مهرجانات منوعة من العالم العربي

في يومه الأخير من أجواء المنافسة...

في يومه الأخير من أجواء المنافسة...

1691 مشاهدة

المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف بسيدي بلعباس

في يومه الأخير من أجواء المنافسة...

   في ظل أجواء المنافسة التي يعرفها مهرجان سيدي بلعباس للمسرح المحترف في دورته الرابعة 2010 ، عرف ركح المسرح عرضا مسرحيا وحيدا في آخر يوم من المنافسة وذلك بسبب تخلّف فرقة " فن الخشبة"  لولاية أدرار بسبب حادث مرور أصيب فيه فردين من الفرقة قبيل المهرجان بأيام معدودة ، مما اضطر الفرقة الى عدم الحضور الى العرس الثقافي بعاصمة المكرة .

العرض المسرحي المبرمج في السهرة كان لفرقة " ولد عبد الرحمان كاكي"  من مستغانم  بعنوان

" خيط الرّمل" ، وسط سينوغرافيا أقل ما يقال عنها مميّزة صورت أحداث عرض مشحون بالصراع ليؤرخ لحياة حبلى بالخير والشر في ميلاد جديد للحياة ونفور من الموت ، بين كوكبة من السّجناء الذين ختم على ماضيهم بالأسود الدّاكن حيث اقترفوا سلسلة من الجرائم ...

في محاولتهم التحرر من القيود يكون لهم ذلك، وسط أمل واعد بغد مشرق، فكان " خيط الرمل" خيطا رفيعا للتحرر من الضغينة وقلب صفحات الماضي وتلوينها بالحاضر والمستقبل... ليكون لكل ذي حق حقه، ولكل حرّ نصيب من الحرية والتمتع بالأيّام القادمة.

**************************************************


المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف بسيدي بلعباس

الفنان  علي عبدون عضو في لجنة التّحكيم ومؤسس فرقة العفسة

لابد من التكوين والتوجيه الإعلامي ...

عندما تقترب منه ، تعرف من الوهلة الأولى أنه إنسان مفعم بالطموح وكثير من الأسف والحيرة في مقلتيه ، علاقته بالفن الرابع علاقة حميمية الى أبعد مستوى لأن الدّم الساري في عروقه زمرته

" فـــن".

انه الفنان " علي عبدون"  هاوي وممارس مسرحي ، مقتبس ، مبدع ومخرج للعديد من الأعمال المسرحية ، ويعتبر منشطا للفعل المسرحي على مستوى ولاية تلمسان التي تعتبر فضاء رحبا للإبداع والتواصل مع كل مهتم بالرّكح ،  أشرف على العديد من الفرق والجمعيات المسرحية  مكوّنا للطاقات الشابة عن طريق ورشات فنية تكوينية نذكر من بين تلكم الجمعيات : التحدي ، ندرومة،محمد ديب وغيرها مركزا على كل القواعد المسرحية المعروفة من كتابة ، شعر ، إلقاء وفضاء  ... مانحا كل جمعية حصتها من التكوين .

مع إشرافه على التكوين الأمر لم يمنعه من تأسيس تعاونية " العفسة" سنة 2000 لتكون ذات بصمة مسرحية وكان له هذا عن طريق إخراج العديد من الأعمال التي حصدت العديد من الجوائز سنوات   2007 ، 2008، 2009 مع مشاركات واسعة في العديد من المهرجانات .

عن الحركة المسرحية  أكّد لنا السيد " عبدون" أن الوسائل المادية متوفرة والاتجاهات الجمالية واردة لكن لابدّ من عملية توسيع الممارسة للوصول الى الدّروب الكبيرة ، كون النشاط المسرحي لا حدود له مع تواجد كمّ هائل من الفرق، الجمعيات والتعاونيات المسرحية التي لابد لها من سلك الدّرب الأنسب وانتهاج إستراتيجية التكوين والمتابعة الميدانية للوصول الى قمّة العطاء والموضوعية في الطّرح الدرامي .

وفيما يخص التأرجح بين التأليف والاقتباس ، فالكل حسب ما أدلى به ينطوي تحت راية الإبداع، الأهم في كل هذا اكتساب روح اللغة والحفاظ على الإطار العام للعمل المسرحي  ، والشيء الملاحظ في المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف بسيدي بلعباس في دورته الرابعة كل الأعمال المتنافسة سجّلنا خمسة أعمال مبدعة تأليفا ، وعملين فقط مقتبسين ، الأمر الذي يجعلنا نستنبط أن ثمّة إبداع لكن لم نتوصل الى اكتساب روح اللغة فالأداء اللغوي قاعدة أساسية في الأعمال المسرحية وهنا يعود الأمر الى المرجعية التي نربطها بالتكوين مرة أخرى .  

عن التكوين الذي تحدّث عنه أكّد أنّه لابدّ من توصيل الغاية عن طريق خلق حلقة تواصل مرتبطة ببعضها البعض ، لإحقاق النظام المنشود على جميع الأصعدة ، بخاصة في حقل الإعلام إذ لابدّ من التشهير لجل التظاهرات الثقافية ليس المسرحية فقط باعتبار الجزائر غنية بتراثها وارثها الفني ، بخاصة وسائل الإعلام السمعية البصرية التي من أولوياتها توصيل رسالة الفن وصدى الإبداعات والإشكالات المطروحة ، فتواجد قناة ثقافية تعنى بالتظاهرات ومتابعتها أمر ضروري ولا مفر منه ، فالإعلام سلاح ذو حدين وهو مرآة أية أمّة تسعى لفرض مكانتها على الصعيد الفني.

وعن مشاركته في مهرجان سيدي بلعباس للمسرح المحترف عضوا في لجنة التحكيم ، صرح لنا ذات المتحدّث أنّ المستوى في طبعة 2010 متوسّط مقارنة بسنوات مضت ، وهذا المستوى مرتبط ببعض الألم كون أهل الحرفة حسب تصريحاته كانوا دون المستوى المنشود ، وهذا لا يمنع من أنّنا سجلنا طاقات شبانية بارزة لها من المؤهلاّت ما يستحقّ الذّكر مع ضرورة اعتماد قاعدة التكوين لتلكم الطاقات والمواهب ....

وعن جديد تعاونية العفسة صرّح لنا السيد " عبدون " أنّه بصدد التحضير لمولود مسرحي جديد بعنوان " القبعة الزرقاء" وهو إبداع عن فكرة " جون ميشال ريب" ، القبعة الزرقاء التي تعالج قضية العصر ألا وهي عولمة الصورة وتأثيرها على المجتمع الجزائري  في عصر الرقمية والعنكبوتية .

وعليه ، فالسيد " عبدون علي" من الوجوه الفنية التي تعنى بالمواهب وتسعى لخلق جسر تواصل مع الفن بمعناه الراقي، ليصر على ضرورة بل إلزامية تحضير الممثل وتكوينه باعتبار قاعدة التكوين استثمار أساسي في حقل الفن الرابع.

***********************************************


                            

                        لابدّ من التّكوين والتوجيه الإعلامي....

معسكر تظفر بتأشيرة المنافسة بالمهرجان الوطني

                                للمسرح المحترف شهر ماي المقبل                         

   على مدار أسبوع كامل عرفت عاصمة المكرّة حركة غير عاديّة تمثلت في المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف في طبعته الرابعة ، والتي عرفت استقبال العديد من الفرق المسرحية للتنافس على افتكاك المرتبة الأولى المؤهلة لمنافسات المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر العاصمة شهر ماي المقبل .

 وقد عرفت قاعة المسرح جمهورا غفيرا مهتما بالفعل المسرحي والذي تعوّد على مثل هذا التقليد السّنوي الذي منح المدينة حركيّة جديدة ونشاطا مسرحيا مبتكرا  .

العرض الشرفي الذي برمجته محافظة مهرجان سيدي بلعباس في اختتام العرس الثقافي كان " دموع القمر" من تصميم السيدة " فضيلة عسوس" مستوحى من أعمال الأب الروحي للمسرح الجزائري  " كاتب ياسين" .

" دموع القمر" وعلى أنغام هادئة  رفقة زمرة من الشباب حاكوا واقع أمّة انصهرت بالمآسي إلا أنّها  ظلت صامدة لكسر جدران الصّمت ، ووسط ديكور بسيط ومميز تم سرد واقع مجتمع وأفراد كانت دموعهم تطهيرا لذنوب زمن غير عادل ، ليتم التوقيع على لغة السّلم والسّلام في أرض مضرّجة بدماء الشّهداء ، لتكون ذكراهم نورا ساطعا في أفق واعد ...

"  دموع القمر" الذي كان عصارة تكوين بين جامعة سيدي بلعباس والمسرح الجهوي كشف عن مواهب شابّة تسعى لرسم بسمة الأمل ودحض الماضي الأليم فكانت الدّموع تزكية للنفس الثّكلى بالمحن .

بعد الاستمتاع بالعرض، وقبيل الإعلان عن النتائج تم تكريم سيّدة وفيّة لأبي الفنون لاسيّما مهرجان سيدي بلعباس والتي لم تتخلّف عن أيّ عرض إنها السيدة

 " حمو زينب" .

لتعتلي الرّكح مباشرة لجنة التحكيم المكونة من السّادة " عزري غوتي " رئيسا ،

" علي عبدون " ، " الحبيب بوخليفة " ، " شوقي بوزيد" و" قادة بن سميشة" أعضاء ...

وقد تفضل السيد " عزري" رئيس لجنة التحكيم بالإشادة بكل الجهد المبذول من لدنّ

محافظة المهرجان للرقي بالفعل المسرحي وتوجيهه ، ليصرح السيد

" شوقي بوزيد" عضوا مقررا في لجنة التّحكيم أن الدور المنوط لمثل هته المهرجانات ليس بالهين لاسيما إن أخذنا في الحسبان إلزامية  توفير الدّعم للفرق المسرحية منوها  بجمهور عاصمة المكرة العاشق للفن الرابع ولغة المسرح .

وقد تمّ قراءة توصيات دورة 2010  على لسان العضو المقرر والتي أقرت ب:

أولا إنشاء مجلة خاصة بالنقد المسرحي تتابع كل الأعمال المقدمة بالمهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف في كل من مدينة سيدي بلعباس ومدينة عنابة ، وهذا كشكل من أشكال التقييم ، وترقية الحركة المسرحية في الجزائر تصدر وتوزّع على الأقل عند كل طبعة . 

ثانيا تخصيص ميزانية حتى ولو كانت متواضعة لنسخ وعرض وبيع بثمن رمزي أمهات كتب الفن الرابع وخاصة تلك المتعلقة بالتكوين ، عند كل طبعة.

ثالثا نسخ أقراص مضغوطة لكل الأعمال السابقة للحركة المسرحية الجزائرية حتى يتسنى للفرق تكوين رصيد معلوماتي عن الريبرتوار الجزائري.

آخر توصية تمثلت في توفير محافظة المهرجان الشروط المهنية للفرقة التي ستشارك في المهرجان الوطني للمسرح المحترف وذلك ثلاث أو أربع أيام انطلاقا من الطبعة القادمة .

ليتم العدّ التنازلي  لنتائج الدورة الرابعة 2010،  وقد حصد المرتبة الثالثة تعاونية ورشة الباهية للمسرح من وهران بعرض " يمينة "  للمخرج " محمد آدار" ، في حين عادت ثاني مرتبة لفرقة مسرح الأغواط من الأغواط بعرض " حلم غير مثقوب" للمخرج " هارون الكيلاني" ، المرتبة الثانية والثالثة تشارك في المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر خارج المنافسة.

 

أما الجائزة الأولى المؤهلة لمنافسات المهرجان الوطني للمسرح المحترف شهر ماي المقبل  كانت من نصيب  جمعية الشروق للثقافة والمسرح من ولاية معسكر بعرض " 20 دقيقة " للمخرج " محمد فري مهدي" .

والذي صرّح لنا مباشرة بعد التتويج أنه في قمّة السّعادة بخاصة وأن العمل على النص لم يكن بالأمر الهيّن باعتباره نص كلاسيكي تراجيدي ، بالإضافة وكعمل إخراجي مكّنه من التوصل الى طرح الفكرة الدرامية ، وبما أن الفرقة فرقة محلية

فكانت تهدف دوما الى تحقيق هدف معين ألا وهو طرح فكر درامي مبني على أساس مسرحي ذا هدف ، وعرض " 20 دقيقة" عرض فلسفي تراجيدي محض .

وعن المشاركة في مهرجان سيدي بلعباس للمسرح المحترف في دورته الرابعة أكد أنه امتحان صعب وفي غاية الأهمية ، فالفرقة تعمل بإمكانيات محدودة إلا أن غايتها أسمى ، ونص " 20 دقيقة" يعود الى عشر سنوات خلت وكان العمل عليه نابغا من رغبة دفينة ، بخاصة وأن اقتباس النص ل" حسام قنديل " كان رائعا وقريبا جدا من مستوى الطرح الدرامي ، وعن مستوى المنافسة صرّح لنا ذات المتحدّث أنها لم تكن قوية الى حد ما ، والعرض الوحيد الذي ارتقى الى مستوى المنافسة كان عرض " حلم غير مثقوب " لولاية الأغواط .

وفي هذا فان ما ينتظرنا في المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالعاصمة ليس بالأمر الهين وستكون المنافسة على أشدّها .

وعليه ، فان مهرجان سيدي بلعباس للمسرح المحترف في دورته الرابعة حتى وان تباين فيه مستوى المنافسة فان الهدف الأسمى هو التوصل الى مدّ جسر تواصل بين عشّاق الرّكح والعمل على توجيه الفعل المسرحي ، إذ أن التّظاهرة لا تزال في طبعتها الرابعة وستكشف الطبعات المستقبلية عن مدى التمكّن من تحقيق المسار المنشود .

بقلم : عباسية مدوني – سيدي بلعباس – الجزائر

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية