أخبار فنية

في ندوة الثورة...المسرح المحلي..واقع وآفاق...

في ندوة الثورة...المسرح المحلي..واقع وآفاق...

1822 مشاهدة

في  ندوة الثورة...المسرح المحلي..واقع وآفاق...

ما يبدد واقع مسرحنا المأزوم صياغة  آليات جديدة لإنتاج العرض وإنشاء البنى التحتية...

الأزمة ليست بالنص أو المخرج  ولافي الممثل .. إنها في آلية إنتاج العرض...

حتى من باب التفاؤل المسرح موجود .. والجمهور لايزال يصفق

 

الثورة : 14461
الأثنين 28-2-2011م

هند بوظو - قصي بدر- عمار النعمة - آنا عزيز....  الخ

 

إن نزول - ديونيزوس- إله المسرح إلى الجحيم هو من أجل البحث عن شاعر حاذق قادر على قول كلمة  شجاعة.

المسرح يتفاعل  مع الراهن الاجتماعي والثقافي والسياسي، وله بالتالي موقف حاسم منه.‏

ما الذي يمنع  إدراجه في حياتنا ليكون فضاء يشغل القدرات الكبرى لعقولنا؟!‏

واقعياًَ المسرح  عصي على الاقتلاع فهو متوافر أبداً ودائماً.. لكنه بالتأكيد يواجه منافسة شديدة  وشرسة من شباك تذاكر السينما وعلى تحد واضح مع نسب المشاهدة للأعمال الدرامية  التلفزيونية التي تسبب في بعض الأماكن هبوط المستوى النوعي للوعي!!.‏

ولا يمكن في حال  من الأحوال تجاهل فكرة المسرح فهو ظاهرة اجتماعية. ونشاط حر.. لايزدهر إلا في ظل  الوعي العام.‏

فكيف يمكننا  إعادة التوازن إليه.. وإنعاشه؟‏

نعي المسرح على  لسان أصحابه ما هو إلا عجز أو حجة غياب لتقاعس عن فعل الممكن.. وحتى اللاممكن .. فالمستحيل بات أكثر من ممكن في قطاع الدراما التلفزيونية.. والسينما تتحضر لفتح  قريب.. على ذمة المعنيين..‏

ويبقى المسرح  مكاناً ليس كباقي الأمكنة.. وحضوره سورياً ليس حضوراً للعاملين فيه.. إنه انعكاس  حضاري.. أولا.. لنظرتنا إليه وتعاطينا معه..‏

إنه حالة من  الدهشة مذهلة تحتاج إلى انحياز كامل له وتوظيف ما يمكن لجعله ثقافة.. وطقساً .. وارتياداً.‏

المسرح هو القلق  والسؤال.. هو مقياس الحرية وسلم الأحاسيس.. وهو أنا وأنت والآخر.. المسرح نحن..‏

هو الرمز .. والمقاومة.. هو الحوار.. والسؤال الذي يطلع من التجربة.. هل نخاف من المسرح.. أم  تخاف عليه؟!.‏

 الأستاذ "ديب علي  حسن" افتتح الندوة بالقول: نجد أنفسنا قد وقعنا في ورطة أمام ثلة من المبدعين  والمتابعين والمختصين والزملاء الصحفيين، لقد اعتدنا في جريدة الثورة أن نقيم ندوة  شهرية والندوة اليوم هي عن أبي الفنون المسرح.. الفن الأول الذي استعار الجميع منه  وهو البحر الذي يعود إليه الجميع أينما ذهبت غيومهم..‏

 ضيوفنا الكرام  مشهورون معروفون لهم باعهم الطويل في المسرح وفي الدراسات النقدية أثروا المسرح  والحراك المسرحي السوري وما نراه الآن من حراك مسرحي في سورية لم يأت من فراغ، مع  أن الدراسات تشير إلى أن المسرح وافد إلينا.‏

نحن أمام سؤال  واقعي حقيقي ما حال المسرح في سورية؟ ما واقعه، ماآفاقه، ماذا يقول المبدعون من  مؤلفين ومسرحيين ونقاداً.‏

 نعتز بهم‏

الأستاذ "عماد  جلول" مدير المسارح والموسيقا: بداية شكر الزملاء الإعلاميين في جريدة الثورة مؤكدا  أننا بحاجة لمثل هذه الندوات، وخاصة بتلك الفترة قبل بداية الموسم المسرحي في  مديرية المسارح والموسيقا وقال: نحن في مديرية المسارح والموسيقا نقول دائما إننا  بحاجة للإعلام والإعلاميين فمهما أنفقنا في مديرية المسارح ووزارة الثقافة على  المسرح في دمشق والمحافظات إذا لم يتم تسليط الضوء على ما نقوم به من خلال أقلامكم،  كأننا لم نفعل شيئاً والدليل على ذلك أن بعض العروض تعرض ولا أحد يسمع بها، وكانت  لي تجربة في مهرجان دمشق المسرحي وكان اهتمام وسائل الإعلام جيداً وكافياً،  وبالتأكيد حقق نتائج إيجابية.‏

وأضاف جلول: في  الحقيقة عنوان أزمة المسرح الذي مازلنا إلى الآن نناقش محاوره وقرأنا عنه الكثير  أتمنى على الإعلاميين أن نغير معاً هذا العنوان ( أزمة مسرح) فكفانا نقول أزمة مسرح  حتى نتساعد معاً لكي نشير للمسؤولين أين الأزمة الحقيقية؟!!‏

لأننا لو فصلنا  عناصر العرض المسرحي بداية من النص إلى الإخراج إلى الفنانين إلى الفنيين الموجودين  في المسرح السوري، فسنقول المسرح في سورية كواقع وأزمة كالتالي: النصوص المقدمة إلى  مديرية المسارح وهي ما يقارب مئتي نص مسرحي يقدمون إلى لجان القراءة، ( دعونا نقول)هناك عشرة بالمئة من هذه النصوص جيدة ولدينا مخرجون كبار مخضرمون ونعتز بهم ومخرجون  شباب يثبتون أنفسهم على خشبة المسرح.‏

ونحن بدورنا  نقدم لهم الفرصة الأولى وقد نتفاجأ بالنتائج الجيدة التي قاموا بتقديمها، أيضاً  لدينا فنانون مسرحيون معظمهم من نجوم الدراما وقد خرجوا من المسرح والتقنيون الذين  يعملون مع كبار المخرجين يعملون بإبداع كبير وبشهادة مخرجين كبار.‏

إذاً: الأزمة في  المسرح هي أزمة أنظمة وقوانين في سورية وأزمة تمويل، بمعنى حتى الآن نحن نتعامل  بقوانين عام 1961 أي منذ تأسيس المسرح القومي في سورية، وما يناسب عام 1961 لم يعد  يناسب 2011 وربما إذا بدأنا بتحديث القوانين والأنظمة يجب علينا أن ننتهي اليوم..‏

ليس من المعقول  أو الممكن في مديرية المسارح بتمويلها الذي يزداد بجزء بسيط سنوياً أن نطالب  بالمهرجانات التي تقام، وبتوسيع الخارطة الجغرافية لسورية كمسارح قومية، فنحن أسسنا  مسرحاً في إدلب وفرقة لمسرح قومي قدمت أكثر من عمل مسرحي للأطفال وأسسنا مسرحاً  قومياً في الحسكة، وأصبح لدينا مسرح قومي في السويداء وفي حماة..‏

والطامة الكبرى  إذا بدأنا في المقارنة بين أجر أي فنان يعمل في التلفزيون مع فنان يعمل في المسرح،  فما بالكم لو كان هذا المخرج كبيراً ومخضرماً ونحن لانستطيع أن نقدم له ما يناسب  أجرة «بنزين سيارته! هناك عدة أخطاء‏

المخرج "مانويل  جيجي" أشار إلى أن الأزمة هي أزمة حضارية، بمعنى أنا أصبح لدي ما يقارب 57 عملاً،  ولم أذكر في يوم من الأيام أنني تقاضيت مكافأة مالية تكفيني لمدة شهر وحتى الآن لو  أردت العيش من المسرح فهذا مستحيل إلا إذا قسمت نفسي في عدة أماكن ومع ذلك فإن  المسرح في دمي، وفي النهاية كلنا نعمل من أجل المسرح وفائدة الجمهور.‏

وقال جيجي : الخطأ ليس من مكان واحد وإنما هناك عدة أخطاء وعدة أمكنة عندما نجمعهم نصل أمام شيء  صعب، الأزمة متعلقة بالأمور المادية والحالة التنظيمية والتحضيرية للجمهور.‏

الآن عدد سكان  مدينة دمشق 6 ملايين، لدينا مسرحان القباني والحمراء وهذان المسرحان لم يتغير  عددهما حتى الآن، بالإضافة إلى القوانين الموضوعة منذ عام 1961 بعد كل هذا كيف  سنصنع مسرحاً؟!!‏

علينا القول:‏

لمن نريد أن  نعلّم المسرح، حتى يكون هذا الشيء حاجة ليس فجأة نأتي بعد أن يصبح الإنسان عمره 20  عاماً ونقول له: تعال إلى المسرح ولذلك أنا كمخرج أقول:‏

المسرح يجب أن  يبدأ مع الإنسان منذ الطفولة وإذا لم يبدأ منذ الطفولة فأنا أرى أنه لايوجد مسرح..‏

فالمسرح قمة  الحضارة ولهذا يجب على الطفل أن يرى عروضاً مسرحية وبالتالي يشعر أنه في المستقبل  بحاجة لمتابعته.‏

إذاً: أنا طرحت  عدة أبواب ويجب أن تفتح تلك الأبواب على بعضها وإذا لم تطبق هذه القرارات بشكل عملي  فلن يكون لدينا مسرح.‏   ! 

 

 العلاج غير  متوفر‏

 "هشام كفارنة"  مدير المسرح القومي قال: أعتقد أن الهم واضح الأعراض والتشخيص محدد إذا اعتبرنا أن  هناك أزمة مسرح، وليس عصياً على أحد أن يعرف المشكلة الحقيقية التي تعترض آلية  الإنتاج المسرحي وإنما المشكلة الأكبر أن العلاج لهذه الأزمة غير متوفر..‏

الأزمة تبدأ من  أزمة نص مسرحي، فإذا أردنا بقراءة بانورامية لما ظهر من أسماء على مستوى الكتابة  المسرحية لا نستطيع أن نتجاوز تلك الأسماء التي ولدت في أواخر الستينيات وفي مطلع  السبعينيات، والآن عندما نحاول أن نتذكر معاً وننبش في ذاكرتنا أسماء المؤلفين  المسرحيين فإننا سنذهب إلى أسماء محددة، وإن شهدت سورية كتاباً جدداً فأعتقد أنه لم  يتم تسليط الضوء عليهم ربما لأن زماننا هذا له خصائص مختلفة استطاع أن يسعر من  إمكانيات المتلقي باتجاه التلقي الفردي من خلال الانترنت وغيره.‏

الفن المسرحي فن  مركب الصناعة، فهو اجتماعي الإنتاج والتواصل، بمعنى هناك ضريبة يجب أن يدفعها  المتلقي عندما يقرر الذهاب إلى المسرح.وهناك بعض المسائل التي تثير الأزمة وأنا  أعتقد في مقدمتها أزمة التسويق والإعلان عن العرض المسرحي، فمازالت الآليات  المعتمدة آليات بالية وإن كنا قد بدأنا إلى حد كبير نتلمس فضاءات جديدة لإشهار  عروضنا المسرحية، حقيقة نحن في عصر الإعلام والإعلان وهناك قاعدة تقول: إنه مهما  كان الحدث مهماً وجلياً فإذا لم تكن هناك مكافآت إعلامية وإعلانية مرافقة لهذا  الحدث فإنه سيبقى في الظل وسيفقد الجزء الأهم من قيمته.‏

على مستوى  الإخراج المسرحي شهدت سورية أيضا في فترة زمنية محددة إيفاد الكثير من الزملاء  الدارسين إلى بعض الدول التي تربطها بسورية بعض الاتفاقيات إلا أنه مع انتهاء  الاتحاد السوفييتي وتفككه انتهت تلك المسألة.‏

كان في تلك  الفترة يأتي إلينا الكثير من الأساتذة المختصين في الإخراج المسرحي وفي فترة ما  توقف هذا التدفق وصرنا نعتمد ذاتياً وأصبح الأمر مرتبطاً ببعض الذين لديهم مواهب  متميزة والذين ينساقون إلى فن الإخراج.‏

هناك في المعهد  العالي للفنون المسرحية مادة (الإخراج المسرحي) ولكن ليست بذلك التخصص والتوسع ومع  ذلك أتيحت في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينات الفرص الكثيرة لبعض هؤلاء  الزملاء، منهم استطاع أن يقف على قدميه إلى حد ما، ومنهم من قام بتجربة واحدة أو  اثنتين على الأكثر وانصرف إلى شؤون أخرى.‏

إذاً نحن في  مديرية المسارح نتعامل مع شريحتين ممن يعملون في المسرح، الشريحة الأولى: وهي  المرتبطة وظيفياً، أي الزملاء الذين يتقاضون راتباً لقاء عملهم في المسرح وقسم من  هؤلاء رغم أنهم يتقاضون راتباً صغيراً إلا أنهم انصرفوا نهائيا عن العمل في المسرح  وهم أسماء نجوم يحصلون على مبالغ هائلة في التلفزيون ويأتون في نهاية الشهر  ليتقاضوا راتباً على الرغم من أنهم منذ سنوات طويلة لم يقوموا بأي عمل..‏

الشريحة  الثانية: وهي التي تعمل على الإنتاج، أي عندما يشاركون في عرض مسرحي يتقاضون  مبلغا.‏

إذاً: الأزمة  المسرحية هي أزمة عالمية والمسرح السوري بخير.‏

ويضيف كفارنة أن  هذا التطور التقني الهائل الذي نعيشه له انعكاساته في اتجاه التعاطي مع الفنون، عبر  تفعيل إمكانيات التلقي بالانفتاح على فضاءات الانترنت للحصول على مادة الكترونية  يمكن أن تجعلني كمتلق في ظروف مريحة جداً للتلقي ومتابعة أحدث الأعمال الفنية  وأهمها والتي يمكن أن تنتج في أنحاء العالم كافة.‏

ورافق هذا  التفعيل في مساحة التلقي تكثيف في اتجاه آخر، فالآن نرى أن المتلقي يقرأ ويتنور  ويبحث حتى يستطيع تكوين فكرة ما عن عالم فني معين مسرحي أو سينمائي أو تلفزيوني،  وذلك بالخروج عن تقاليد معينة، ومثال ذلك رؤية عمل فني معين ومجزأ مرة واحدة، ليصبج  التلفزيون كوسيلة اتصال وتواصل خارج إطار الاهتمام.‏

فمنذ عقود كانت  شريحة كبيرة من المجتمع تتابع عملاً درامياً في ساعة معينة على الشاشة الصغيرة  والوحيدة وأقصد مسلسل أسعد الوراق، فتكاد الشوارع تخلو من المارة في هذا الوقت، أما  اليوم فيمكننا تسجيل مجموعة من الحلقات ومتابعتها في وقت فراغنا ضمن ظروف معينة،  هذا بالنسبة للتلفزيون فما بالنا بالمسرح؟ فاليوم إن لم تكن النتيجة محسومة وأقصد  التأكد من متعة العرض وجدواه فلن أتجشم عناء الذهاب إلى المسرح، فكما أن المسرح  مغامرة فإن الذهاب لحضور العرض المسرحي مغامرة أيضاً.‏

إلا أنني أستطيع  الجزم بأن المسرح مازال بخير، والدليل أنه عندما نشارك كمسرحيين سوريين في مهرجانات  عربية دولية فإن العروض المحلية تحتل مراكز الصدارة.‏

ويرى كفارنة أن  الفنان المسرحي مغمور، مقهور، حيث إن الاهتمام بمن يعمل في الأعمال التلفزيونية ولو  لدور واحد في عمل فني معين يتجاوز كثيراً الاهتمام بمن لديه تاريخ مسرحي طويل وهذه  مسألة لا بد أن ينظر فيها.‏

كذلك فإن كفارنة  لا يبرئ الإعلام من مسؤولية تحمل جزء كبير من الأزمة المسرحية التي نعيشها ولعدة  أسباب، ففي بعض الأحيان يرى أن القسوة هائلة في التعاطي مع المسرح، وفي نهاية حديثه  يرى أن غايات المسرح تتكامل بالعملية النقدية.‏

 المسرح في موقف  حرج‏

أما الدكتور " تامر العربيد" المدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية فيتحدث بدوره تحت عنوان  الأزمة التي يعيشها المسرح المحلي فيقول: المسرح بطبيعته متعب لمبدعيه، فهو ليس  فناً مريحاً عموماً ولكل دولة ظروفها فيما يخص هذا الفن، فحالة التعب هذه أو الأزمة  التي نتحسسها موجودة ولكن مختلفة بين بلد وآخر.‏

إنما حالة  مسرحنا تدفعنا للتساؤل، لماذا لا نراه في حال أفضل مما هو عليه؟‏

وفي محاولة  الإجابة أعاين الواقع المسرحي، فلا أرى وجوداً لأزمة نص، لدينا الكاتب المهم ولدينا  النص الجيد، من ناحية أخرى لدينا الممثل المسرحي المبدع ولدينا المخرج القادر  بجدارة على بناء عمل مسرحي مهم، إذاً لدينا كل عناصر ومقومات المسرح الذي نبحث عنه،  وهذا ما نتلمسه تاريخياً، فعندما كتب سعد الله ونوس وممدوح عدوان ورياض عصمت ووليد  إخلاصي، إنما كتبوا بفترة كان فيها الفكر متحرضاً، والظروف السائدة تتبنى الفكر  وتتبنى الأدب والإبداع، وكان للإعلام دور كبير في هذا الأمر.‏

بينما اليوم  يبدو أن السؤال الملح هو: ماذا نهيئ للمخرج كي يخرج بشكل صحيح؟ وماذا نقدم للكاتب  كي يكتب ويعبر ويقدم نصاً وماذا نقدم للممثل كي يأتي إلى المسرح وكواليسه؟‏

لدينا الكاتب  المسرحي والممثل والمخرج، بماذا قمنا كي نتبنى طلال نصر الله وعدنان عودة وكوليت  بهنا وعبد الله الكفري، وأسرد أسماء أخرى كتبت على الأقل نصاً أو نصين مقتنع تماماً  بأنها تستحق أن تجسد كعروض ونراها على خشبة المسرح.‏

ونحن بأمس  الحاجة لوقفة حقيقية نعيد النظر فيها بآليات إنتاج العمل المسرحي، ونحن هنا بحاجة  لآليات موضوعية، وإن كنا في وزارة الثقافة نؤمن بضرورة هذا الفن فعلينا أن نضع لهذا  الفن أسساً وآليات جديدة تخدمه بشكل حقيقي.‏

وهنا لابد من حل  لإشكالية تتعلق بالإمكانات المادية، فلا يجوز أن نسمع من مخرج يشتكي ويقول إنه يقوم  بعمله مقترضاً المال من هنا وهناك وبالأحرى «شحادة» وهذه حقيقة مؤسفة لحال هذا  المبدع، لماذا لا ينتج وهو في حال من الارتياح، كذلك لا ينبغي أن يترك ممثل ما  العمل المسرحي قبل يومين من بدء العرض أو خلال العرض لأسباب تتعلق بالأجر أو  بالتزامه بالعمل.‏

وبالطبع هذا أمر  غير متعلق بأشخاص بل بآليات سائدة، في وقت لدينا فيه جهة رسمية معنية بالمسرح ومن  أبرز مهماتها الاهتمام به، فنحن متهمون بأن لدينا وزارة تهتم بالمسرح، وأسميه  اتهاماً لفقدان آليات واضحة وموضوعية، وفي الحقيقة يجب أن يكون اهتمام وزارة  الثقافة بالمسرح ميزة لنا كمسرحيين.‏

والحقيقة اليوم  هي أننا نحاول لملمة الشكل أو الحالة التي وصل إليها المسرح في الوقت الذي علينا  فيه أن نطور، وللأسف كان وضع المسرح في السابق أفضل بأشواط.‏

وأقول إن ما  يهمنا اليوم هو إعادة صياغة آليات إنتاج العرض المسرحي وليس عدد العروض  المسرحية،إضافة للعمل على تحديد نواظم وآليات تضبط عملنا أسوة بالمؤسسات الأخرى  التي تسير على هدى أنظمتها الداخلية، فنحن بحاجة إلى ضوابط محددة وثابتة تحسم  الأمور وتلزم المدير في المسرح بالعمل الإداري الصحيح و بوضع خطط معينة يصار إلى  تنفيذها لنوجد ظروفاً مواتية ومناسبة للإبداع، كي ينتج الكاتب والممثل والمخرج في  مناخات مناسبة.‏

نعم توجد أزمة  يعيشها المسرح السوري إنما لا ترتبط بالكاتب والمخرج والممثل بل بآليات وجودهم  وعملهم وإنتاجهم.‏

ويرى الدكتور   "تامر العربيد" أن العمل المسرحي منتج ثقافي يحتاج لآلية تسويق وأخبار ناجحة كأي منتج  آخر، ولأنه منتج فني وفكري فهو بحاجة لدراسة إعلانية أعمق وأعقد للوصول إلى الجمهور  الذي هو غاية المنتج الفني هذا أو هدفه، ويشير إلى أن الترويج والإعلان الناجح يسهم  إلى جانب عوامل أخرى في نشوء جمهور مسرحي والذي يحقق حضوراً مسرحياً، ويتساءل: ألا  نريد أن تتحقق الحالة والغاية التي من أجلها أوجدنا المسرح؟ ويقصد الجمهور، وبالطبع  فإن العملية متكاملة، فلا يمكن أن تستمر بعض الإشكاليات كأن يتم بدء الإعلان في  الصحف عن عمل مسرحي أثناء عروضه الأخيرة، أو أن نرى عدداً معيناً من أشخاص محددين  يترددون إلى المسرح، دون أن يرفدهم رواد جدد للمسرح.‏

فيطرح سؤالاً  فيه من السخرية القدر الكبير بقدر ما فيه من أسى ليقول: هل نقدم عروضاً مسرحية، من  أجل المسرح فقط؟ والمقصود هو الجمهور.‏

ويؤكد في نهاية  حديثه أن المسرح المحلي  في موقف محرج حيث إن البدائل موجودة وهي تنافسه بشراسة.‏

 الزمن يعود إلى  الوراء‏

أما الباحث  والناقد المسرحي الدكتور "نديم معلا" فقد تحدث عن إشكاليات عديدة في المسرح وتبدأ  بالبنى التحتية مروراً بالمهرجانات وتغييب الكتّاب الشباب ونوعية النصوص، انتهاء  بمن تقع على عاتقهم مسؤوليات العمل المسرحي ليشير في النهاية إلى آلية إصلاح الواقع  المسرحي، حيث يقول: قبل عقدين ونصف شاركت بندوة تناولت ذات الموضوع وبعد فترة من  ذلك التاريخ تكرر طرح الموضوع ذاته، والآن وبعد مرور هذا الزمن الطويل نعود ونتحدث  عن أزمة مسرحنا، لأرى أن أحد المفكرين الطليان كان محقاً عندما قال متسائلاً، من  قال إن الزمن لا يعود إلى الوراء؟ وأرى اليوم أنه محق والواقع يؤكد ذلك.‏

لدينا مشكلة  ملتصقة بالنقد الأدبي والنقد المسرحي أيضاً، مشكلة بنيوية ضاربة في العمق، وكل  محاولات الإصلاح لم تجد نفعاً، بدليل أننا نلتقي مرة أخرى لطرح السؤال نفسه.‏

هناك ما يسمى  بالبنية التحتية كمسرح القباني والحمراء، وأريد أن يخبرني أحد لماذا لا نرى سوى  هذين البناءين اللذين أنشئا منذ نصف قرن؟ بعد هذا الزمن الطويل وهذه التطورات.‏

اقترحت ذات مرة  أن تكون مناسبة دمشق عاصمة الثقافة العربية فرصة للترميم أو إنشاء بعض الأبنية  المسرحية، وذلك لوجود سيولة مالية خطيرة، ولم يقم أحد بمثل هذا المنجز، واقترحت  أيضاً أن نستفيد مما يخصص من ميزانيات كبيرة تنفق على المهرجانات السينمائية أو  المسرحية.‏

فما معنى أن  تدعى وجوه كانت قد دعيت قبل أكثر من ثلاثة عقود، ومنهم وجوه استهلكت ولم تعد  فاعلة؟‏

وأقول إن من  يوجه الدعوات لا يكلف نفسه عناء البحث عن وجوه وتجارب جديدة في المسرح العربي  والثقافة العربية بل يعود إلى الدفاتر القديمة بشيء من اللامبالاة، والمشكلة أن  الترتيبات توكل إلى شخص معين،وهو من يضع محاور الندوات، وهو من يدعو الضيوف، وأنا  شخصياً رأيت أحد الضيوف في إحدى دورات مهرجان دمشق المسرحي وهو ليست له أي مساهمة  حقيقية في المسرح، فلماذا يدعى هذا الشخص؟ والمسألة الأهم لماذا لم يدع مسرحيون  سوريون، وما يحصل هو جزء من اللامبالاة؟‏

فيما يخص البنية  التحتية لم تبن المسارح، وأما البنى التي أسميها فوقية فأقول إنه منذ أربعة عقود  ونحن نطالب بما يسمى ريبوتوار مسرحي ومعناه أن يكون لدينا خلال موسم مسرحي معين عدد  من العروض وليس عرضاً واحداً، ولم يحدث من هذا القبيل شيء حتى الآن.‏

وما يعقد  المشكلات في مجتمع النخب المسرحية هو تعيين شخص معين.‏

دون أن يكون قد  تأهل أو تدرب أو استفاد أو اكتسب خبرة لتتفاقم المشكلات.‏

من جهة أخرى،  خلال السنتين الماضيتين لاحظت أن 90 بالمئة من النصوص أجنبية! لماذا؟ ابحثوا عن  كتّاب شباب، وهم موجودون، أنتم من يجب عليه البحث عنهم!‏

فهناك خمسة  كتّاب على الأقل من الموهوبين ممن تخرجوا من المعهد واستقطبتهم المراكز الثقافية  الأجنبية وقدمت لهم منحاً للدراسة في الخارج، مؤخراً تم عرض مسرحية تحت اسم (تيامو ) ولاحظت أنه اسم غريب وذهبت لأرى ما الذي يقوم به الشباب، لأجد أن العرض عبارة عن  الفيديو كليب الغربي الذي أعيد انتاجه على خشبة المسرح، والأبرز فيما قدم هو الخواء  الفكري بالمطلق مع انعدام قيمة معرفية له وهذا أشعرني بالخيبة.‏

وهناك أيضاً  نصوص أجنبية ينتقيها بعض المخرجين وهي لم تعد راهنة إن لم يكن فيها خط إنساني يخرج  النص من عنصري الزمان والمكان، فما الجدوى من نصوص تم إنتاجها قبل سبعة عقود ضمن  ظروف معينة بعيدة عنا كل البعد؟‏

فيما يخص الأمور  الإجرائية أقول إنه توجد في مديرية المسارح لجنة نصوص، أعضاؤها مازالوا منذ 35 سنة  هم أنفسهم ثم ما المعايير التي يتبعها السادة أعضاء هذه اللجنة؟ والدليل هو ما نراه  اليوم على خشبة المسرح.‏

لماذا لا يحدث  تجديد بهذه اللجان وتوضع لها معايير، توجهوا للشباب، ما الذي يمنع من تطعيم هذه  اللجان بالشباب؟ فالنخب الثقافية باتت تعاني من مشكلات.‏

انظروا إلى  أعداد مجلة الحياة المسرحية الأخيرة وقارنوها بأعداد السبعينيات، ودققوا بالملفات  التي كانت تفتح والمشروعات التي كانت لدينا، لتجدوا أن المجلة اليوم قد تحولت إلى  مجلة أقل من شعبوية.‏

نحن ندفن رؤوسنا  بالرمال وندعي أن كل شيء بخير، ولكن لا، ليس لهذا الكلام أساس من الصحة فيجب أن  نواجه المشكلات دون الالتفاف عليها، أما خطاب مديح الذات فقد مللنا منه، فإذا كانت  لدينا رغبة حقيقية في إصلاح المسرح يجب أن يكون على رأس هذا الإصلاح أناس عارفون  بالمشكلات المسرحية.‏

من جهة أخرى كان  للمخرج فيما مضى مشروعه الخاص، هناك موضوعات تلفت انتباهه، يدرك تماماً لما يريد أن  يقدم ضمن رؤيته المجددة أما اليوم فلا نجد مخرجين بهذا المعنى إلا القليل ممن لديهم  مشروعات جدية.‏

ليست المشكلات  مادية فقط بل أيضاً ثقافية وفكرية، وبعيداً عن الإيديولوجيات الأدبية هناك أزمة  بنيوية، وللتلفزيون تأثير في هذا لكن عندما ظهرت السينما وكانت في البداية صامتة  قال البعض (على المسرح السلام)، ومع ذلك ظهرت أهم التجارب المسرحية في النصف الثاني  من القرن الماضي وكذلك أهم المسرحيين تحت يافطة واحدة اسمها سحر المسرح، ولا أقصد  بسحر المسرح أن نكون صوفيين أكثر من الصوفيين وإنما أقصد ذلك الإيمان أن للمسرح  لغته الخاصة، فالمجازية تميز المسرح عن الواقعية المباشرة الموجودة في التلفزيون،  واليوم نسمع الكثير عن تلفزيون الواقع.‏

المسرح شيء  مختلف فلا تستطيع في المسرح أن تنقل الواقع الطبيعي أو ما يسمى بالموقع أو اللوكشن  كما هو، عليك أن تتعلم في المسرح أيضاً أن تكون شاعراً وكيفية حصول هذا.‏

وأخيراً أقول إن  ما يجري هو عدم وجود خطوات جدية لإصلاح الوضع المسرحي في جوانبه كافة.‏

تساؤلات الحضور‏

التساؤلات التي  تم طرحها واغتنت بها حوارات المشاركين في الندوة فقد تكاملت مع آراء الضيوف الذين  تحدثوا عن أزمات المسرح وضرورة تجاوزها، أحد الأسئلة تمحور حول على من تقع  المسؤولية؟ ولماذا لا تتم المتابعة من قبل الإدارات المتعاقبة على مديرية المسارح  والموسيقا وكيف تتم محاصرتها؟‏

مدير المسارح  والموسيقا عماد جلول أكد أن أزمة المسرح لابد أن تلقى الدعم من قبل الحكومة لأن  أزمة التمويل تحديداً هي العقبة الأكثر تأثيراً في هذا السياق، والأزمة نفسها أزمة  قديمة - حديثة، حيث يرزح المسرح تحت عبئها الثقيل فلا توجد أزمة كوادر فنية ولا نص  ولا مبدعون، وإن وجدت أزمات فهي إحدى تبعات الأزمة المالية وبهذا يعجز المسرح عن  استقطاب النجوم ثم الاحتفاظ بممثلي المسرح أو احتواء الكتّاب والإبداعات الشبابية  الجديدة، رغم أن الباب يبقى مفتوحاً أمام الجميع، كما أشار الاستاذ /هشام كفارنة / إذ تستقبل مديرية المسارح الإبداعات بشكل رسمي أو يتبنى أحد المخرجين النصوص التي  يرونها مناسبة، مثلما أكد الدكتور /تامر العربيد/ فقال: مسألة اختيار النصوص  وتنفيذها لا تكون تحت عنوان الإلزام، فليس بالضرورة أن يتم التبني للنصوص المعروضة  كافة والحالة ككل تدخل في إطار إمكانات المخرج بتنفيذ النص على الخشبة لأن الفن ليس  وظيفة وإنما هو حالة إبداعية.‏

وحول العلاقة  بين الأجيال المسرحية أشار الدكتور "نديم معلا" إلى حتميتها وضرورة استثمارها في مجال  الإبداع المسرحي فقال: مشكلات الأجيال موجودة دائماً، لكن يبقى جيل الشباب يجسد  المستقبل الذي لا يمكن التفكير فيه دون العناية بالشباب وخاصة أن الشباب هو جيل  الثقافة البصرية والانترنت، جيل ثقافة الصورة، والمسرح من جهة ثانية لم يعد ذاك  المجال الذي يستقبل التجريب البلاغي، بل هو وسيلة ثقافية تعتمد اللغة البصرية  الخاصة، إذ يمكن للإيماءة الجسدية فيه أن تعطي دلالات متعددة تعود لدلالة واحدة  وهذا ليس موجوداً إلا في عالم المسرح مقارنة بكل الأشكال الإبداعية الأخرى، لا في  الرواية ولا الشعر ولا القصة، فالمسرح هو لغة الجسد بامتياز، من هنا يجب الأخذ بيد  الشباب الحالي والذي ينتمي إلى ثقافة الصورة وهنا لابد من الذكر بأنه يوجد شباب  متميزون على صعيد الكتابة المسرحية وهذه مسؤولية مهمة على المسرح السوري أخذها بعين  الاعتبار ثم استقطابهم.‏

ثم تابع الدكتور  معلا كلامه حول النقد المسرحي وأهمية حضوره بالشكل الأكاديمي الصحيح، فأشار إلى  غياب النقد في المشهد المسرحي كله، رغم أنها مسؤولية ثقافية وأخلاقية وتربوية،  فقال: ما نقرؤه في الصحف ليس نقداً على الإطلاق وآخر مقالة قرأتها وجدت فيها  مصطلحات لا تعد ولا تحصى بعيدة كل البعد عن مصطلحات النقد الأكاديمي الصحيح وما  يقدم تحت عنوان قراءات نقدية، ليس له علاقة بالنقد، وخصوصاً أن من يكتبه ليس بدارس  للنقد، أما الدارسون فيتجهون لكتابة السيناريو أو الإخراج وغيرها من المجالات  الأخرى غير النقد.‏

وبالنسبة لغياب  لجان التقييم والتقويم والجوائز في مهرجان دمشق المسرحي، فقد كثرت الآراء التي  عارضت ذلك، رغم أن رد مدير المسارح والموسيقا الاستاذ "عماد جلول" كان مؤيداً لغياب  الجوائز لأسباب عديدة إذ اعتبر أن المهرجان بهذه الميزة يبقى في دائرة متميزة من  النزاهة والمحبة كما أن القرار نفسه يدخل في إطار سياسة وخطط وزارة الثقافة من أجل  التحفيز وتوسيع دائرة التواصل مع الساحات الثقافية الأخرى دون أي اعتبارات أخرى،  وفي هذا السياق قدم الدكتور تامر عربيد رأيه قائلاً: إن حضور الجوائز أمر مهم  وضروري لأي مهرجان مسرحي ليكون مشجعاً ومحفزاً نحو عروض مسرحية نوعية، فالجوائز  تجسد معطيات يقصد بها التطوير والارتقاء بمستوى العروض المسرحية والابتعاد عن  الاستسهال، فالجوائز في أحيان كثيرة هدفها هو خلق القلق الإبداعي على مستوى  العروض.‏

لا تعترينا شهية  إحراج أحد .. ولكن عند الحاجة نفعلها..‏

الحديث  برومانسية عن حاجتنا للمسرح.. والتأسف على غيابه (أو شبه غياب) وتحميل قوانين قديمة  رثة تتحكم (بصناعة المواسم المسرحية) والتأسف على حال صالاتنا القليلة المهترئة.‏

واعترافاتنا  المتواصلة بأن لدينا طلاباً يمتلكون طاقات هائلة.. من حيث الموهبة، وتقديم العروض  بظروف مجحفة.. وتأسفنا لافتقادهم لمكان يطلقون فيه تجاربهم، بينما المراكز الثقافية  (الفرنسي والبريطاني.. مثلاً) تتلقفهم وتعطيهم الفرصة والأمان والمكان، والزمان..‏

الاعتراف  بالخطأ.. لا يكفي وحده لصنع مسرح.. خرجنا من الندوة ببعض من هذه الاعترافات ليست  لدينا أزمة نصوص، ولا أزمة مخرجين.. وبالتأكيد لا أزمة مع الجمهور لكن بالمقابل،،  لدينا قوانين بالية قديمة، وأجور لا تغني ولا تسمن من جوع.. ومؤسسات تتهيب المطالبة  برفع سقف التمويل، أسوة بغيرها التي أصرت أن تذهب للأخير.. من باب أنه لا يضيع حق  وراءه مطالب.. (مُلِح، ومُصِر).‏

»الصدق يسبب  ألماً أقل من الألم الذي يسببه تزييف الحقائق».‏

لهذا.. نطالب  بمسرح (متفائل) وإرساء عالم «مسرح أدبي» يكون دائماً في مصلحة الدولة.‏

إذا كان دور  المسرح هو خلق شعب يستيقظ كل صباح فرحاً بفكرة لعب دوره في الدولة، فإن أقل ما يمكن  أن تقوم به الدولة هو صنع شعب يكون مستعداً كل مساء (وبنضج) من أجل المسرح.‏

إن العلاقة  متبادلة إذاً بين المسرح والدولة - وإذا كان موليير قد لعب دوراً مهماً بالنسبة  لفرنسا.. فإنه ما كان ليحقق ذلك لولا أن المؤسسات وتأمين التمويل.. كان وراءه..‏ 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية