قصة قصيرة

عندما كان يقترب الفيلم من الانتهاء كنت أتعمد أن أغلق التلفاز دوما

عندما كان يقترب الفيلم من الانتهاء كنت أتعمد أن أغلق التلفاز دوما

490 مشاهدة

عندما كان يقترب الفيلم من الانتهاء كنت أتعمد أن أغلق التلفاز دوما

القاصة آية طريف  

لم أتعرف يوما على نهايات الأشياء، كل النهايات كانت مبهمة بالنسبة لي، أو ممتدة إلى أجل غير مسمى ..

كل المسلسلات التي تابعتها في حياتي كنت أفوت حلقتها الأخيرة

كل الروايات التي قرأتها كنت أتعمد تجاهل آخر صفحاتها

لم أكمل يوما طبق الطعام خاصتي .. كنت أملأه كثيرا .. كي آكل كثيرا .. وأرجع منه في ذات الوقت

لم أنهي علاقتي بأحد يوما .. كل الذين ما عاد يجمع بيني وبينهم مسمى هم من أفلتوا يدهم أولا ..

نصوصي وقصصي كلها كانت مبتورة، سطري الأخير دائما يصرخ ودائما كانت صرخته بلا جدوى ..

لأنني لم أسع يوما للكمال

لقد كنت ناقصة لأنني أنا من أود ذلك، لأن الشعور بالنقص يحفزنا دوما للسعي كي نتابع في تكوين أنفسنا، في ملأ جيوبنا الفارغة، في ترميم قلوبنا، في تعبئة سطورنا، لن نشعر بقيم الأشياء إن لم نلح للحصول عليها، لن نلح للحصول عليها إن كنا نمتلكها أصلا..

كلمة " الأبد " كانت ولا زالت محور تساؤلاتي، لكنني في كل مرة كنت أسأل نفسي فيها كان الجواب يأتي على هيئة صورة بالأسود يلازمها صمت شديد ..

لذا قررت ألا أجعل من نهايات الأفلام والروايات والنصوص على شاكلة هذه الصورة، أريدها صاخبة ممتلئة بالحروف والتساؤلات .. مغرية .. مستفزة

كي أضع الخواتيم كما أحبذ أنا

نحن من نصنع النهايات..