أخبار أدبية

في ذكرى رحيل عباس محمود العقاد

في ذكرى رحيل عباس محمود العقاد

1687 مشاهدة

في ذكرى رحيل عباس محمود العقاد

 

قبل أن يبزغ فجر الثالث عشر من آذار 1964 أغمض عباس محمود العقاد عينيه إغماضتهما الأخيرة بعد أن أغنى المكتبة العربية بمؤلفات متنوعة في الأدب والتاريخ والثقافة  .. وهل يمكن أن نترك مناسبة كهذه تمر دون أن نتذكر معاً سيرة هذا الأديب والمفكر الكبير .. ولو ببعض إشارات ليس إلا .. لأن إعطاء العقاد حقه يحتاج إلى مساحات أوسع وأوسع ..  

ولد عباس محمود العقاد في أسوان عام 1889 ، تعلم حتى نيله الشهادة الإبتدائية فقط ، ثم عمل في مصنع للحرير في مدينة دمياط وبعد ذلك في  السكك الحديدية ، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب، والتحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية وبعد ذلك عمل في مصلحة البرق ولكنه لم يمكث بها طويلاً حيث اتجه إلى العمل بالصحافة لثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهذا ما جعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطر إلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه .

 لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات.

 أما عن أعماله الفكرية الأدبية فهي كثيرة للغاية ويصعب حصرها، لكن بداية ظهوره في الإنتاج الأدبي كان في سنة 1916، وقد ضم ديوانه عشرة أجزاء هي : (هدية الكروان، أعاصير مغرب، وحي الأربعين، عابر السبيل، يقظة الصباح، وهج الظهيرة، أشباح الأصيل، أشجان الليل، وحي الأربعين، بعد الأعاصير، مابعد البعد )

من أشهر أعمال العقاد سلسلة العبقريات الاسلامية التي تناولت بالتفصيل سير أعلام الإسلام، مثل: عبقرية محمد، عبقرية عمر، عبقرية خالد، عبقرية الإمام، عبقرية الصديق، وغيرها.

 ولم يكتب إلا رواية واحدة هي "سارة"، ومن أهم مؤلفاته أيضا: الفلسفة القرآنية، والله، وإبليس، الانسان في القران الكريم ومراجعات في الأدب والفنون.

 منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة.

 اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأستاذ محمود شاكر والدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، وكان الأستاذ سيد قطب يقف في صف العقاد.

 اخْتير العقاد عضوًا في مجمع اللغة العربية بمصر سنة 1940، واخْتير عضوًا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق، ونظيره في العراق، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1959

 وتُرجمت بعض كتبه إلى اللغات الأخرى، فتُرجم كتابه المعروف "الله" إلى الفارسية، ونُقلت عبقرية محمد وعبقرية الإمام علي، وأبو الشهداء إلى الفارسية، والأردية، والملاوية، كما تُرجمت بعض كتبه إلى الألمانية والفرنسية والروسية.

 وأطلقت كلية اللغة العربية بالأزهر اسمه على إحدى قاعات محاضراتها , وسمي بأسمه أحد أشهر شوارع القاهرة .

تجاوزت مؤلفات العقاد مائة كتاب ، شملت جوانب مختلفة من الثقافة الإسلامية, والأجتماعية بالإضافة إلى مقالاته العديدة التي تبلغ الآلاف في الصحف والدوريات .

 محمد عزوز

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية