مواضيع للحوار

عن مهرجان شرم الشيخ  محاولة لتصحيح المسار

عن مهرجان شرم الشيخ محاولة لتصحيح المسار

944 مشاهدة

عن مهرجان شرم الشيخ  محاولة لتصحيح المسار

محمد الروبى

المصدر: موقع الخشبة

مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى ، واحد من المهرجانات المسرحية الوليدة ،وها هو قد خطى خطوته الثالثة التى يمكن معها أن نشير للمسؤلين عنه ببعض ملاحظاتنا التى نتمنى أن تساهم فى استمراره بما يليق باسمه وهدفه .

بداية نؤكد أن عقد مؤتمر مسرحى فى مدينة شرم الشيخ ذات الطبيعة الخاصة ، هو اختيار يحمل فى داخله اسباب نجاحه واسباب فشله فى الآن نفسه ، وتتوقف النتيجة على كيفية الاستفادة من هذه الطبيعة أو تجاهلها . فمدينة شرم الشيخ كما نعلم هى مدينة تعتمد على السياحة ، أى أن جمهورها – ومن ثم جمهور عروضها – هو جمهور يسعى إلى الاستجمام والبحث عن جديد يثرى هذا الهدف . فإذا ما اتفقنا على أن رأس أهداف اختيار هذا المكان لعقد مهرجانا مسرحيا ، هو الترويج السياحى عبر فن عريق يعطى صورة جيدة للبلاد تدحض الصورة الشائعة ، قلابد من التفكير فى خصوصية لنوعية العروض المشاركة فى هذا المهرجان وكذلك أماكن عرضها ، من أجل تحقق الهدف المزدوج ( الترويج السياحى ، والتنشيط المسرحى ) .

وهنا تحديدا سنتوقف عند النوعية التى ضمها مسئولى المهرجان لفعالياته ، والتى يمكن أن نطلق عليها ( عروض الفضاءات المفتوحة ) والتى تتمثل فى عروض ( الشاطئ والمقهى والسوق .. وغيرها ) .و نقول أن هذه العروض تحديدا هى التى يجب أن تكون قلب المهرجان لا هامشه. فجمهور شرم الشيخ ( السياحى ) لن يذهب لمشاهدة عرض مسرحي فى قاعة مغلقة ، وخاصة إذا ما كانت هذه القاعة غير مؤهلة للعروض المسرحية ، وأقرب إلى قاعات الاجتماعات أوالاحتفالات ، ومهما حاول مسؤلى المهرجان اعادة تجهيزها لاستقبال عرض مسرحى نعلم جميعنا أنه يحتاج إلى تجهيزات خاصة على رأسها وضع مقاعد المتفرجين ، بالإضافة طبعا إلى أوليات العرض المسرحى كالكواليس ومصادر الإضاءة وغيرها .

لذلك كله وغيره ، قلنا أن على مهرجان شرم الشيخ أن يهتم أكثر بعروض الأماكن المفتوحة ، أن يذهب إلى الجمهوره لا أن يستدعيه إلى مكان يفتقد الكثير من عناصر المشاهدة المريحة . ونظن أنه بتحقق هذه الخصوصية ، سينجح مهرجان شرم الشيخ فى إثراء الحركة المسرحية المصرية ، بما سيعرضه من تجارب شبابية عالمية ، يستفيد منها شباب المسرح المصرى فى اقامة عروض نحتاجها الآن فى ظل ما يعانيه معمار مسرحنا من إغلاق إما بسبب عدم توفر ما يطلقون عليه ( الحماية المدنية ) ، أو بسبب عزوف الجمهور عن ارتياد المسارح لعوامال اجتماعية وفنية كثيرة .

إذا ما أتفقنا على ذلك ، فعلينا أن نمد التغيير إلى باقى فعاليات المهرجان ، كأن تهتم الندوات الفكرية والورش التدريبية المصاحبة للمهرجان بهذه العناصر . بمعنى أن نستقدم خبراء ومتخصصين فى فنون العروض المفتوحة ، ليتبادلوا مع خبراء ومتخصصين مصريين التفكير فى كيفية إثراء وتطوير فنون هذا النوع من العروض. وأيضا نسعى إلى استقدام أصحاب الخبرات العالمية فى هذا المجال ليعقدوا ورش ومختبرات تدريبية تخص فنون هذا العرض ، وتجيب عن أسئلة ملحة فى هذا المجال تخص طبيعة ممثل الشارع ، حلول سينوغرافيا المكان المفتوح ، مؤهلات مصمم استعراضات العرض المفتوح .. ، ليستفيد بها شبابنا وينطلق من معمل شرم الشيخ إلى حيث تنفيذ عروض مسرحية يذهب بها إلى جمهوره المصرى فى أماكنه على إمتداد محافظات مصر.

أما الملاحظة الثانية والتى نظنها لا تقل أهمية عن الأولى ، فتخص ملمح التكريمات . فمعنى أن يقوم مهرجان مسرحي عنوانه ( الشبابى ) بتكريم شخصيات مسرحية ، فلابد أنه يعى أن الهدف من التكريم والاحتفاء هو تسليط الضوء على قيمة مسرحية يرى أنها صالحة لتكون قدوة لشباب المسرحيين . وهنا علينا أن نتسائل عن المعنى الذى يسعى مهرجان شرم أن يهديه إلى شباب المسرحيين حين يكرم اسماء مثل أشرف عبد الباقى، ومحمد هنيدى ، ومصطفى خاطر … و.. و.. وربما يكون المكرم المقبل هو صاروخ الكوميديا (على ربيع) !!

وأخيرا .. أظن أنه من دون هذا السعى نحو تطوير مهرجان شرم الشيخ الدولى ، سيتوقف المهرجان عند كونه مجرد تجميع لعروض مختلفة من بلدان مختلفة ،فاقدة للملمح المشترك الذى يفترض أنه يثرى الحركة المسرحية المصرية . .كما أظن أنه بدون اعادة التفكير فى منطق ودافع التكريم ، سيتحول المهرجان إلى مجرد نزهة لاستجمام بعض المسرحيين يزينها حضور ( نجم ) يتحلق حوله المراهقون لالتقاط الصور . فيفسد بالتالى هدف المهرجان ( الشبابى ) .

والآن .. هل نتوقف قليلا لنتأمل ما تم فى الدورات الثلاث ، ونسعى إلى تقويم مسار المهرجان قبل أن يستقر ويتجمد ؟ … أثق أننا سنفعل .