مهرجان دمشق المسرحي الرابع عشر 2008

فعالية اليوم الخامس لمهرجان دمشق المسرحي الرابع عشر 2008

فعالية اليوم الخامس لمهرجان دمشق المسرحي الرابع عشر 2008

2172 مشاهدة

مهرجان دمشق المسرحي الرابع عشر 2008

فعالية اليوم الخامس الثلاثاء 16 / 12 / 2008

تستمر فعاليات المهرجان بيومها الخامس والتي جاءت على الشكل التالي :

الفترة الصباحية :

اليوم الثالث للندوة الرئيسة " الدراماتورجيا " وهو اليوم الأخير، حيث تم متابعة المحاور المطروحة للنقاش والتي تضمنت المحاور الثلاث التالية :

1 الدراماتورغ في المناهج التعليمية في المعاهد المسرحية.

2 – الدراماتورغ والإخراج المسرحي.

3 – الدراماتورغ والسينوغرافيا المسرحية.

في الفترة الأولى ترأس الندوة الدكتورة نهاد صليحة من مصر، كما قدم الدكتور أكرم يوسف اقتراحاً على الحضور مضمونه" تأسيس هيئة عربية للدراسات المسرحية متخصصة في متابعة الجديد في المسرح وبشكل خاص المصطلحات الجديدة " وقد تم اقتراح مجموعة من الأسماء التي تشمل الكثير من المسرحيون من الدول العربية، وهذه اللجنة التأسيسية مهمتها وضع مسودة برنامج تلك الهيئة. واقتراح آخر يتضمن برقية تضامن مع الصحفي العراقي الذي قدم هدية لبوش في نهاية خدمته في البيت الأبيض. بعد ذلك قدمت ورقات الورقات الأساس في محاور الندوة، وكذلك الشهادات والمداخلات من قبل السادة: صلاح قصب، المنصف السويسي، عقيل مهدي، يوسف العاني، محمد المديني، سمير مطرود، يوسف الرشيد. استراحة.

الفترة الثانية من الندوة ترأسها الدكتور رياض عصمت، حيث تم متابعة المحاور المتبقية، وقد كان الحوار ساخناً حول هذا المصطلح الوافد إلينا، بين مؤيدأ ورافضاً لهذا المصطلح في عالمنا العربي، وآخر أعلن موت هذا المصطلح، وتربع المخرج على سدة العرض المسرحي.وقد تحدث في هذه الفترة كل من السادة : محمد خير الرفاعي، فرانك دارس من ألمانيا، يونس لوليدي، المنصف السويسي، قاسم مطرود، سامي عبد الحميد، يوسف العاني، جيرار استور من فرنسا، حميد صابر، عثمان جمال الدين، جيانا عيد.

وبذلك ختمت فعاليات هذه الندوة وسيتم إصدار كتيب بما تم طرحة في الندوة من قبل وزارة الثقافة كما أعلن عن ذلك في كتاب المهرجان.

الفترة المسائية :

قدمت العروض المسرحية التالية :

1 – مسرحية " أبو حيان التوحيدي " من قطر، مسرح الحمراء، الساعة التاسعة مساءً.

2 – مسرحية " علامة الحسن " من قبرص، مسرح الدراما، الساعة التاسعة مساءً.

3 – مسرحية " أرامل على البسكليت " من لبنان، متعددة الاستخدام، الساعة السابعة مساءً.

4 – مسرحية" كونتراكت" مشترك سوري – ألماني، مسرح ايطالي،الساعة السابعة مساءً.

5 – مسرحية" صوت ماريا" من سورية، مسرح دائري، الساعة الخامسة مساءً.

6 – مسرحية" حلم رجل مضحك" من لبنان، مسرح راميتا، الساعة الخامسة مساءً.

وقد توفر لنا مشاهدة العروض الثلاث التالية :

·        مسرحية " حلم رجل مضحك " تأليف: دوستويفسكي، إعداد وإخراج: الدكتور طلال درجاني، تمثيل: حسام الصباح، كميل يوسف، ساندرا ملحم. عرفها لنا كتاب المهرجان بما يلي: " ترك الرجل المضحك عذابات الأرض وسافر باتجاه الكواكب حيث الإنسان المثالي، وهناك عمل على إفساده بلغة قوانين الحياة المناهضة للإنسانية، مسألة الصراع بين الخير والشر، مسألة رئيسية في هذا العرض، وفكرة الهروب تتغلغل في النسيج النفسي والروحي في الشخصية، والصراع الدائم باعتقادها الراسخ بحاجة للنوم والتوبة، وقناعته بأن الألم والعذاب والمعاناة هي سبيل الخلاص".

ونحن نقول أن هذا العرض المسرحي عبر نصه طرح قضية لازال الحوار فيها قائم، موضوعة الصراع الداخلي للإنسان من قضية الوجود، ليس بقصد الإلحاد، بقدر الفهم الحر للموضوع والتعامل معه بحرية حاملها وعي معرفي ثقافي، في سياق العلوم والمعارف الإنسانية. وهذا كما أزعم ماعالجه العرض مستنداً على نص للكاتب الروسي دوستوفيسكي الذي اشتغل على العالم الداخلي للإنسان في شخصياته التي رسمها لنا عبر رواياته.وقد استطاع العرض إيصال هذه الفكرة / المقولة لنا عبر الأسلوب المتبع في الرؤية الإخراجية، فالعرض كان مونودراما الرجل المضحك حدثنا عن الحلم / المونولوج، والشخصيتان المعاق عبر حركته ذات الرمز / الإشارة ، وكذلك الصبية التي قدمت الدلالات والإشارات والرموز عبر جسدها الذي جال في الفضاء الركحي وتعامل مع الشخصية الرئيسية والأخرى لتقديم تشكيلات / صورة كاشفة هذا الجسد حامل الخطايا / المتعة مع إضاءة وموسيقا تشكل معاً مشهدية بصرية تحمل جماليات بمضمون فكري خدم العرض المسرحي. أكرر ما أقول هذا العرض بحاجة للدراسة والتحليل المتخصص للوقوف على الطرح الجديد لأشكال ونصوص العرض المسرحي.

·        مسرحية " أرامل على البسكليت " النص والإخراج والسينوغرافيا: الدكتور جواد الأسدي. النبذة الواردة في كتاب المهرجان تقول:" يحاول هذا العرض أن يصطاد عذرية الطفولة في مجتمع غير عذري، ثم بعد ذلك ترمى هذه العذرية في فرن النظام الاستبدادي المحترق لينزع عنها تدريجياً فروة الروح والرأس وما تبقى من شيخوخة مرمية على عربات سكك حديد مهتوكة، مشدودة إلى عبوات صارمة وقاسية، وأقنعة وسنوات طويلة من الارتجاج". ونحن نقول أن العرض المسرحي استطاع عبر النص الذي حمل الكثير الأفكار والمقولات التي تؤرق حياتنا / عيشنا في ظل مجتمعات لازالت أسيرة مفاهيم وأفكار ما يريده لها النظام الذي يكرس هذه الحالة لتكون مألوفة وبداهية ضمن آلية تفكير عقولنا. بمعنى سلبنا الحرية في التعبير عن متطلباتنا كبشر ويأتي في مقدمتها الاعتراف بحقنا بالحياة، وبالتالي التعاون والحوار الحيادي لجعل هذه الحياة مليئة بالجمال طبيعة وإنسان. وقدم العرض عبر الشخصيات الأنثوية الثلاث ( إحداهن ذكر، لعب هذا الدور الفنان نضال سيجري ) الأرملة ليس فقط من فقدت زوجها توصف ، بل ، الأرملة / الأرمل هو أيضاً من فقد أحد مفردات حياته على الصعيد المادي والمعنوي الروحي / النفسي. ولعب دور المرأة من قبل ذكر، تحمل بحد ذاتها دلالات وإشارات ورموز تؤكد ما ذهب إليه فكر النص. وهذا الفقد ليس على الصعيد البشري ، بل من فقد الوطن هو أيضاً أرمل يحلم ببقعة أرض تحمل بعضاً من حنينه يمارس عليها ومعها حريته الفردية / الجمعية بسلام ومحبة مع الآخر الإنسان بكامل مواصفاته القائمة الحرية. وتابع العرض رحلته عبر صورة ساحرة التشكيل بكامل مفرداته المسرحية.

·        مسرحية " أبو حيان التوحيدي : تأليف وإخراج: محمد الرميحي. ملخص العرض حسب كتاب المهرجان يقول:" يحكي العرض عن جدلية الصراع بين المثقف والسلطة بين السيف والقلم. حيث تصور رحلة جثة أبو حيان التوحيدي التي تبحث لها عن قبر تدفن فيه، لكنها لا تجد من يوافق على دفنها في جميع البلدان العربية، وتستمر رحلة الجثة لتكشف عن الاغتراب في الذات والمكان والتهميش والاحتقار من قبل السلطات لأصحاب الفكر. كما تكشف عن تشابه عنجهية السلطات مع اختلاف أنظمة الحكم في الدول العربية. وفي النهاية يأمر أبو حيان التوحيدي بحرق جثته ونثر رمادها في الفلاء لتتناسل منها طيور العراق، نخيل العراق، أطفال العراق". وجاء على البروشور" ورقة حب منسية " و" ماتوا .. ونخيل العراق أبداً لن يموت ". ونحن نزعم أن العرض المسرحي عبر النص الذي قدم لنا حوارات بلغة أقرب للشعرية الصوفية المنطلقة من الروح الإنسانية الطامحة للإنعتاق باتجاه الذات الحالة الأرقى والأسمى والأكثر جمالاً. وجاء التمثيل والديكور والإضاءة والموسيقا والتشكيلات الراقصة التي أدتها المجموعة الراقصة، ساعدت بتوصيل مقولة العرض التي تؤكد كما سبق وذكرنا في العروض السابقة أن الحرية هي أسما مبتغى للإنسان. وقد تميز في هذا العرض المسرحي تمثيلاً الفنان القدير عزيز خيون الذي جسد شخصية أبو حيان، وكذلك بقية فريق العمل. لأننا في النهاية شاهدنا جهداً واضحاً على صعيد النص والعرض المسرحي.

كنعان البني – دمشق

www.festivalsinsyria.com

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية