قالت الصحف

في ذكرى رحيله السادسة..آرثر ميلر..الثائر الأخلاقي..

في ذكرى رحيله السادسة..آرثر ميلر..الثائر الأخلاقي..

2435 مشاهدة

في  ذكرى رحيله السادسة..آرثر ميلر..الثائر الأخلاقي ..

 
الثورة - ثقافة
الثلاثاء 22-2-2011م
لميس علي
عندما وجّه إليه سؤال حول احتفاظه  بأخلاقيات الثائر وهو بعمر الرابعة والثمانين، رد آرثر ميلر: (لا أشعر بأنني بريء  بما فيه الكفاية إلى درجة إعفاء نفسي من شتم الآخرين. وعلى أي حال فإن المرء كلما  كبر في السن يضحك مع نفسه ساخراً من كل شيء). ثائر بكلمات.. ساقتها أخلاقيات جعلته بميول يسارية وليتهم لفترة طويلة بالشيوعية.‏

وعلى ما يبدو أن  فترة الكساد التي عاشتها بلاده- الولايات المتحدة- عام 1929م كان لها أثر في تفتح  وعيه اقتصادياً واجتماعياً، مسببة دمار متجر والده وانتقال العائلة من حالة متوسطة  إلى الفقر.‏

ميلر الذي ولد  في السابع عشر من تشرين الأول عام 1915 م في مدينة نيويورك وتوفي في العاشر من شباط  2005 م، لعائلة من أصل بولندي هاجرت إلى الولايات المتحدة قبل الحرب العالمية  الأولى، عمل بوظائف عدة بسبب اندحار حالهم المادي، لكنه تابع دراسته في الجامعة  والتحق بأحد صفوف تعلّم الكتابة المسرحية.‏

ظروف البلاد  الاقتصادية وتأثره بالأفكار الاشتراكية إلى جانب إعجابه بمسرح هنريك إبسن.. جعلته  جميعها يوظّف المسرح، ويجعل منه أداته لمعالجة أهم إشكاليات الإنسان المعاصر.‏

عرف آرثر بدفاعه  عن الحرية الفكرية وبسبب نشاطه ومواقفه الجريئة أضيف اسمه إلى القائمة السوداء  لهوليوود.‏

أدان السياسات  القمعية بما فيها سياسة بلاده خارجية وداخلية.‏

جاهر بانتقاده  لجورج بوش الأب، كما وقف ضد الحرب على فيتنام، وأفغانستان، والعراق.‏

مساهماته في  مجال حرية التعبير وحقوق الإنسان عرّضته للمحاكمة عام 1957م بتهمة ازدرائه الكونغرس  الأميركي.‏

من أبرز مواقفه  المعلنة، انتقاده لسياسة الاستيطان وقتل المدنيين التي يتبعها الكيان الصهيوني   ،الأهم أنه دعا إلى قيام دولة فلسطينية.‏

يدرج مسرح ميلر  ضمن المدرسة الواقعية الاجتماعية التي اهتمت بحياة عموم الناس وبرفع مستوى وعيهم  وإدراكهم خطوة أولى نشداناً للتغيير.‏

بالعموم نادى  عملاق المسرح الأميركي بوجود مسرح يكون في خدمة الجماهير.‏

من آمن طوال  حياته المهنية بفكرة أن المسرح أداة تغيير تهزّ الإنسان وتطور وعيه لم يكن بعيداً  عما يطرأ من تبدلات على سبل التعاطي المسرحي.‏

عبر عن قلقه على  واقع المسرح كاشفاً عن رأي يعي الحاصل من استهلاك وتهميش لكل (قيمي)، قائلاً: (إن  العمل المسرحي قد تحول إلى سلعة كما تحول كتّاب المسرح إلى موظفين يعملون في  المسارح وحتى المخرجين لم تعد تراودهم الرغبة في تبني المواهب والنهوض بالفن . المعيار الوحيد للنجاح هو ما إذا كان الإنسان قادراً على تحقيق الثروة المادية).‏

أنتج ميلر  بمختلف أنواع الكتابة، لكن غزارة إنتاجه تمحورت في المسرح.‏

العمل الأهم  الذي أدى إلى ظهوره على الساحة الأدبية كان مسرحية (كلهم أبنائي) قصة صاحب معمل حكم  على 21 طياراً شاباً بالموت في الحرب العالمية الثانية، لأنه باع محركات معطوبة  لطائراتهم. حصّلت المسرحية جوائز عدة.‏

بعدها قدم (موت  بائع متجول) التي ترجمت إلى أكثر من عشرين لغة بعد شهور من ظهورها، وكانت حصدت أشهر  جوائز الدراما الأميركية.‏

لم يعرف اسم  آرثر ميلر في الفن السابع من خلال اقترانه بنجمة هوليوود الشقراء مارلين مونرو  فحسب، بل من خلال تحويل الكثير من أعماله إلى أفلام سينمائية حتى قبل تعرفه بمونرو  بوقت طويل.‏

لأن مكتب  التحقيقات الفيدرالي لاحقه في أربعينيات القرن المنصرم حتى عام 1956م بذريعة  انضمامه إلى صفوف الحزب الشيوعي، ترى بعض الآراء المتطرفة أن زواجه من مارلين مونرو  كان تمويهاً لنشاطاته السياسية.‏

تزوج آرثر ثلاث  زيجات، أكثرها صخباً كان من الشقراء (مونرو).‏

ومع ذلك فإن  اقترابه منها جعله يراها بطريقة مغايرة لرؤية الآخرين لها، مكتشفاً بعداً شاعرياً  وطيباً كامناً ماوراء الصورة النمطية (اللاهية) التي ترسخت في وعي المحيطين بها.‏ 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية