خلقت مجموعة من الصور موحية عن السرد البصري ومصداقية الحب في زمن الغانيات في مسرح مدينة "ستوكهولم" وجمالية رقصة "الكراسي" مابين الشقراء "مارغريت" والتي ادتها الممثلة السويدية المحبوبة "هيلينا برستروم" والشاب الوسيم بدور "دوفال" الممثل السويدي "ارماند سيمون برغر" شاهدنا قصة حب حقيقية وجدانية ولكن في أجواء السمسرة وعالم الغانيات والشباك والابواب مفتوحة لمن يدفع أكثر له حصة الاسدْ في هذا العرض عشنا أجواء الرومانسية والبرغماتية الحب والتضحية بالنفس من أجل الجمال وعبق الحب الباريسي وقصة الحب والمال والمساومة والسلطة والنساء تعيش الأمل واليأس والتضحية بالنفس وقضية الحب والمتعة في أجواء ومفردات الديكور من الابواب والجدران وسينوغرافيا الاضواء والالوان الحمراء وبيوت الدعارة والحياة الليلية الزائفة ربما نستطيع القول الحب المستحيل وسط هذا القرف وزيف الحياة والبوح بالحب مابين "مارغريت" و "إرماند". تبقى صورة الحب شبيهة بالمعجزة والحب الكبير والتضحية بالنفس وسذاجة السلوك والتصرف ونقاء القلب وهل يجتمع الحب والتضحية بالنفس في تأريخ وعالم المومسات؟

 نعم هناك مشاريع للتضحية بالنفس من أجل الحب الصادق والحقيقي وتبقى حكاية "مارغريت" وتضحيتها بحبها من "ارماند" لكونها كانت مجبرة على فعل ذلك لكي تجعله يعيش حياة حرة في اجواء المجتمع البرجوازي هذه الحكاية في رواية "الكسندر دوماس" وهل يتكرر هذا الحب في أيامنا هذه؟

 ربما هناك قصص وحكايات في الحب تتكرر في زمننا الحالي ولكن هذا لايعني ان نعيش حلم الحب مثلما حصل مابين "روميوا وجوليت" وقصة التضحية بالنفس حقيقة نجد ذلك الحب في صنف الرومانسية فنقاء الحب لايقارن بالمال فالدعوة للحب الصافي والنقي بعيد عن الانانية وعن شهوة السلطة وإهانة الآخر كما كانت "مارغريت" تخاطب حبيبها "أرماند": أرجوك يكفي الإهانة بيّ. جميل أن يحصل التوافق بين الحبيبين في الحب وأن يتجاوز على كل الاختلافات الطبقية والاجتماعية صحيح ان احداث مسرحية "غادة الكاميليا" تجري في منتصف القرن الثامن عشر في باريس لكن المخرجة "كاترينا ويدمان" أعطت صورة عن المرأة السويدية وشكل الممثلة السويدية "هيلينا برستروم" في سن الاربعين وخلق صورة حديثة للمرأة المعاصرة وبراءة الحب مابين إثنين ومسألة تأمين الحب وتجاوز السلوك والتقاليد الحقيرة وتحولت "مارغريت" الى الأم البديلة والحبيبة "لأرماند" وقد تصرفت كأم تحمي طفلها هذا مافعلته المخرجة "كاترينا" في معالجتها حولت الحب إلى معجزة وحالة استقرار لا الاستسلام وهل يستوجب أن نذرف الدموع ونعيش الميلودراما ربما لكونها مسرحية تخدش مشاعر البعض ولكن يبقى الحب والتضحية بالنفس ويبقى هذا الحب موجود في كل مدن العالم وليس في مدينة باريس فقط . يبقى عنوان المسرحية "غادة الكاميليا" رمز امرأة شقراء تحب الورد الابيض في النهار وفي الليل تحب الورد الاحمر لذلك سميت "بغادة الكاميليا" تعيش ليالي صيد الرجال ويقع الشاب "ارماند" في شباك حبها ولكن حضور وحاجز كثرة الرجال حولها يحول دون تحقيق الزواج واستمرار سعادة الحب مابين حبيبين بسبب سلوك وتقاليد المجتمع البرجوازي وطلب الأب منها ان تتخلى عن الحب ويالقسوة الزمن التي أجبرتها عن التخلي عن حبيبها داهمها المرض وذابت روحها وقد ماتت قديسة وليست زانية. الصراع بين الاخلاق والمصلحة الشخصية

لشد ماكانت "مارغريت" "غوتييه" "غادة الكاميليا" تعقد حياة "دوماس" لو إنها وهي من نعرف قامت بفعلها الجميل وليس ذلك فحسب عاشت سعيدة بعد ذلك وهكذا فانه بكياسة ذوي التقوى والفضيلة يقتلها في الفصل الأخير. وهكذا يتضح من جديد إن جزاء الخطيئة الموت، وإن الإنسان لايفيده إلا الفضيلة. وجعلها المؤلف تصاب بالسلّ وتموت وعندما تعادل الاخلاق والجانب الشخصي يصبح الحديث عن الاخلاق لغواً تأمل الصراع في المسرحية مابين الحب والمصلحة الشخصية وكذلك الشرف والاخلاق وذا كان الحب شريفآ واعتبر اي شعور غير باتجاه المرأة مجرد شهوة لا حبآ لذلك ندخل في دوامة تخطي المأساة ونصل الى حدود الميلودراما.