مواضيع للحوار

قراءتي في لوحة الفنانة  ريما الزعبي من ســـوريــا

قراءتي في لوحة الفنانة ريما الزعبي من ســـوريــا

691 مشاهدة

#في _البدء_ كانت _الشجرة .

Painting
Mixedmedia
70x40

 

قراءتي في لوحة الفنانة  ريما الزعبي من ســـوريــا

#بقلـم _عباسية _مدوني _سيدي _بلعباس _الجزائــر

  #تتفرّد دوما الفنانة والمبدعة " #ريما الزعبي" في طرح المواضيع ، من عمق الراهن ومصداقية الوجدان ، حيث لا حدود بين اللون والخطوط سوى الشعور الشاهق ، وفي لوحتها " #في البدء كانت الشجرة"  إيحاء المكان ، ودوما كانت الشجرة هي المنبت والجذر  المتأصل ، وكأنك تقشّرين من لحائها عبورا إلى المدى ، وعلى خصر اللون تنسجين قصيدة الوجود ، رغم عواصف الفصول ، يظل الأزل منحوتة البذل والعطاء ، فكيف لنا أن نجهض كل هذا التماهي ؟ ونحن نغزل من ضفيرة الحياة سلّما للثبات ...نحن نعانق السماء غداة حنوّ واحتواء ، ونرضع من ثدي الأبدية حلما رهن الأفق ...وإكسير الإيمان العميق لما نقوم به هو من سيهزم كلّ زلّة ....الشجرة ههنا برغم قتامتها وكأنها تعلّق أوطانا ، عل وعسى تثمر وعيا وثباتا ، وكأنها تعانق آخر الأوراق وهي تعصف بها رياح التحدّي ، فهل في ظل كل هذا سيخوننا ثغر الإبداع غداة حصار ؟؟؟ لتبقي على جذع تلكم الشجرة وكأنك تبقين على قلبك ، واتركي العناق يلفّ الفؤاد ، إذ على متن هذا الفضاء الفاره ما نزالنا نسكب دما ودمعا وابتسامات حبلى بأثير الأبدية ...وعلى جبين ما ترسمين ذكريات لأرض ولاّدة ما تزال تبسط خصوبتها ، في البدء وفي الأصل الجميع يخلع بصماته ،    لا تفريط في الوقت ونحن نعانق وهجا ملائكيا ، ومن قطاف الكون نعيد ترتيب أثر المحبّة ، ليعمّ السلام أرضا ثكلى بالجبروت ، فهته الأرض ما تزال غضّة ، طريّة وبريئة تحبو على مرتع من الأشجان وبكفّها عطر الورود وبذخ الانتماء ، وفي ثغر تلكم الشجرة الأصل نمت وتنمو ثمار الوصل والإنسانية حتى لا تخون جسر المودّة وطهارة هته الأرض ، فتلكم الشجرة قصيدة متمرّدة تضاجع الشمس والقمر لتفضّ بكارة الصمت والشجن ، وقد تلزمنا قبلة هاربة لنحتمي بين أغصانها الماطرة ندًى المبتلّة برائحة التراب المقدّس ، فأنا وأنت والآخرون نجلس الهناك على مقربة من ظلّها الفارع نبحث في صمت أرواحنا عن عذرية القوافي أين نُبَرعمُ البوح بين نهدي السماء الشاهقة ....