مهرجانات منوعة من العالم العربي

فرقة المزيونه العمانية للفنون الشعبية

فرقة المزيونه العمانية للفنون الشعبية

3001 مشاهدة

احتفاء بدمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008

 

تم بمشاركة عربية عمانية إحياء أسبوع الثقافة العمانية في دمشق وبعض المحافظات الأخرى في القطر العربي السوري.

وقد ضم هذا الأسبوع فعاليات ثقافية وفنية، وفلكلورا شعبيا، أحيته فرقة المزيونية العمانية للفنون الشعبية، بالإضافة إلى معارض منوعة، للكتاب والمهن الشعبية اليدوية والفن التشكيلي ......

وقد حظيت محافظة حماة بجزء من هذه الفعاليات في الشعر العماني والفنون الشعبية العمانية التي قدمتها فرقة المزيونية للفنون الشعبية العمانية .

برعاية كريمة من الأستاذ عبد الرزاق القطيني محافظ حماة .وذلك على صالة دار الأسد للثقافة وللفنون يوم الاثنين 3 / 11 / 2008 .

في فترة الظهيرة كان جمهور حماة على موعد مع الشعر العماني.

فقد شارك بهذه الفترة كل من الشاعرين الدكتور سعيد الظفري ، والأستاذ الشاعر محمد قراطاس. وتم تقديم نماذج متنوعة من الشعر العماني الجزل .

وفي الفترة المسائية قدمت فرقة المزيونية العمانية للفنون الشعبية لوحات منوعة من الغناء والرقصات الشعبية العمانية ، بالزيّ العماني الذي حمل لجمهور حماة لوحة محورها اللون الأخضر الممزوج مع الأبيض والبني مشكلاً لوحات بصرية جمالية لمفردات هذا الزيّ ، المنسجم مع الطبيعة العمانية سهلاً وجبل، أنوثة وذكورة، ذاكرة شعبية للعادات والتقاليد الشعبية العمانية، غير البعيدة عن إخوانها في باقي البلدان العربية، المتآخية بتاريخ وحضارة عربية إسلامية واحدة، ضمت نماذج من النفحات الإبداعية لمختلف نتاجات العلم والمعرفة والثقافات للإنسان العربي المنفتح على مختلف ثقافات العالم الإنساني بالعام والخاص.

وقد تكرم علينا الدكتور سعيد الظفري، أستاذ مساعد بقسم علم النفس بكلية التربية وعلم النفس بجامعة السلطان قابوس بهذا الحديث عن زيارته الأولى لسورية :

* ماهو رأيكم وانطباعكم عن هذه الزيارة بمناسبة احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008 ، والدور الوطني والقومي لهذه الاحتفالية التي شاركت بها العديد من الدول العربية الشقيقة بأسابيع قدمت عبرها نتاجات مبدعيها بمختلف أصناف وأجناس الفنون الموسيقية والغنائية والتشكيلية ، وبشكل خاص الفنون الشعبية؟

- في الحقيقة عندما أخبرت أنني سأكون ضمن الوفد الذي سيشارك في الاحتفالية، وسأحضر إلى سورية ، سعدت بشكل كبير جدا .

لأنني عندما أقرأ عن أي بحث باللغة العربية ، يأتي في ذهني سورية، كونها رمز العروبة، ورمز الثقافة العربية.

الحقيقة أنا سعيد بمشاركتي إخواني في سورية احتفائهم بدمشق عاصمة للثقافة العربية. التي تؤصل للوحدة العربية، حيث أن هناك كل سنة عاصمة عربية تتحمل هذه المهمة، التي هي بشكل أو آخر دعوة متجددة للوحدة العربية، عبر مشروع ثقافي واحد، تتبناه الأجيال العربية، بوصفه جوهر ثقافتنا العربية في جميع أقطار وطننا العربي.

هذا الشعور يتجدد حقيقة برؤية هذه الفعاليات الثقافية ضمن احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية .

* ماهو الدور الذي تلعبه اللغة العربية في الحفاظ على الهوية الوطنية من الاندثار أمام الهجمات الأمريكية / الصهيونية التي تتعرض لها؟

- اللغة العربية تجمع هذا الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه، وفي السلطنة مع بزوغ النهضة المباركة تحت راية صاحب الجلالة السلطان قابوس، وجد اهتمام كبير من لدن جلالته ، لتوطيد وتمتين اللغة العربية في كافة نواحيها ،وأبرز ما تلاحظه هو الفعاليات الثقافية والتشجيع الكبير من وزارة الثقافة المعنية مع جامعة السلطان قابوس، التي تشجع كل المشاريع الثقافية التي يتقدم بها المثقفون من أمسيات شعرية وقصصية وفنية، والقيام بمشاريع وطنية، مثل سجل أسماء المبدعين العرب في مجالات مختلفة متنوعة بالعلوم والفكر الإنساني، التي يشرف عليها جلالته بشكل مباشر. وكما قال الشاعر حافظ إبراهيم أن قوة الأمم تنهض باللغة، وكم عز أقوام بعز اللغات، والحمد لله في السنوات الأخيرة هناك نشاطات تتعلق باللغة العربية تحظى بدعم كبير في السلطنة .

ويبقى أن نسعى أن لاتكون هذه الجهود آنية ومؤقتة،بل أن تكون متواصلة وعامة تشمل كل أرجاء الوطن العربي .

* وعن مشاركته الشعرية في هذه الاحتفالية قال :

- كان اللقاء الجميل ظهر ومساء هذا اليوم مع الجمهور الجميل من مدينة أبي الفداء حماة، والذي ضم العديد من المثقفين والمهتمين .وقد افتتحت بقصيدة تحمل عنوان " عينا دمشق " ومنها هذه الأبيات :

تحت الظلال تفيئي عبق الحضارة والسنين        يا روضة تهب الصبايا ما يزيد عن الحنين

أنت دمشق أميرة الشام ورد العاشقين      من مسقط مهد المحبة قد أتينا زائرين

عينا دمشق معيّ الله تحفظها      عين تخشى وأخرى تحرس الحرم

دمشق يا وردة بالشام يا نعة       والضوع منك بكل الكون قد بسم

دمشق جئناك تحدونا ركائبنا      من مسقط بدأت وبساحك اختتم

هذا شيء بسيط جداً، لا يمثل حبنا الحقيقي لدمشق / سورية وأهلها ، وألقيت قصائد أخرى تنوعت بين تأملات في طفولة ومشاعر وجدانية، وقصائد غزلية، ودينية .وهذا مقطع من قصيدة" تأملات في الطفلة " :

يا طفلتي هل تعلمين بسرنا في ذا الوجود          وتبصريني واقفاً والناس في الدنيا قعود

أم أنني في حيرة قد خلتها قبل الورود               روضاً أشماً قد رجوته عن الحق الجحود

ناديتها قد كنت تواقاً إلى ذاك اللقا                    لكنها في جريها عثرت وما تم الهناء

أضفت على الأرض الجميلة قبلة هي كالصفاء    ولصقت بتربتها شفاه زانها رب السماء

وتلطخت أثوابها بمراعي الأرض اليبوس                   وبدت عليها كاعبا حسناء ماعرفت عبوس

وبكفها خطت رسائل صورت طهر النفوس        وحشائش كانت على أقدامها حنا عروس

يا طفلتي مني إليك تحية قبل المغيب      وإليك أبقى منشداً ومردداً          شعر النسيب

فأنت قصائد أحلى أناشيد الحبيب          الحب إخلاص الجوى ماالحب إكثار النحيب

* وعن الحداثة في الشعر العماني والعربي بشكل عام قال :

- في الحقيقة الوضع الآن في عمان مزيج، هنالك اتجاه قوي جداً للحداثة، ويمكن القول أن هناك سيطرة من قبل الحداثويين،على بعض المجلات الشعرية، وأشهرها مجلة " نزوة " في السلطنة. كثير من الشعراء العمانيين عندهم انفتاح على الاتجاهات المعاصرة ،وخاصة موضوع الحداثة.

فقد تأثرت القصائد ليس فقط بالموضوع، بل في البناء والشكل في كل ما يتصل بالقصيدة العربية سابقاً . نجد الآن فنون  الشعر المختلفة ، الشعر الحر، ما يسمى بالنثر، والتفعيلة..... والكثير من هؤلاء الشعراء الذين تأثروا بالحداثة اتجه إلى النثر.

أما شعراء القصيدة العمودية، نجد هناك تباين واسع في مناهجهم، سواء في الصورة الشعرية، في البناء، في مواضيعهم الرمزية ..... يمكن القول أن هناك خليط في الساحة العمانية، منهم من جدد مع المحافظة على القصيدة العمودية سواء بتجديد الصورة، تجديد بالمحسنات إلى آخره...ومنهم من تخلص من القصيدة العمودية. وهناك تأثر كبير بالحداثة، خاصة أن الكثير من الشعراء العمانيين خرجوا إلى دول عربية وأجنبية، لذا نجد تباين واضح فيما بينهم .

وأود الإشارة إلى أن ما يمتاز به الشعر العماني أن هناك شعراء في الساحة العمانية تأثر بالماضي ، يروى عن الشاعر حافظ إبراهيم قوله: أن الشاعر العماني أبو مسلم البهلاني من شعراء نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ، كان يستحق الإمارة الشعرية لجزالة شعره. لكن المشكلة أن الكثير من الشعراء العمانيين القدماء لم تصل أشعارهم إلى الوطن العربي قبل عصر النهضة الأخيرة .وهناك دراسات عربية كثيرة الآن عن شعر أبو مسلم البهلاني.وشعراء عمانيين آخرين أيضاً .وهؤلاء الشعراء أثروا على الشعراء في الوقت الحاضر. وهناك مد شعري عماني بأصالته وتاريخه وثقافته وموروثه العربي الإسلامي.

* هل تمسك الشعراء بالماضي يأتي ضمن الانفتاح والاستفادة بما يخدم الحاضر ومستقبل الشعر بمختلف مواضيعه؟ أم أن العلاقة تأخذ طابع القداسة السكونية؟

- الآن الشعر العماني مع الجانب الأول، فيتم استيحاء من رموز الماضي ،والتجديد به، والغالب هنالك تجديد حتى عند الشعراء الذين حافظوا على القصيدة العمودية من الشعر العربي القديم، هناك تجديد بالصورة والموضوع والمضمون وحتى الشكل.والأمة لا يمكن أن تتنصل من ماضيها، وبصفة خاصة أن التاريخ العربي الإسلامي ثري بكنوزه، باللغة ومجالاتها المتعددة بالأدب بشكل عام وبالشعر بشكل خاص .

* كلمة أخيرة تتوجه بها إلى القراء والمهتمين بالثقافة العربية؟

- ضرورة التواصل والتبادل بالنتاجات الإبداعية بين الشعوب العربية ،وكذلك اللقاءات بين الوفود العربية المشتركة للحوار والتوصل لمشاريع ذات اهتمام يتعلق بحاضر ومستقبل الأمة العربية/ الهوية العربية .لا أن تكون كما ذكرت سابقاً مسألة آنية؟؟ من الضروري مد الجسور بين الثقافات الأدبية والفنية العربية ، التي قد تكون هي بالفعل الطريق للوحدة العربية المنشودة .

 

كنعان البني

www.festivalsinsyria.com

  

   

 

 

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية