أخبار فنية

فعاليات اليوم الثاني للمهرجان المسرحي الجامعي المركزي باللاذقية 2009

فعاليات اليوم الثاني للمهرجان المسرحي الجامعي المركزي باللاذقية 2009

2338 مشاهدة

فعاليات اليوم الثاني للمهرجان المسرحي الجامعي المركزي باللاذقية 2009

الفترة الصباحية :

*البداية كانت مع العرض المسرحي "شوية غسيل "، تأليف وإخراج : مصطفى محمد وقدم باسم الاتحاد الوطني لطلبة سورية – جامعة تشرين – المسرح الجامعي.

النص يتحدث عن الواقع المعاش للأسرة في ظل مجتمعنا الشرقي، هذه المؤسسة الأساس في بنية المجتمع، ومن خلالها يقدم لنا مشاهد متعددة تتناول أمراضنا الموجعة التي تمس مفردات الإنسان الذي يتعرض لهجمة مجموعة من الفيروسات التي تفتك بهذا الإنسان وتسلبه حقه في اختيار شكل وآلية حياته على كافة الصعد تصل حد القهر وهدر الكرامة أكثر ما تكون قريبة لأبشع حالة يتعرض لها الإنسان "أنثى وذكر" "الاغتصاب".

نشاهد أبجدية المحرمات /التابو/وكيف تتشكل وتتحول إلى مسلمات مرضية نتعايش معها، ونحاكم بعضنا على أساسها، ونصدر التهم والأحكام  القزمة ونحصرها بالإنسان وبتناوب قريب جدا من السذاجة والغباء بين المرأة والرجل. فمن اغتصاب الطفولة، تحت ضغط الكبت الجنسي، للخيانة الزوجة حسب تسميتنا لها، للمفاهيم عن العلاقة بين قطبي المؤسسة الزوجة والقائمة على توفير مستلزمات الرجل من الخدمات لتأمين أفضل سبل الراحة له، لأنه "الكسيب"، كلاهما يصدق ذلك ويفني حياته على أساسها. مع مباركة من "المرجعيات" بمختلف أشكالها وتموضعها على أرض الواقع، وضمن سياق مصالحها الخاصة، تحت يافطات تمجد الإنسان.

من الناحية الفنية يمكن القول أن أداء الممثلين كان مقنعاً، وقد تميز البعض على الآخر بمستويات الأحدات والأفعال ضمن المشهديات البصرية / الصورة التي جسدت هذه الحالات أمام الجمهور. والحلول الإخراجية تمكنت من شد المتلقي ليتابع هذا الصراع الدرامي المحمول على الهزل والجد ضمن مسار العرض المسرحي.

أعتقد أن هذا العمل تعرض لموضوع حساس جداً، وكنت أتمنى على المخرج بوصفه الكاتب والمخرج، أن يوضح مسألة تعتبر الشعرة التي ربما تؤدي لعكس ما يريد أن يذهب له في معالجته لهذا الموضوع الهام، هل ما تم تقديمه هو إدانة للمرأة والرجل، أم دعوة للحوار بهدف إيجاد الحلول لهذه المفاهيم والقيم التي يتعرض لها الإنسان؟

*الفعالية الثانية كانت ندوة الحوار التي تناولت عمل الافتتاح الضيف من الجماهيرية الليبية، بعنوان "نواقيس"، قدمت مداخلات كثيرة تناولت العمل نصاً وتمثيلاً وإخراجاً، وكان هناك شبه إجماع أنه من الأعمال الليبية المميزة، كما قدمت لجنة الحكم وجهة نظرها بالعمل ولم تخرج عن الإجماع بتميز هذا العمل، وكانت لملاحظات شيخ الكار الأستاذ "فرحان بلبل" وقعها الجميل لدى الأخوة الليبيين لأنها تضمنت نصائح ركزت على عدم تقليد الآخرين، والانطلاق من التراكم الذي حققته الحركة المسرحية في ليبيا.

ثم تم الانتقال للعرض المسرحي "شوية غسيل" الذي شاهدناه اليوم، كان الحوار حامياً، والمداخلات تناوبت مابين الإدانة للمرأة والرجل، وللمرأة حبة أكثر، والدعوة للحوار بهذه المواضيع الشائكة والتي تعالج باستحياء. من هنا جاءت دعوتي للمخرج بكل المحبة العودة للنص وللعمل المسرحي تمثيلاً ومشاهد وحلول إخراجية، توضح بشكل جليّ الأبيض من الأسود. لكن أيضاً كان هناك رغم تباين الآراء شبه إجماع على نظافة العمل وجرأته في تناول هذا الموضوع.

*الفترة المسائية

*كانت مع العرض المسرحي "الحفرة" عن نص "الليلة نلعب" للأديب والكاتب المسرحي "وليد إخلاصي". إعداد وإخراج : هاشم غزال. قدمته الفرقة المسرحية المركزية للاتحاد الوطني لطلبة سورية. وهو عرض تكريم الكاتب الكبير "وليد إخلاصي" في الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان المسرح الجامعي باللاذقية .

لقد استطاع العرض المسرحي أن يقدم جوهر العمل الذي تحدث عبره الكاتب عن الظلم الذي لحق البشر منذ بدء الخليقة وحتى اليوم. وقد تحدث الكاتب "وليد إخلاصي" بعد مشاهدته العرض معبراً عن إعجابه بفريق العمل من ممثلين وفنيين وفي المقدمة معد ومخرج العمل الفنان "هاشم غزال" بالقول : "شكراً لهذا الجمهور الذي تابع هذا العرض المسرحي وتحمل ما تم طرحه من أفكار. والشكر أيضاً للفرقة المسرحية ومخرجها والذي أتمنى أن يكون جالساً معنا كي أقدم له باقة الورد. لأنه استطاع تكثيف العرض الذي يستغرق ثلاث ساعات إلى مدة /45/ دقيقة مع المحافظة على جوهر النص. الكاتب عادة يكتب النص أدبياً، ثم يأتي الكاتب الثاني / المخرج ويخلصه من أدبيته، ويضعه في الحالة الدرامية، وهذا ما حققه المخرج مع فريق عمله الجميل. لقد كتبت النص عام 1970 ونشرته في مجلة الموقف الأدبي بعنوان "الليلة نلعب" أعلنت من خلاله سخطي وقسوتي على التاريخ البشري، والظلم الذي تعرض له الإنسان منذ الجاهلية والعبودية والإقطاعية والرأسمالية التي مارست أبشع أنواع الظلم عبر الحروب العالمية وانتهاءً بحرب لبنان وحصار غزّة. لقد أعدت كتابة النص عام 2004 وما زال الظلم قائماً، وسأنتظر أعوام أخرى ربما أجد بصيص أمل في خلاص البشرية من الظلم. وأنا لعلمكم لم أنتسب لحزب سياسي مدى حياتي، ولكن أنتمي للإنسان. هذا العمل شدني لمتابعته، ومعروف عني لم أتابع إلا القليل من أعمالي. لأن العمل المسرحي إذا حافظ على أدبيته يكون عملاً فاشلاً، وإذا كان درامياً يكون ناجحاً. وهذا ما تحقق في عمل اليوم مثلاً : المشهد الذي عبر عن دور الرأسمالية في الظلم الذي أوقعته على الإنسان وجردته من إنسانيته بالبرمجة. المشهد زمنياً لم يتجاوز الدقيقتين، لكن كان معبراً فنياً عن الفكرة التي أردت توصيلها كتابة في النص. أعود للقول أتمنى أن أعيد كتابة النص، عندما أجد بصيص أمل؟! لكن للأسف لم أجد لحظة تفاؤل بحياتي والسلام عليكم".

ثم عرض فيلم عن المكرم وشهادتين للأستاذ "فرحان بلبل" و "الدكتور رياض عصمت" حول إبداع الكاتب الكبير "وليد إخلاصي".

ثم جرت مراسم التكريم التي شارك فيها الرفيق "الدكتور فاروق بديوي" أمين فرع الحزب.

وهكذا كنا مع فعاليات اليوم الثاني من المهرجان المسرحي الجامعي المركزي باللاذقية.

كنعان البني - اللاذقية

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية