أخبار فنية

في الذكرى السابعة عشر لتأسيس معهد دراما بلا حدود الدولي

في الذكرى السابعة عشر لتأسيس معهد دراما بلا حدود الدولي

637 مشاهدة

في الذكرى السابعة عشر لتأسيس معهد دراما بلا حدود الدولي

#معرض لوحات خارج الإطار

بقـلم : #عـبـاســيــة _مــدونــي – سـيـدي بـلـعـبـاس- الــجزائــر

 

#معهد دراما بلا حدود الدولي يعدّ مبادرة عالمية لتأسيس قيم إنسانية عبر الفنون ومن أهمّ الجهات الراعية  له نلفي إتحاد الصداقة العربية الأوروبية ، رابطة مدارس وجامعات ( فاو ها إس ) الأكاديمية الكاثوليكية .

ويضمّ تحت مظّلته لفيفا من الأكاديميين العرب ، والأوروبيين ، الذين يجمعهم هدف أسمى ألا وهو البناء والنهضة البشرية ، عبر فنون الدراما ، لما فيها من أثر على روح الفرد في تحفيزه ودفعه إلى التغيير  ، وللمعهد رؤية واضحة المعالم وشاملة الأهداف على المدى القريب والبعيد لعلّ أهمّها تحقيق التواصل بين الحضارات ، ودعم التلاقح الثقافي  ، مع سلسلة من الأهداف في مقدّمتها تفعيل التنمية البشرية ، عن طريق الفنون ، وإعادة تأهيل الفرد ليكون قادرا على حمل أعباء المستقبل ، بأدوات جديدة ، مع العمل على تدريب كوادر فنية ، تسعى للارتقاء بالفنون ، والتي ينعكس دورها على التطور في المجتمع  ، ناهيك عن إعادة إنتاج وصياغة للفنون التراثية ، وإحياء التراث الشعبي ، بشكل معاصر ، مع التركيز على التبادل الثقافي والخبرات الجديدة للسموّ  بالفنون الدرامية ، الجديرة بتغيير المجتمعات .

أضف إلى كل ذلك ،  تطوير إمكانيات الفنون الدرامية ، لتكون قادرة على الدفاع عن الكرامة الإنسانية ، ومبادئ حقوق الإنسان ، وتشجيع احترام حرية الآخر ، وترسيخ ثقافة الحوار ، والمساهمة في نشر القيم السامية عبر رسالة الفنون  ، دونما التغاضي عن العمل على برنامج التعايش والاندماج ، في المجتمعات الجديدة للاجئين  في اوروبا  ، مع توفير العناية بضحايا الحروب والإرهاب ، وإعادة تأهيلهم نفسيا واجتماعيا عبر الفنون  ، و تقديم الدعم والرعاية ، وإعادة تأهيل ذوي الإحتياجات الخاصة.

كل هذا ، ويطمح المعهد إلى مد جسور الشراكة والانفتاح على الآخر ، الذي يؤمن بحقوق الإنسان ونبذ العنف والتطرف والإرهاب ، ويؤمن بالتعددية الفكرية وحقوق المرأة والطفل ، والإنتماء للبشرية الطامحة إلى البناء والتغيير  ، ساعيا من خلال كل ما سبق إلى التعاون مع مؤسسات عربية ودولية ، تحمل ذات الرؤية والأهداف ، وتؤسس لغد أفضل ، دون الإخلال بسياسة المعهد الإنسانية والتنموية .

كما يقدم المعهد تدريبات مختصة في مجالات متعددة منها :

التنمية البشرية عن طريق الفنون الإبداعية ،  الإخراج والتمثيل والسينوغرافيا والإضاءة ، وكتابة السيناريو ، والمسرح التعبيري الراقص  ، بالإضافة إلى تدريبات في مجال الإعلام المرئي والمسموع  ، وتدريبات في مجال فنون العرائس وخيال الظل والفنون التراثية ، مع تدريبات في السايكو دراما والدراماثيرابي  ، والعمل على تدريب المدربين في الإبداع الفني .

وأغلبية المدربين هم مجموعة  من المدربين المعتمدين من الأكادميين العرب والأوروبيين ، ويتم إختيارهم والتعاون معهم لتنفيذ الدورات وفق الإحتياجات الخاصة لكل منطقة ، لرسم معالم وتحقيق عديد الأنشطة وسلسلة من الفعاليات أهمها ـ ورشات تدريب مستمرة ، تتوج بشهادات خبرة أوروبية ، مع تنظيم ندوات لمناقشة أحدث التقنيات والإمكانيات المتاحة وإلقاء الضوء على الدراسات والبحوث العربية والعالمية التي من شأنها النهوض بالمناخ الإبداعي  والعديد من الأنشطة التي من شانها الرقي بالإنسان ودفع دولاب حركية الإبداع  بمختلف أشكاله وألوانه .

وفي ضوء الاحتفاء بإنجازات المعهد وفي ذكراه السابعة عشرة من التأسيس ، وفي ظروف جدّ استثنائية ، ونتاج الإيمان العميق أن الظروف تصنع الإستثناء والتميّز ، ومع كمّ وفير من الإنجازات عربيا ودوليا ، تمّ التعاضد لأجل إضاءة شمعة التأسيس السابعة عشر ، بعد ماراطون من التحضيرات والتنسيق مع كل الجهات والمبدعين ، حيث انطلقت يوم الأربعاء الخامس من أغسطس / آب 2020 ،   فعاليات المعرض والملتقى الدولي ، الذي نظّمه معهد دراما بلا حدود الدولي ، برعاية إتحاد الصداقة العربية الأوروبية ، ورابطة مدارس وجامعات فاو ها إس الألمانية ، تحت عنوان " لوحات خارج الإطار "  ، للتحليق في فضاءات الكلمة والإبداع والريشة واللون والحلم والعطاء والفكر الناضج .

حيث  شهدت المكتبة الوطنية في ڤايدن ، بڤاريا ، ألمانيا ، افتتاح المعرض الدولي ، الذي يترافق مع فعاليات الملتقى الدولي ، الاستثنائي لهذا العام ، الذي يقيمه معهد دراما ، في المانيا ضمن ظروف ، عالمية استثنائية  ، وذلك بحضور ألماني و أوروبي ، أين افتتحت السيدة سابينه غول ، مديرة المكتبة الوطنية العمومية في فايدن ، المعرض الخاص بمعهد دراما بلا حدود الدولي ، وقد أشادت بأهداف وبرامج المعهد التي منحته العالمية .

في حين حضر الافتتاح ممثلون عن بعض المؤسسات الوطنية الثقافية ، التي تتوافق مع رؤية المعهد وأهدافه الإنسانية ، الى جانب ممثلين عن المؤسسات الثقافية ، والجمعيات المدنية ، واتحاد الفنانين التشكيليين البڤاريين ، وممثلين عن الكنيسة الإنجيلية وممثلين عن محافظة مدينة ڤايدن .

هذا ، وقد شاركت بعض الشخصيات الاجتماعية والثقافية المهتمة بالعمل الإنساني التطوعي ، في حين شاركت الجهات الراعية للمعهد ( رابطة فاو ها اس الألمانية للمدارس والجامعات ، الى جانب اتحاد الصداقة الأوروبية العربية ) .

وضمن حضور مكثف ومميز ( مراعاة لظروف الكورونا ) قدم أعضاء معهد دراما بلا حدود الدولي برنامجا حافلا تضمن  افتتاح المعرض ، قراءات شعرية باللغتين العربية والألمانية ، مشهدا من خيال الظل ، فيلم توثيقي يتحدث عن رحلة معهد دراما من الفكرة الى التحليق ، الى جانب الكلمات التعريفية ببرنامج المعهد وأهدافه .

 

لتكون هذه التظاهرة الفنية ، الثقافية ، حالة من الحلم الواقعي ، للخروج من حالة العزلة والغربة الوجودية ، التي فرضتها عالميا ظروف إنتشار وباء الكورورنا  ، كما تعتبر التظاهرة حالة من التحدي للظروف الراهنة بتحرير الإلهام والطاقة الإبداعية ، لتكون الفنون حالة من الخلق والتجديد للدفاع عن الحياة أمام تحديات المرحلة .

لتصبح هذه التظاهرة الثقافية ، إيقاعا محدثا للحياة ، يحمل تناقضات المرحلة ، رغبة في إعادة نتظيمها عبر الفنون  ، كما تسعى فكرة التظاهرة ، إلى رصد انعكاس الأزمة العالمية في زمن الكورونا على الفنون والسلوكيات والإبداع البشري .

شهد افتتاح المعرض الذي استضافته "المكتبة الوطنية العمومية" في مدينة فايدن البافارية في ألمانيا، حضورا من المثقفين والمهتمين الأوروبيين والألمان، ضمن ظروف فرضتها يوميات كورونا وقوانينها على مسألة الاختلاط والتجمعات البشرية.

تمثّل هذه التظاهرة الفنية والثقافية  التي تتزامن والذكرى السابعة عشرة لتأسيس معهد دراما بلا حدود الدولي  مساهمة في الخروج من حالة القطيعة التي فرضها انتشار وباء كورونا بين الفن والجمهور، حيث تعتبر التظاهرة تحدياً للظروف الراهنة بتحرير الإلهام والطاقة الإبداعية في سبيل أن يكون للفنون دورها في الدفاع عن الحياة أمام تحديات المرحلة.

وفي كلمتها التي ألقتها ضمن حفل الافتتاح، أضاءت  الدكتورة دلال مقاري باوش، مديرة معهد دراما بلا حدود الدولي من خلالها عديد النقط ، مؤكدة  بأن هذه التظاهرة الفنية تمثّل "شهقة تتصاعد لتصل إلى الذروة، في زمن يتنفس فيه العالم برئتي فراشة"، مشيرة إلى أن التظاهرة تحمل أحلام وتطلعات معهد دراما بلا حدود الدولي وبرامجه العالمية لتكون الفنون أداة تحرّر وإنقاذ العالم الذي نعيش فيه.

ولأن الرؤيا لا تكتمل إلا بتظافر الفنون، فقد امتزجت في أمسية الافتتاح الألوان والأشكال الإبداعية ما بين الموسيقى والشعر وخيال الظل السينمائي مرورا بالفيلم الوثائقي ، ومعرض فنيّ من توقيع مديرة المعهد الفنانة " دلال مقاري باوش " ضمّ بين أروقته ( 35) لوحة تنتمي إلى تقنية الكولاج ثيرابي ، التي تعكس مبادراتها في التأهيل والعلاج ، بمزيج من الألوان والحرفية في القصّ والمزج ، فكانت اللوحات بمثابة بانوراما ، تستعرض رحلة المنهج التأهيلي العلاجي ، الذي تتبعه الدكتورة "مقاري" ، والذي يستند على العلوم الإنسانية والفنون على حد سواء ، لإعادة إنتاج العلاقة بين الفرد ومحيطه ، بعد تنظيم العلاقة مع الذات ،  توقيعها للمعرض عكس نوعا متجدّدا من التحدي في ظل ظروف الفايروس التي حالت دون مشاركة الفنانين والمبدعين ، وفي ظل كل ذلك يعتبر المعرض بلوحاته لمسة متجدّدة تعبّر عن أفق واضح المعالم في ظلّ التحديات والرهانات التي فرضت نفسها ولكنّها لم تثن من عزيمة الإبداع والمبادرات  ، وقد كان من أبرز أركان التظاهرة "حكايات حوار الناي الشرقي الغربي"، وهي فضاء متنوع الروافد، يتحاور فيه الفنانون والنقاد والإعلاميون، وأعضاء "معهد دراما بلا حدود

الدولي"، وضيوفهم، على امتداد شهر آب/ أغسطس الجاري ضمن عديد الفعاليات والمحاور والمنصات ذات المقاربة الفنية والإبداعية والحضارية  ، إيذانا بنهضة الفنون والإبداع الذي يوفر فرصة للتعلم والتطور والتغيير في الثقافة الإنسانية  ، و "حكايات حوار الناي الشرقي الغربي" تعكس بإحترافية مزاج غجرية تجوب شوارع الأفكار ، وزوايا الإبداع  لتتكىء حكايا المبدعين ، على جدران المعرض ، بطمأنية مهاجري البحر عندما تحتضنهم رمال رصيف الوصول ، وقد تجلّى المشروع  على شكل تظاهرة إبداعية أطلقها معهد دراما بلا حدود الدولي ، ضفرت جديلة طويلة لحكايات الأدب والفنون ، والمهتمين بالشأن الثقافي ، الإنساني .

و اختتم حفل الافتتاح بتكريم السيد "هارولد كريمر"  ممثلا عن رابطة فاو ها إس الألمانية ، الى جانب تكريم الدكتورة دلال مقاري مدير معهد دراما بلا حدود الدولي ، فيما أعلن عن البرنامج الثقافي الموازي للمعرض طيلة شهر أغسطس الجاري.

  لقد بدأت تجليات هذه المبادرة ، بإطلاق مسابقة دولية حملت عنوان ( رحلة كورونا في زمن التحولات ) من منطلق سؤال جوهري ألا وهو : كيف يمكن أن نجابه الأزمة العالمية بأدوات الفن والإبداع؟ ، والمسابقة  أفرزت العديد من الأعمال الفنية والإبداعية في حقول مختلفة ، التي جابهت الأزمة العالمية بأدوات إبداعية مختلفة ، كانت مفتاحا  لإطلاق فكرة  المعرض والملتقى الدولي الآن وهنا تزامنا مع الذكرى السابعة عشرة لتأسيس معهد دراما بلا حدود   الدولي .

تظاهرة ثقافية وفنية سوف تمتد على مدار شهر آب 2020 ، تحمل بين طيّاتها  أحلام معهد دراما بلا حدود الدولي ، وبرامجه العالمية ، بحجم سلم موسيقي  إختبئت بين سطوره ونغماته مستقبلا لجيل الألفية الجديدة  ، مبادرة بدأت على صهوة الحلم تحدّياً لأزمة كورونا، تستمر خلال أيام آب/ أغسطس وستترجل في أواخره، في نفس مدينة الانطلاق، فايدن البافارية، فهل تمهلنا الحياة دقائق أكثر لنتابع الحلم والتحليق؟

ما يزال حلم الفراشات ، خيمة اللجوء ، حين تضيق الروح ويستفيق الكلام ، بئر الذاكرة ينكه القهوة و يشعل رماد الغياب ، وتظلّ الأبواب مشرّعة كما النوافذ لاحتضان الإبداع والإنسان ، لنثر ورود إحتضان الآخر حتى يتجلّى النور ، نور الإنسانية ليظل التحليق حرّا في زمن قد تضيق فيه كل السبل لكن لن تضيق به دروب التواصل وتلاقح الأفكار وانصهار الإبداع.