فعاليات اليوم الثالث للمهرجان المسرحي الجامعي باللاذقية 2009
الفترة الصباحية
*بدأت بالعرض المسرحي "الناسوت – الولادة الثانية" تأليف وإخراج : نبيل السايس.
لفرقة معاهد حلب.
على بروشور العرض. إستعارمؤلف ومخرج العمل المسرحي، مقولة الراحل "سعد الله ونوس" (نحن محكومون بالأمل..) ولأن "الناسوت" هي طبيعة البشر. ولأن كل واحد فينا ابتعد عن طبيعته إلى الأبعد. ولأن الأبعد صار أبعد. وأبعد الأبعد وصل إلى النهاية. عدنا لنولد من جديد. رسمنا "ناسوتنا" على خشبة العرض".
أعتقد أن المشكلة في هذا العمل تبدأ من العنوان "الناسوت"، لتستمر في سياق النص الذي غابت عنه الشخصية المسرحية، ربما لو وجدت لساهمت بتقريب النص من المتلقي، اعتمد العمل على المشهدية البصرية الحركية / الراقصة. التي اعتمدت على التشكيل مستخدمة جسد الممثل. المخرج قدم لوحات جميلة، لكن أعتقد لا علاقة لها بالعنوان، ولا علاقة لها بما يريده الكاتب ولو افتراضياً. وجاءت الخاتمة بدخول الطفلة التي قالت أعجبتكم الصورة. لقد كانت الخاتمة مقحمة على سياق أسلوبية العرض المسرحي، مما ساهم في هبوط سوية العرض.
أتمنى على المؤلف المخرج أن يعيد صياغة العمل كتابة وإخراجاً، ومع ذلك العرض المسرحي جدير بالدراسة والحوار بهدف الاستفادة والوقوف على أصول الكتابة والإخراج، لتقديم الأفكار بشكل خاص التي تتناول قضايا شائكة.
*ندوة الحوار التي قادتها الفنانة القديرة "جيانا عيد" بحضور لجنة التحكيم، والمهتمين الراغبين بالحوار عبر مداخلاتهم التي تناولت العرض على صعيد النص والإخراج. وأكدت للمؤلف المخرج، ضياع الهدف الأعلى للعمل، واستغراق المخرج بالتشكيلات البصرية على حساب النص. ومما زاد المسألة غموضاً، حديث المخرج في رده على المداخلات التي طرحت في الندوة، ليس بسوء نية منه بقدر ما أراد أن يعبر عن تواضعه وأنه يعمل بإحساسه، وهو غير متخصص أكاديمياً بالعمل المسرحي. هذا الكلام استفز أعضاء لجنة التحكيم وبشكل خاص الأستاذ "فرحان بلبل" الذي أشاد بجهد الممثلين وإخلاصهم للمخرج عبر أدائهم الجميل، وقدم توجيهاته للكتاب والمخرجين الشباب في الكتابة والإخراج. وضرورة التواضع والابتعاد عن الأنا الخادعة والمضللة. وكذلك كان لسان حال بقية أعضاء لجنة التحكيم المشكورين على توجيهاتهم وملاحظاتهم حول الكتابة والإخراج والتمثيل.
الفترة المسائية
*كانت مع العرض المسرحي "حُلم تشيخوف" إعداد وإخراج : حسين ناصر.
لفرقة جامعة البعث"حمص".
جاء بكلمة المخرج على البروشور : "شرب الشمبانيا ثم رقص الفالس مع زوجته "أولغا" ونام. وما زال نائماً حتى الآن. ترى أي حلم يراه "تشيخوف" في نومه الطويل".
العمل عبارة عن قراءة ثانية لأشهر شخصيات الكاتب، والتي انتقاها المعد بعناية، وجعلها تتمرد على الإطار الذي وضعه الكاتب. ولم تغريها النجاحات والتصفيق، بل أرادت أن تعبر عن همومها ورغباتها وحلمها الخاص في الحياة. وجاء أداء الممثلين ليعزز ماذهب إليه المعد بقراءته الثانية إن جاز لنا التعبير، وعبرت هذه الشخصيات عن إنسانيتها. وكان الجميل بالعرض أنسنة الفرس الذي تمرد على الأوامر التي طلبها الراكب من الحوذي ليجعل الفرس تسرع وتسرع، لكن منولوج الفرس الحزين على الفقد جعلها تتمرد وتكون حاضرة مع صاحبها بتقاسم الحزن. وهذا لايمنعنا من العودة لبداية العمل وحالة الاغتصاب لحرية النورس الذي ملك الزرقة فضاءً رحباً لحركته، والتي كانت محط غيرة الكاتب التي دفعته للقتل.
عموماً العرض المسرحي مع مكملاته، دعمت الصورة الجميلة للعرض النظيف والشفاف بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
وهكذا كنا مع فعاليات اليوم الثالث للمهرجان
كنعان البني – اللاذقية
التعليقات