أخبار فنية

فيلم .. بياع الورد .. لإيهاب جاد الله

فيلم .. بياع الورد .. لإيهاب جاد الله

3230 مشاهدة

 

 

فيلم .. بياع الورد .. لإيهاب جاد الله

 شهيد أم جاسوس؟ ! 

على مدار قرابة عشرين دقيقة، يقدم الفنان فادي الغول دوراً مختلفاً في الفيلم الروائي الجديد للمخرج إيهاب جاد الله، ويحمل اسم "بياع الورد " ، يشاركه في البطولة الفنان القدير حسام أبو عيشة، وآخرون.
ورغم أن الفيلم، الذي يعرض في مهرجان "كليرمون فيران" الدولي للأفلام القصيرة في فرنسا، اليوم، يقدم رسالة تبدو للوهلة الأولى أنها لا تحمل جديداً، بأن يكون الموت هو المصير الحتمي لجاسوس فلسطيني يعمل مع مخابرات الاحتلال لاصطياد المقاومين والتخلص منه، إلا أنه يقدم صورة بصرية متميزة، علاوة على ما يطرح سيناريو الفيلم لجاد الله نفسه، من قضايا شائكة تفتح نقاشات كثيرة على مصراعيها.
ومن بين هذه الجدليات، جدلية مساحة الديمقراطية داخل بنية الجماعات المسلحة الفلسطينية، وجدلية الشهادة، وعبرت عنها مشاهد عنها منها نقاش قائد المقاومة والشيخ حول مقتل الجاسوس، وما إذا كان شهيداً أم لا، كونه ساهم في تسهيل مهمة المقاومة لاغتيال أحد قادة المخابرات الإسرائيلية، مع أن مساهمته هذه جاءت بعد اكتشاف أمره، حيث لم يعد أمامه إلا الاتجاه نحو هذا الخيار ليموت "شريفاً"، وليس "خائناً"، لكنه في النهاية، وبأمر من القائد الميداني للمقاومة، لا يدفن كشهيد، حيث يتم تغسيله، وفي هذا المشهد رسائل جدلية يجب التوقف أمامها.
ويقدم فادي الغول، الذي اشتهر بتقديم عروض ترفيهية للأطفال، دوراً مهماً على صعيد تجربته السينمائية، بعد تألقه الكبير في المونودراما المسرحية  "كلارينت"، التي حققت حضوراً مهماً في مهرجانات مختلفة خارج فلسطين، فهو  "بائع الورد" الطيب والمحبوب، والذي يتكئ على الفكاهة، و"خفة الدم" لترويج بضاعته، ولنسج أكبر شبكة من العلاقات مع المحيطين به، قبل أن ينكشف سره بالعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية.
أما المخرج إيهاب جاد الله، فسبق له أن قدم أفلاماً ذات نكهة خاصة، فيها مساحات شاسعة من التجريب والتجريد، وتحمل الكثير من الرسائل بين أسطرها، كفيلم "البحث عن زاك"، و"الطخيخ"، وغيرهما.
ويقول جاد الله: أعتقد أن فيلم "بياع الورد" أكثر نضوجاً وأقل تجريباً من سابقيه، خاصة أن التحضير الطويل للفيلم، وحجم الإنتاج يحملان فارقاً كبيراً على أكثر من صعيد مما قدمته في السابق .. التحضير للفيلم بمراحله المختلفة، بما فيها من البحث عن تمويل، استغرق عامين تقريباً، وبالتالي لم يكن فيلماً اندفاعياً كسابقيه .. كافة التفاصيل كانت مدروسة.
ويضيف جاد الله: موضوع الفيلم وحساسيته لربما كانت سبباً مباشراً في الحصول على تمويل له .. في النهاية حصلنا على تمويل محلي عبر مؤسسة عبد المحسن القطان، ووزارة الثقافة، ولحقتهما القنصلية الفرنسية، وهي مبالغ ليست كبيرة لإنتاج فيلم كهذا، لكن الإصرار على إنجاز الفيلم ذلل كل الإشكالات، خاصة مع المساعدة التي قدمها لي صديقي المنتج البريطاني مافريج ريتشيلد.
وأضاف جاد الله: خضع العديد من الممثلين لاختبارات تتعلق بتجسيد الشخصيات، حتى التقيت بفادي الغول، ولمست أنه الأنسب لتقديم شخصية "بائع الورد " ، والتي تكونت في النقاشات المتواصلة بيننا، واهتمامه بالتحضير الكبير للشخصية من جوانبها المتنوعة .. العرض الافتتاحي للفيلم سيكون أمام قرابة  1500 مشاهد في فرنسا، وهذا أمر مقلق للغاية، خاصة أن مهرجان " كليرمون فيران" من أهم المهرجانات الدولية للأفلام القصيرة، ويشارك فيها مخرجون عمالقة من مختلف دول العالم.
واشار جاد الله الى أن تحقيق جائزة في المهرجان لا يعنيه كثيراً، خاصة أنه لمس في العديد من المهرجانات التي سبق وشارك فيها، أن الكثير من الأفلام التي تحظى بإعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء لا تنال الجائزة، فقرارات توزيع الجوائز تخضع في الغالب لاعتبارات أخرى تضاف إلى الاعتبارات الفنية.
وأضاف: الفيلم ذو طابع بوليسي، ويروى بطريقة كلاسيكية تنحسر فيها مساحة التجريب إلى أقصى حدود، وبالتالي فإن بنيته وأسلوب تصويره وتمثيله يتطلب أسلوباً روائياً بحتاً .. الفيلم جعلني أقتنع بأنني قادر على صناعة أفلام جيدة .. ويبقى الحكم في النهاية للجمهور بطبيعة الحال.
أما الفنان فادي الغول، فيقول عن "بائع الورد": لم أكن أفكر بتجسيد دور  "بائع الورد"، بل إنني كنت أقترح على المخرج فنانين آخرين لتجسيده، قبل أن يقرر هو أن أقوم أنا بتجسيد هذا الدور، وهذا أصابني بنوع من التوتر، خاصة أنني كنت أتخيل أن من سيقدم هذا الدور يجب أن يكون أكبر سناً، وملامحه تختلف عن ملامحي .. قبلت المغامرة، وبدأت في تقمص الشخصية، لدرجة أنني عشتها، بعد أن تعرفت على العديد من الباعة المتجولين في الشوارع، وبدأت بارتداء ملابسهم، والقيام بالكثير من طقوسهم، قبل أن أترك العنان للعفوية داخلي، والتي كلفتني الكثير من الوقت للخروج من شخصية "بائع الورد" التي كبلتني لأشهر.
وأضاف الغول: أنا في الأساس ممثل مسرحي .. في المسرح يمكن أن نفصل لبعض الوقت بين شخصياتنا الحقيقية وبين الشخصيات التي نجسدها على "الخشبة"، لكن الأمر مختلف في السينما، وهذا ما حصل معي في "بائع الورد"، الذي رافقني نفسياً وجسدياً لوقت طويل، وكان من الصعب التخلص منه.
ويؤكد الغول أن شعوراً بالخوف من تقديم شخصية الجاسوس، لم تنتابه قط  .. وقال: الممثل عليه ألا يتقوقع في أدوار معينة، وأن يبحث عن مساحات مختلفة يقدم في إطارها أدواراً مختلفة وجديدة .. لا أعتقد أن الدور سيؤثر على علاقتي بالجمهور .. على العموم إن كرهني الجمهور في "بائع الورد" فهذا دليل نجاح .. هم سيكرهون الشخصية التي أقدمها ولن يكرهوني، مشيراً إلى أهمية تجربته في "بائع الورد" كخطوة فارقة في مسيرته الفنية

عن جريدة الأيام .

تاريخ نشر المقال  05 شباط 2011

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية