مهرجان مصياف المسرحي السابع 2008
فعالية اليوم الرابع الأحد 30 / 11 / 2008
تم تقديم عرض مسرحي لفرقة " حقيبة مسرحية " من حمص . تأليف : سلافومير مروجك . إعداد وإخراج : سامر أبو ليلى . هذا العمل المسرحي من إنتاج الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 .
عن العرض حسب البروشور: " من وحي البوليس والعقلية التراتبية الاتهامية نقدم عملنا هذا ضمن إطار كوميدي خاص يعتمد لعبة طفولية يقودها التجريب.والتجريب هنا ليس بغرض الهروب من قوالب معروفة أو جاهزة وإنما للبحث عن صيغ جديدة لتقديم أفكارنا ولعلنا أصبنا في بعضها وربما أخفقنا في بعض آخر.إننا نتعلم ونستمتع ونتمنى أن نقدم فرجة فنية ممتعة. البوليس كوميديا إنسانية تتصل بالحاضر. لا لنضحك فقط بل لنفكر ونعمل. ونسمع الأصوات التي بداخلنا وحولنا " .
بعد هذا الكلام الطيب، ننتقل للعرض المسرحي، لقد استطاع العرض المسرحي أن يصل لعقلنا، ويعمل فكرنا عبر المقولة التي جسدها الحوار والتمثيل محمولاً على الحركة لمزركشة بالإضاءة والموسيقا، في سياق بانوراما رحلة المخرج مقدماً رؤيته وحلوله الإخراجية بمشهدية / صورة احتوت جماليات ممزوجة بالتشكيل الجسدي عبر لقطات تقول: هذه هي النظم / الأنظمة عندما تكون فارغة تعود لتشتر نفسها / تتناسخ في عصر يحمل مفردات الواقع، الأساس فيه تحويل الإنسان إلى شيء / تشيئه، كي يسهل مضغه، وإطلاقه بحالة دائرية؟؟؟ هي التراتبية الأحادية المتكررة، لكن بشكل أكثر سخرية؟؟؟ لعبة مسرحية أقرب لشكل المسرح داخل المسرح، يلعبها هؤلاء الأطفال لقتل الفراغ الذي يضعهم فيه رب العائلة / الجنرال ، الديكتاتور، يعيدون مشاهداتهم البصرية البريئة لما يفعله الأب / الأنظمة، وما يشاهدونه على الفضائيات العربية والأجنبية. تسوقهم باتجاه اللعبة زحمة الأفكار التي تصور حالتهم / حالة المجتمع. بقالب كوميدي مضحك لحد البكاء؟؟؟
يمكن القول أننا كنا أمام تجربة مسرحية تحمل في ثناياها روح الشباب ( همومهم، مشاكلهم، رؤيتهم، حلولهم......الخ) لذا فهي جديرة بالدراسة عبر الحوار لتأخذ بيد هؤلاء الشباب نحو الأجمل والأرقى. شكراً لفريق العمل، وبشكل خاص للموهبة الشابة شذى العباس ( فكيحة ) .
بعد العرض المسرحي جرت ندوة حوار للعرض المسرحي، أدار الحوار الأستاذ علي العلي والفنانة جيانا عيد، وجمال آدم، ومخرج العمل الفنان سامر أبو ليلى .
لقد كان هناك تمايز واضح بقراءة العمل المسرحي، تجسد مابين الجمهور العادي، والمهتمين والعاملين بالمسرح. الجمهور كان مستمتعاً بالعرض المسرحي، وعبر عن رأيه بقراءة موضوعية لما شاهده . الطرف الآخر انقسم مابين رافض للعمل بشكل مطلق، لأن النص مشوه، والإعداد لعب دوراً في هذا التشويه، محولاً الشخصيات إلى شخصيات نمطية، غائمة الملامح..وفكرة العرض لا تحتمل هكذا إخراج؟؟؟ بينما الطرف الآخر شاهد في العرض أفكاراً جريئة تشير للواقع بصورة فنية مستخدمة طاقات الممثل الذي قدم تكنيك عالي المستوى، عبر التشكيل الجسدي والحوارات المحمولة على التلوين في الإلقاء، إلى جانب متممات العرض المسرحي، وهو تجربة تحمل الكثير من القضايا التي تحتاج للدراسة والحوار، والتقويم لتحقيق الأفضل . وفي الختام أشار مخرج العمل إلى الأفكار والملاحظات التي قدمت في الندوة شاكراً الجمهور والمختصين والمهتمين ملاحظاتهم التي سيعمل عليها لاحقاً .
هكذا مضى اليوم الرابع من مهرجان مصياف المسرحي السابع .
التعليقات