أخبار فنية

فنون تشكيلية..تجربة متطورة للفنانة كرباج

فنون تشكيلية..تجربة متطورة للفنانة كرباج

1961 مشاهدة

تجربة متطورة للفنانة كرباج 

فنون  تشكيلية
 

الجماهير- حلب

العدد : 13259
الخميس20- 1- 2011


فيصل تركماني

بأسلوب واقعي تعبيري وقريب من فن  الأيقونة ( الايكونولوجيا ) تناولت الفنانة "رانيا كرباج" موضوعها وطرحت بجرأة قضايا  المرأة  . لقد رسمت المرأة  بأنوثتها ووداعتها ولطافتها تحمل زهرة حمراء تريد تقديمها إلى المجهول وهي ترتدي  ثوباً بنفسجياً ( فوشي ) معبراً عن لون العاطفة الجياشة والحيرة الخجولة من خلال  الرأس المنحني جانباً والعيون الناعسة الحالمة أما فضاء اللوحة فهو عبارة عن مساحات  لونية تتراوح بين الذهبي المستخدم في الأيقونات واللون الأوكر ( مشتقات البني  المصفر) .‏‏ 

لقد جسدت  الخطيئة المتجددة عبر الزمن من خلال الشجرة وثمرة التفاحة وتمسك المرأة بالشجرة  والنظر إلى أغصانها دون التفاحة المتساقطة على الأرض رغم لونها المغري وجمالها  وارتداء المرأة الثوب الأزرق رمز النقاء والطهر أما خلفية اللوحة فقد توشح باللون  الأزرق الفاتح لون السماء.‏‏ 

أما الأمومة فهي  أمومة حالمة في حالة صوفية لمنظر الأم والطفلة يلفها الثوب الأزرق بلونيه  المتناوبين وبحركة إيقاعية ناعمة وفي لوحة أخرى وهي تلامس طفليها وهما أمامها وهي  تستمر في الحلم الجميل على عكس طفليها اللذين فتحا عينيهما إلى رؤية الحياة أما  خلفية اللوحة فهي خلفية الأيقونة باللون الذهبي الموشح ببعض الألوان الخفيفة وهكذا  تستمر موضوعات اللوحات .‏‏ 

تتميز الفنانة  كرباج بتطورها من حيث الخط الذي يحدد الشخصيات ويعطي الأشكال إيقاعاً متنوعاً ولكل  لوحة إيقاعها الخاص بها رغم الطابع الهادئ لشخصياتها فإن إيقاع الخطوط يحرك  شخصياتها ويعطيهم الحيوية اللازمة أما اللون فقد بدأت الألوان تتوضح المعالم وتتحدد  في شخصياتها لتكسب هذه الشخصيات نوعاً من القدسية الاجتماعية الحالمة والصوفية  السماوية الزرقاء .‏‏ 

أما التكوين فقد  كان مدروساً باتزان وتأخذ شكل المثلث الهرمي في حال تعدد الأشخاص أو يأخذ التكوين  توازنه من خلال الألوان المضيئة والمعتمة والحارة والباردة والمتصارعة فيما بينها  صراعاً ناعماً يذكرنا بليوناردو دافنشي في تحويل الضوء إلى الظل وينتهي الظل إلى  ضوء مما يؤدي إلى حالة انسجام تام بين الشكل والمضمون .‏‏ 

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية