مواضيع للحوار

فـي الــيــوم الـعــالــمي للمــســرح

فـي الــيــوم الـعــالــمي للمــســرح

756 مشاهدة

 فـي الــيــوم الـعــالــمي للمــســرح

#عباسيــة _مــدوني _سيدي _بلعباس_الــجزائـــر  

  #كانت بداية فكرة الاحتفال باليوم العالمي للمسرح عام 1961 ، أثناء المؤتمر العالمي التاسع للمعهد الدولي للمسرح بمدينة " فيينا " ، وذلك باقتراح من رئيس المعهد آنذاك ، حيث كلّف المركز الفلندي التابع للمعهد في العام الذي تلاه 1962 بتحديد يوم عالمي للمسرح وحدّد تاريخ 27 مارس من كل عام .

وهو تاريخ افتتاح مسرح الأمم عام 1962  في موسم المسرح بمدينة باريس الفرنسية ، الذي كان يحمل اسم " مسرح سارة برنار / SARAH BERNHARDTHARDT" ، وكانت التقاليد المسرحية آنذاك تستهل بيوم 27 مارس مع تقديم عروض مسرحية لمختلف المسارح العالمية ، فأضحى ذلك تقليدا عالميا .

احتفالية اليوم العالمي للمسرح تأتي للوقوف عند هذا الفن المثير للكثير من الجدل ، المواكب لعديد التيارات والرؤى والتجارب والموجات ، للوقوف عند واقع الفن الرابع بخاصة  عربيا ، وهل حقق مسرحنا العربيّ هويّته وانتمائه ، سواء من حيث موجات التأليف والإبداع أو من حيث موجات الترجمة والاقتباس والإعداد ، وموجات التجريب ؟

نـــص رســـالـــتــــي :

  احتفالية اليوم العالمي للمسرح في ظل جائحــة الكورونا وجائحـــة ثقافتــنــا..

 المسرح ، الفن الرابع ذلكم السحر المتفرّد بنوعه فنّا وحضورا وإبداعا ، ذلكم الفن المثير للجدل الذي يسكب داخلنا كمّا لا محدودا من علامات الاستفهام ، ذلكم الفن الذي قلّص الزمكنة ، لملم شتات الأعراق وما يزال يتربّع على عرش السؤال الآني ، سؤال الذات والآخر ، المسرح بشتى توليفاته ورؤاه وأطروحاته الشاهقة يأتي في يومه العالمي27 مارس لسنة 2020 ، على غير العادة ، يأتينا ليضعنا أمام وباء حقيقيّ ليس الكورونا ، بل وباء ثقافتنا المبتورة التي تقف عاجزة اليوم أمام وباء من صنع جشع الإنسان ولاإنسانيته ، أرى الخشبة في هذا اليوم أنها ستئنّ أكثر وتذرف الكثير من العبرات ، السيدة الخشبة في هذا اليوم ستعانق الأشباح والأطياف ، ستحتفي وحيدة وسط العتمة ...

اليوم العالمي هذا للمسرح ، سيضعنا أمام أكثر من رهان وأمام اكثر من سؤال ، علّ وعسى نؤدّي الأدوار باحترافية مطلقة كل من منصبه ، وكل بشغفه وجنونه وغيرته وحرصه على أن ننير الدروب العتمة داخلنا وبين أروقة ثقافتنا التي هي الأخرى في مسيس الحاجة لأكثر من لقاح حتى تتعافى ، فما بالنا بالمسرح أبو الفنون ...؟

  سيدي المسرح ، سيدتي الخشبة سيغيب هته السنة كما كلّ سنة كلّ مشروع مسرحيّ جادّ وأصيل ، لطالما بقي حبيس الجدران والرفوف وسيظلّ  ، بعد أن رحنا نهلّل للرداءة مهمّشين أهل العطاء وأهل الإختصاص ، كورونا الثقافة أشدّ فتكا من كورونا المسرح ، فكل ّ بلد غير قائم على عدالة ثقافية وفنيّة لن تقوم له قائمة ، ثقافة تلغي الدور الإنساني لا طائل منها .

المسرح فنّ من فنون الحياة ، فن من فنون البقاء ، فنّ من فنون الإنسانية ، فلا تغتالوا نبرة التحدّي بذلكم الفضاء الرحب ، ولا تضيّقوا الخناق على ذلكم المجال الخصب ، فهل من مخاض ولادة متجدّدة للمسرح ؟ وهل سننسج وطنا نابضا بالحب والعطاء في سنتنا هته ونحن نحتفي بيوم المسرح افتراضيا ...؟

ولو افتراضيا ، دعوني أبارك لكلّ مبدع وكلّ فنّان وكل تقنيّ وكل كاتب وكل مؤلف وكل سينواغراف وكل مشتغل بحقل أبي الفنون بيومه العالمي هذا ، على ألاّ تخونه جائحة الرأي الحر والديمقراطي ، وجائحة الإبداع الاصيل حتى نحتفي مستقبلا بعراقة هذا الفن بما يليق به ، وأن نرفع الستار معا وننير كل الأضواء حتى نخرج من النفق ونشرق مجدّدا .