مواضيع للحوار

غنام غنام يستعرض تطور مفهوم الفرجة .. حسام ميرو .. الشارقة

غنام غنام يستعرض تطور مفهوم الفرجة .. حسام ميرو .. الشارقة

1715 مشاهدة

بواسطة: الفرجة
بتاريخ : الأربعاء 06-06-2012

عن جريدة (دار الخليج)

اعتبر المسرحي الفلسطيني (غنام غنام) أن البيئة هي جزء رئيس من ذاكرة الفرجة في تجربته التي تمتد إلى نحو ثلاثة عقود، وأن البيئة لا تقتصر فقط على المكان الذي يحيا فيه المرء، وإنما تمتد إلى التراث والتاريخ، وجاء ذلك خلال منتدى الاثنين المسرحي الذي قدّم فيه غنام رؤيته حول مفهوم الفرجة المسرحية، وتابع جلسة المنتدى عدد من المسرحيين والمهتمين بالشأن المسرحي، وحضرها (أحمد أبو رحيمة) رئيس إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام، وأدار الجلسة المسرحي السوداني (محمد السيد أحمد)، والذي رأى أن (غنام) قد أسهم بشكل مهم في المسرحين الفلسطيني والأردني، وهما مسرحان أساسيان في المسرح العربي .

استعاد (غنام) رحلته المسرحية خلال العقود الثلاثة الماضية، وقام بتقديم قراءة تستند إلى تحليل مفردات تلك الرحلة ومرتكزاتها، وقال إنه وبعد كل هذه التجربة يدرك بأن الفرجة تشكلت لديه انطلاقاً من حي البيادر في مدينة أريحا، وهو الحي الذي عاش فيه طفولته، حيث كان يوجد كاريكترات ملهمة، وحدد تلك الكاريكترات بأربعة، وهي لرجال من الحي يقومون بالعزف والغناء والأداء والرقص في المناسبات الشعبية، وقد ظلّت هذه الكاريكترات ترافقه في مسيرته بوصفها ملهمة للتجربة، وبوصفها شخصيات حية تتفوق على التنظير المسرحي لمسألة الفرجة .

وقال (غنام) إنه احترف المسرح منذ عام 1984 وكانت بدايته مع المخرج (هاني صنوبر)، وهو مؤسس المسرح القومي في سوريا، ومؤسس المسرح الأردني الحديث، واعتبر أن العلاقة مع رائد مثل (هاني صنوبر) تعني الكثير له في تجربته، وكيف دفعته تلك العلاقة إلى استنطاق النصوص بشكل مسرحي بعد أن كان يكتب القصة القصيرة، وقدّم (غنام) أول عمل له كممثل في عرض “تغريبة ظريف الطول” وهو من كتابة (جبريل الشيخ)، و يحكي العرض عن المأساة الفلسطينية منذ العهد العثماني وحتى احتلال فلسطين من قبل الصهاينة، وهو عمل مملوء بالقوالب اللحنية التراثية، ومسكون بالتراث نفسه، وهو ما جعل إحساسه بأهمية الفرجة في العرض المسرحي يترسخ أكثر فأكثر، الأمر الذي سيكون له - بحسب ما أفاد به - شأنه المهم في مسيرته المسرحية .

وعرج (غنّام) على واحدة من المحطات الرئيسة في حياته المسرحية وهي تأسيسه مع آخرين فرقة “موال” المسرحية، وقال إنهم أرادوا أن تكون الفرقة مرتبطة بالعمال، خاصة وأن (غنّام) ورفاقه كانوا ميالين إلى اليسار السياسي، وإلى أطروحاته النظرية، واشتغل (غنام) ورفاقه على نص “ما تبقى لكم” للروائي والقاص الفلسطيني الراحل (غسان كنفاني)، ولكن العرض لم يقدّم، وجاء أمر بحل الفرقة .
ومن ثم جاءت في تجربة (غنام) فكرة تقديم مسرح تحت شعار “مسرح لكل الناس”، وقام بإعداد عمل بعنوان “الجاروشة” وقدمته فرقة “موال” بعد أن تشكلت من جديد، وهو عمل عن الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وذكر (غنام) عددا من الأعمال التي قدمها تحت مفهوم الفرجة، ومنها “مَن هناك؟” والتي أعدها عن نص للكاتب الأمريكي من أصول أرمنية (وليام سارويان).

وسرد (غنام غنام) أجزاء عدة من تطور مفهوم الفرجة لديه، والعروض التي اشتغلها انطلاقاً من مفهوم تعددي للفضاء المسرحي، وخاصة مسرح الدائرة، ومن الأعمال التي ذكرها في هذا السياق “عنتر زمانه والنمر”، و”كأنك يا بو زيد”، و”آخر منامات الوهراني”، وغيرها، واعتبر أنه قدم رؤية جديدة لمفهوم الفرجة خارج الأبعاد المعروفة في المسرح التقليدي، معتمداً على قراءة مغايرة للتراث العربي الإسلامي، ودمج الأزمنة داخل العرض، واستحضار شخوص من الماضي والحاضر، كما في استحضاره شخصية المغني المصري (الشيخ إمام عيسى) مع (الوهراني)، مع فارق زمني بين الشخصيتين يمتد إلى أكثر من 800 عام .

وأطلق (غنام) في المنتدى تصوراً عن شكل مسرحي يمكن أن يكّون بصمة خاصة في المسرح الخليجي بشكل عام، والإماراتي بشكل خاص، وسماه مسرح الجلسة، وهو مسرح ينطلق من شكل الجلسة في بلدان الخليج العربي، وقال إنه يكفيه أن يكون أول من يبادر إلى طرح هذا الشكل المسرحي الجديد، ورأى أنه سيكون فيه الكثير من العناصر الغنائية والتراثية والأدائية المرتبطة بالمنطقة، وبيئتها، وتاريخها، وأيضاً حاضرها .

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية