قصة قصيرة

قصص كورونية الحوت في زمن الوباء الدكتور جبار خماط حسن

قصص كورونية الحوت في زمن الوباء الدكتور جبار خماط حسن

524 مشاهدة

قصص كورونية الحوت في زمن الوباء الدكتور جبار خماط حسن

#الحوت _في _زمن _الوباء

#قصص _كورونية

#الدكتور _جبار _خماط _حسن

#امتدت أصابعه على حافة السفينة، رائحة البحر تزكم انفه .. أجبروه على مغادرة السفينة، نظر الى الموج المتلاطم، مشدودا بحبل غليظ، رفعه أربعة رجال من مسافة مترين، خوفا من العدوى، طبيب السفينة صاح بهم أنه يحمل فايروس الوباء، بقاء هذا الرجل في السفينة، يعني العدوى ونقل الفايروس الى مائة من الركاب، لا نريد العودة إلى الوطن جثامين؟ تعرفون لا نمتلك مكانا للعزل في السفينة !

 الحل في إلقائه إلى البحر، قد يشفيه ملح البحر، رد عليه أحدهم، لكنه سيموت؟!

 جاء جواب الطبيب سريعا: موت واحد افضل من موت ألف, ينبغي ان نتحلى بالإيثار في الموت !

 يتكلم الطبيب وصاحبنا يسمع، يصيح يا جماعة الخير، ما بي فقط رشح، اعاني من الربو .. نعم، لكنه غير معدي، أرجوكم لا تلقوا بي إلى البحر، اريد العودة إلى بلدي وعيالي، لا جواب غير الصمت، أشار الطبيب بإصبعه، شدوه بقوة، حملوه ألقوه سريعا، وسط نظرات فصيل من الدلافين خرجت مع الساعة الثانية عشرة ظهرا، هربت السفينة وتركت صاحبنا يواجه البحر .. وسط نظرات الدلافين، اتفقن على مساعدته، حملنه على ظهورهن بعد أن أصبحن صفا واحدا، حتى جاء حوت عظيم، دب الرعب في الدلافين، هربت مسرعة، بقي صاحبنا يشمر بيديه، حتى ابتلعه الحوت، لكنه لم يصل إلى جوفه، فالحبل التف على شفته السفلى، أمسك الرجل بالطرف الثاني من الحبل، كان يأكل مما يكرم علبه الحوت من الزوري - الأسماك الصغيرة جدا - يأكل النيء .. بقي هكذا ثلاثة ساعات أو نصف نهار، حتى مل الحوت منه، الغريب أن الحوت بدأ بالعطاس، رصدت الاقمار الصناعية حركة الحوت والرجل الموبوء، شاهدت عطاس الحوت الغريب، الماء يهتز من عطساته المتكررة، اقترب الحوت من الشاطئ، دب الرعب لدى الأهالي من اقترابه والرجل المصاب بالفايروس، نسمع أصوات طائرات مروحية، مع صفارات انذار، وكان العالم في حالة حرب !

 أصوات الشاطئ ومكبرات الصوت ازعجت الحوت، عطس عطسة عظيمة سمعها أهل المدينة القريبة من الشاطئ، عندها لفظ الحوت الرجل وعاد مسرعا الى الماء، خوفا من تصفيته جسديا، انطلقت سيارات الإسعاف باتجاه الشاطئ، عجوز أخرس كان يشير بأصابعه إلى الأعلى، فهم أخاه أنه علامة من علامات نهاية العالم، حملوه، وضعوه وحيدا في سيارة الاسعاف، نظر من زجاج النافذة الخلفية للسائق، وجده يأكل ساندويشا، ويسمع آيات من القرآن (( وذا النون إذ ذهب مغاضبا.. )) مراسلوا القنوات الفضائية، حاولوا الوصول اليه، لم يفلحوا، اجراءات عزله كانت صارمة، لم يفكر الرجل في هذه اللحظة الا بوجبة طعام، وكتابة رسالة شكر إلى الحوت والاخوة والاخوات الدلافين.