مواضيع للحوار

كتاب  مواسم مسرحية  تأليف نوري عبد الدائم أبو عيسى

كتاب مواسم مسرحية تأليف نوري عبد الدائم أبو عيسى

664 مشاهدة

كتاب  مواسم مسرحية  تأليف نوري عبد الدائم أبو عيسى

مجلة الفنون المسرحية

مقدمة

#تفتقر المكتبة الليبية الى دراسات تعني بالشأن المسرحي الدولي بصفة عامة والليبي بصفة خاصة ، رغم مساهمات العديد من الكتّاب الليبيين ، منها ماحالفها الحظ للنشر . وظلت الأخرى متناثرة في العديد من الصحف والمجلات الليبية التي  لم تجمع إلى الأن لتأخذ طريقها نحو النشر .

 هذا الكتاب محاولة لإلقاء الضوء  ومتابعة " #التظاهرات _والمهرجانات الليبية _إضافة _إلى " مهرجان القاهرة التجريبي ، وأيام قرطاج المسرحية " مع التأكيد على المساهمات المسرحية الليبية  في هذين المهرجانيين ، مع متابعة لبعض الأحداث   المسرحية العربية والعالمية ورموزها .  

هذه المساهمات نشرت في صفحة المسرح بمجلة المؤتمر من " 2003 – 2007 " .

  #نوري _عبد_الدائم _أبو_عيسى

جنزور / قامارا  15-3-2007 م

#أيام قرطاج المسرحية….

#البحث عن الجديد

في الموعد تطل الدورة الحادية عشر لأيام قرطاج المسرحية التي تعتبر من أهم المهرجانات العربية التي حافظت على مواعيدها حتى أنها أصبحت من ثوابت معالم مدينة تونس . تعاقب على إدارتها_ أي الأيام_ مجموعة من المبدعين الذين أثروا الثقافة التونسية والإبداع التونسي العربي، بداية من المخرج " المنصف السويسي، المخرج محمد إدريس، الكاتب عزا لدين المدني، الدكتور محمد المديوني، وأخيرا الممثل هشام رستم ".  يصادف في هذه الدورة - التي تقام كل سنتين - احتفالها بمرور عشرين سنة  على تأسيسها(أكتوبر1983 _أكتوبر(2003. وقد احتضنت الأيام العديد من الأعمال العربية والعالمية وعرفت بالمسرح العربي والأفريقي وفتحت نافذة عما يجري في المسرح الأوربي، والمسرح الأفريقي، وصولا إلى المسرح الصيني، والياباني، والروسي، ومسرح أمريكيا اللاتينية. ،كما استضافت العديد من رموز المسرح العالمي. وكرمت العديد من المبدعين. _ المسرح الليبي كرم من خلال الممثل عمران راغب المدنيني والممثل والمخرج محمد شرف الدين_.كما تبنت الكثير من الورش الفنية بإشراف العديد من المبدعين المسرحيين الدوليين، والعرب، والأفارقة . إضافة لترتيبها للعديد من المحاضرات لمخرجين ومسرحيين ومهتمين من أنحاء العالم.واعترافا منها بدور المسرح الجزائري الفعال في النهوض بالمسرح العربي وتطويره والذي يعتبر بحق من أهم التجارب الفاعلة في الوطن العربي لولا الأحداث الأخيرة التي راح ضحيتها العديد من المبدعين الجزائريين أهمهم المخرج عبدا لقادر علولة الذي يعتبر أحد رموز التجديد في المسرح العربي  و بهذه المناسبة ثم تكريم المسرح الجزائري وبعض رموزه الذين رحلوا عن الساحة الإبداعية  مثل الراحل كاتب ياسين بقراءة بعض النصوص،مثل ( حضور كاتب) لمحمد القاسمي التي قرأها الممثل الجزائري الكبير سيد أحمد عقومي، و  (توائم نجمة ) لبنعمار مديان ،مع شهادة للمخرج التونسي  محمد إدريس  . أما المخرج الجزائري الكبير عبدا لقادر علولة الذي راح ضحية أحداث الجزائر تميزت بمشاركة أسرته فقد أشرفت رجاء علولة على معرض يضم سيرته الخاصة والإبداعية، و ( نصوص أبي ) قرء آت قامت بها ابنته رحاب علولة. وأناشيد قدمها الممثل الأثير لديه  محمد حيمور ، وشهادة للسينمائي محمد إفتسان  إضافة إلى عروض لبعض أعماله أهمها مسرحية ( ناسين وسلاطين ) التي شاركت في المسابقة الرسمية في هذه الدورة وهو نص لعلولة عن عزيز ناسين. وقراءة لمسرحية ( لجواد) وعرض فيديو( لمجنون غوغول ). كما يقدم المخرج الجزائري شريف عياد الزياني، والممثل سيدي على كويرات،والممثلة التونسية منى نورالدين شهادات عن مصطفى كاتب .

تميزت هذه الدورة باستضافتها للعديد من فرق( مسرح الشارع) التي أضفت على الدورة مسحة من التوهج، والحيوية، والحياة في الشارع التونسي عبر منابرها، ساحة تمثال ابن خلدون، وأمام المسرح البلدي ، وشارع الحبيب بورقيبة ، وأمام البلماريوم. وللحديث عن هذه الدورة فأن مستوى العروض المسرحية المشاركة  لم تكن في مستوى عراقة المهرجان _ يستثنى القليل منها_ والأسباب عديدة فهي تفتقد لعروض لفرق لها أهميتها فقد بدأت الدورة تأخذ شكل( مهرجان الهواة) ، فمن الواضح بأن اللجنة لم تبذل جهداً في اختيار عروض مميزة فهناك الكثير من العروض المميزة بتوقيع فرق شابة .فنحن لا نطلب من اللجنة استضافة فرق عريقة_ كما حدث في دورات سابقة_فربما لا تكفي موازنة الدورة للتغطية المادية لفرق بهذه العراقة فأعضائها  بطبيعة الحال  لهم التزاماتهم مع  السينما والتلفزيون(المرئية) إضافة لالتزامهم الرئيس  في المسرح، فمن حقهم بأن يطلبوا مقابل تجميد عقودهم مع هذه المؤسسات. كما أعتقد أنه  من حقنا على اللجنة المشرفة   بأن تحترم رحلة هذه الأيام وتاريخها الإبداعي ومجهود أجيال من الإداريين والمبدعين لإنجاحها فنحن دائما نطمح للأفضل. كما نلاحظ بجلاْ غياب مشاركة الرموز بإنتاجهم  .مثل الطيب الصديقي، سعد أردش، اسعد فضة، روجيه عساف ، شريف عياد الزياني ، حتى وإن كنت الدورة تحمل شعار( الشباب حامل المشعل). بينما شارك جيلهم في المسرح التونسي في عروض موازية للمهرجان، محمد إدريس، فاضل الجعايبي، المنصف السويسي، ولا ادر هل قاطعا المخرجان توفيق ألجبالي و المنجي بن إبراهيم الدورة  أم العكس .

يشارك في المسابقة الرسمية ثلاثة عشرة دولة عربية وأفريقية  وهي تونس ، مصر ، الجزائر، فلسطين ، المغرب ، سوريا ، لبنان ، المملكة العربية السعودية ، الأردن، بوركينا فاسو،السينغال،الكاميرون.     

. أريد أن انوه أخيرا بأن هذه الدورة تبنت الجيل الجديد من  المسرحيين العرب التي نعتبرها التفاتة ايجابية تحسب لصالح الدورة.حتى وإن كان العديد منهم مازال يتحسس طريقه .

 أعلنت النتائج مساء السبت 18/ أكتوبر /2003

وكانت

*جائزة أفضل ممثل للجزائري  بوعناني سمير لأدواره التي جسدها في مسرحية ( ناسين وسلاطين ) للمسرح الجهوي بوهران .

*جائزة أفضل ممثلة للأردنية ساندرا ماضي لتجسيدها لدور الليدي ماكبث في مسرحية( ماكبث)، لمجموعة حكيم حرب، الأردن

*جائزة أفضل تقنية لمسرحية ( حرب على البلكون) لفرقة عمر الراجح، لبنان.

*جائزة لجنة التحكيم الدولية لمسرحية ( فام) لفرقة فام ، السينغال.

* التانيت البرونزي يكون من نصيب مسرحية( هبة المالك )، لفرقة ناغوتي ، الكاميرون.

*التانيت الفضي لمسرحية ( عشاق القمر ) لفرقة المسرح الحي بسوسة، تونس.

* التانيت الذهبي لمسرحية ( قصص تحت الاحتلال) لفرقة مسرح القصبة، فلسطين . وهي المرة الثانية التي تفوز بها بعدما حازت على جائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان القاهرة التجريبي .

*لجنة التحكيم الدولية

وحيد السعفي كاتب وأكاديمي (تونس) رئيساً

فلادمير بيتكوف مخرج مسرحي (بلغاريا) عضواً

بهجاجي محمد ، كاتب وصحفي( المغرب) عضواً

أمبروزا أمبيا مدير مهرجان ودرامي(الكاميرون) عضواً

محفوظ عبدالرحمن كاتب سيناريو ودرامي (مصر)عضواً

هيام عباس ممثلة (فلسطين) عضواً

ليونارد يانكو كاتب ومخرج (توجو) عضواً

*يكرم المهرجان ثلاثة من المبدعين

الحبيب شبيل سينوقرافي ومخرج (تونس)

سامية بكري ممثلة ومخرجة ( فلسطين)

إمبرواز إمبيا مدير مهرجان ودرامي( الكامرون)

*من قصص الاحتلال

   للمرة الثانية يشارك مسرح القصبة (فلسطين) بمسرحية (قصص تحت الاحتلال) التي شارك بها في مهرجان القاهرة التجريبي وتحصل وقتها على جائزة أفضل عرض، المسرحية هي عبارة عن مجموعة من  مشاهد متلاحقة  تجسد من خلال ستة ممثلين _خمسة ممثلين وممثلة _ معاناة الشعب الفلسطيني

. عند افتتاح العرض يطالعنا  الديكور البسيط وهو عبارة عن أكوام من ورق الصحف المختلفة موزعة على ثلاثة أكداس  يختفي تحتها الممثلين وطاولة صغيرة في أسفل يمين الخشبة.. .يبداء الممثلون في الخروج من تلك الأكداس لسرد وتجسيد المعاناة اليومية بشكل لا يخلو من الطرافة فهم يتكلمون عن الموت، والهدم، والحصار ومعاناة أطفالهم، والمخيمات، والتشرد، والفاقة   بكل بساطة وبسخرية مرة يضعونك أمام موقف متردد  إزاء تعاملك مع  هذه الحالة ، كأن تشاهد مكالمة  بين أب وابنه في الخارج يردد الأب لازمة" بأن كل شيء بخير" بعد كل إجابة عن أسئلة ابنه المتلاحقة ، البيت  هدم.... ، فلان استشهد.....، فلانة ماتت في حالة ولادة بسبب الحواجز التي منعتها من الوصول قي الوقت المناسب للمستشفى ،  فلان فصل من العمل ، الحقل اقتلعت أشجاره وبني مكانه مستوطنات ، وتتكرر لازمة كل شيء بخير ، نحن بخير ، الكل بخير ....،وممثل يجسد سيرة حياة حقيبة  ملت الحالة التي تلازمها من تشرد، أب يخاطب  حقيبته طفله الذي لم يعد من المدرسة _ قتل على أيدي الجنود الإسرائيليين_ حتى انه لم يتمكن من أكل تفاحته  .، يكمن سر المسرحية في صياغة الحوار بطريقة عبثية وساخرة،و في المفارقة ، فأن العمل يغلب عليه الطابع المحكي فنحن أمام جوقة تروي الحدث وتعلق عليه وتجسده فالحوار عنصر رئيس في العرض . فهم لا يسمحون لك بالتعاطف المبتذل التعاطف المجاني، التعاطف الخارجي، ولكنهم يضعونك في قلب الحدث   بوضعهم أسئلة كبيرة، وأحيانا أسئلة معروفة ولكن إعادة صياغتها يضعك أمام حالة اكتشاف جديدة للمعاناة. يضعونك في مواجهة عقلك للتفكير بعمق وبحياد أحيانا. فالعمل لا يخاطب متفرج عربي لديه حالة إشباع قوامها أكثر من خمسين عاما بل يضعك أمام حالات إنسانية تخاطب الإنسان في كل مكان، مدعمين فكرتهم بأرقام وحوادث حقيقية فهو يميل أحيانا إلى المسرح التسجيلي، الحركة كانت بسيطة وسلسة وكذلك الإضاءة والملابس _ التي كانت واقعية_ الموسيقي والمؤثرات كانت مركزة  ومؤثرة ، العمل تأليف جماعي وإخراج نزار زابي . عمل يستحق عن جدارة جائزة التانيت الذهبي.

*مراد الثالث

  المسرح الوطني التونسي بإدارة محمد إدريس  يقدم على تجربة لا تخلو من المغامرة الجريئة بإعادته إحياء  نص كلاسيكي  قدم منذ أكثر من خمس وثلاثون سنة ((1966 بإمضاء  المخرج والممثل الراحل علي بن عياد_ النص مهدى له من قبل المؤلف_  ولاقى نجاحا كبيرا ما يزال حياً في ذاكرة المشاهدين والمتتبعين للمسرح التونسي

 ، النص(مراد الثالث) للحبيب بولعراس ومن إخراج محمد إدريس ،تجري أحداث المسرحية في الفترة مابين(1699  _(1702 م ، أبان فترة حكم مراد الثالث أخر البايات المراديين و بنهايته ينتهي حكم المراديين في تونس. تحكي المسرحية سيرة حياة مراد الثالث الذي استولى على الحكم وهو في ريعان الصبا بعدما فر من سجن عمه رمضان باي الذي أمر بسمل عينيه تحت تأثير نديمه ( مزهود ) المغني الأثير لديه ، ولكن الطبيب تحايل على تنفيذ الأوامر بأن أحدث أضرار خارجية وتزويده بدواء يزيل  الأثر مع الزمن ومن هنا تبداء الأزمة الخاصة التي ملأت قلب مراد بالحقد على حاشية عمه وكل من وافقه على تنفيذ الحكم ، علماء الدين، الأئمة، أعيان البلاد، الزبانية ، وبالتالي كل حاشية النظام_ أي نظام_ فهو يرى بأنهم سبب بلواه  ، ومن هنا وبعد توليه العرش يبدءا رحلة الانتقام... ،"كلما أشتعل قلبي حبا أحرقته نار النقمة والثأر"، رحلة الدماء، رحلة الحرب ..."سبيل الحرب ضد النفاق والجبن وراحة البال وسراب الحياة" رحلة الطغاة . يذكرني إلى حد بعيد ب "كاليجولا / البير كامو " فهناك الكثير من نقاط التلاقي بينهما فكل منهما مر بأزمة خاصة_ تتمثل في موت عشيقة وأخت كاليجولا، وسجن وسمل عيني مراد_ وكلاهما مثقف وذكي ولماح ومجادل من طراز رفيع ، اعتلائهما سدة الحكم صغيرين،  ،  ردة أفعالهما الدموية على المقربين منهما ، .،ازدرائهما  المتملقين والمنافقين أعمدة النظام. وأخيراً نهايتهما المتشابهة.  فمراد ضحية مرحلة فتن ودسائس عاش في كنف الدماء والحروب شهد حروب الأشقاء_ والده مع عمه_ أبصر الفواجع وهو غضاً خبر الحياة من بابها المظلم ،فلا مكان للبهجة في حياته حتى الموسيقى يتحاشاها لأنها تذكره بمزهود المغني، و لم يكن للمراءاة مكان في قلبه أو تأثير على أفعاله فهو لم يعرف الحب إلا ذكرى قديمة مع ابنة خاله التي يربطها بمصيره دونما وعد بزواج، أو ابنة عمه التي يزوجها بابن عمهما وسرعان ما يتهمه بالتآمر فيرملها بقتله . فالمرأة  غير حاضرة في هذا العمل وغير فاعلة ،حتى أن ابنة خاله تصل في الوقت الغير مناسب لتحذره من الموأمرة التي تحاك ضده. لاعشق  إلا ل " البالة"_ اسم سيف مراد_  ولا إرضاء إلا لها كما جاء على لسانه " البالة جاعت هاتوا البالة" فبعدما أسرف في القتل ضاق به  الأهالي وضاق به من حوله  بعدما حاول جر البلاد إلى حرب جيرانه( الجزائر)، يقتله قائد فرسانه إبراهيم الشريف_بعدما أحضر فرمانا من الباب العالي بتوليه مقاليد البلاد_، بالاتفاق مع الحاشية والأعيان، تلك البطانة التي كان يحاذرها مراد دائما .

حاول المخرج قدر الإمكان استغلال مساحة  مكان العرض. فقاعة القصر الرئيسية _ قصر باردو_  عبارة عن نصف دائرة قسمه إلى مستويين النصف الأسفل يتخلله مجموعة أبواب تفضي إلى القاعة الرئيسية إضافة إلى باب في  أعلى  وسط الخشبة  يعطيك إيحاء بأنه يفضي إلى دهليز . المستوى العلوي تتخلله أيضا مجوعة من الأبوإب تفضي إلى شرفات التي بدورها تطل على القاعة الرئيسية ، وعلى امتداد مقدمة  الخشبة يمتد مستوى (ممر)حتى نهاية صالة المشاهدين بذلك يقسم المشاهدين إلى نصفين لإعطاء الإيحاء بالحميمية أو ربما بأنك شاهد على الحدث ،كما أستغله_ أي الممر أو المستوى_ المخرج  لتتم عليه كثير من المشاهد، كدخول موكب مراد إلى القاعة،  ودخول المبايعين،  و مشاهد عرس للا أمينة . استغلاله للستائر الشفافة المتحركة التي تمتد على طول المستوى الذي يقسم الصالة. وأحيانا يستغلها لتمتد على طول مقدمة الركح تعطيك إحساس بالجلال والفخامة ، والأجواء الممزوجة بالأسطورة .فتصميم  الديكور بمساعدة الإضاءة  تيسر طريقة الانتقال من مشهد إلى أخر إضافة  للستائر المتحركة والإكسسوارات التي يتم بها تحديد مكان الحدث . الملابس مصممة بدقة تنقلك للأجواء التاريخية  لتلك الفترة .تمت اختيار الموسيقى التصويرية والقراءة القديمة المنتقاة من القران الكريم والتواشيح الدينية .و المؤثرات الصوتية بشفافية عالية وعن دراسة واعية . تعامل المخرج مع المجاميع _حوالي أربعين ممثل_ والرقصات التعبيرية وكيفية ربط كل هذه العناصر و المفردات ليشكلون عملاً متجانسا فيه الكثير من المتعة والفرجة على مدى ثلاث ساعات . العمل نفض الغبار على نص تقليدي بعدما كان منسيا لعقود من الزمن  بروح لا تخلو من المعاصرة . 

*العروض الجزائرية

يشارك المسرح الجزائري بعرضين في الوقت الذي يكرم فيه في هذه الدورة .العرض المشارك في المسابقة الرسمية لفرقة المسرح الجهوي بوهران يحمل اسم ( ناسين وسلاطين ) النص أعده المرحوم عبدالقادر علولة عن ثلاث قصص قصيرة للكاتب التركي عزيز ناسين قسمها على ثلاث مشاهد منفصلة  تحمل أسماء ليلة مع أحمق، الملك والغربان ، الوسام.. قام المخرج غوتي عزري  بتوليف بين المشاهد من خلال التحايل في تصميم الديكور بحيث يجعله ينتقل بكل بساطة من مشهد لأخر بتغيير بسيط في بعض عناصر الديكور أو من خلال الإضاءة المخرج راهن على قدرة الممثلين_ ستة ممثلين_ وحركتهم في توصيل الفكرة دون الإخلال بعناصر العرض الأخرى في هذا العرض تحصل الممثل بوعناني سمير بجائزة أفضل ممثل.

*جمعية الفنون الدرامية "محفوظ طواهري" يقدمون عملاً من المسرح العالمي ( الملك يموت) يوجين يونسكو بترجمة ( بن رابح احمد)  الترجمة كانت بالدارجة الجزائرية التي أعطت للعرض روح عربية وكأننا أمام نص عربي حكاية المسرحية بأن الملك يرفض نباء قرب موته  رغم تأكيدات الملكة وطبيب القصر ، العرض مر هادئا وسلسا وأبتعد عن التشنج الذي يصحب عادة هذه النوعية من الأعمال . الحركة كانت بسيطة ومركزة . الممثلون يغلب عليهم الطابع العفوي في الأداء الصوتي والحركي  .

*المسرح الوطني بنغازي

يقدم المسرح الوطني بنغازي مسرحية " توقف " ل" منصور بوشناف " من إخراج " فرج أبو فاخرة "  ولأنها المسرحية الأكثر حظاً لمنصور فقبلها قدمتها فرقة الجيل الصاعد بإخراج " أحمد إبراهيم " وتمثيل محمد الطاهر وفاطمة غندور كما كانت _المسرحية_ مادة حية لطلبة المركز العالي للمهن المسرحية في مادتي التمثيل والإخراج ، ولكي لا أظلم مجهود مقدمو العرض وكاتب النص أرى أن تفرد مساحة متأنية للحديث عن عمل قدم من رؤيتين. العرض الذي شارك في المهرجان من تمثيل ناصر الأوجلي وحنان الشويهدي.  

*من داخل الندوة الفكرية الدولية

الكتابة المسرحية......النص، الركح، الجمهور

*كان انفتاح التجربة المسرحية التونسية على ممارسة فن الكتابة المسرحية( الدراماتورجيا) متزامنا مع ظهور بوادر يمكن أن يشكل حركة مسرحية طليعية على غواية ما يسمى بالمغامرة الدراما تورجية ، وهي مغامرة أذابت الجليد المسافة بين استقلالية الكاتب المسرحي وبين المخرج الذي كانت مهمته نقل النص من دفتي الكتاب إلى مساحة الركح.

أ-عبد الحليم المسعودي (تجليات الحس التجريبي في الدراماتورجيا التونسية من خلال تجربة المخرج المؤلف)

*إن التطور التاريخي للعلاقة ما بين النص والإخراج لم يعمل إلا على شرح وتوضيح عنصري العرض ديالكتيكيا وهذه العلاقة تختصر نفسها في :- أما أن الإخراج يبحث عن الكيفية التي يقول بها النص . وإما أنه يعمل على خلق مسافة مابينه وبين النص أو عقد علاقة نسبية معه من خلال خلق رؤيا لا تعمل على قراءة النص بطريقة مختلفة فحسب وإنما تتجاوزه .

د – محمد سيف ( النص ، العرض ، وبعض تجارب مسرحية )

* إن العلاقة بين المخرج والكاتب محددة وواضحة ، لكن إذا اختلطت تلك العلاقة وتداخلت فيها صراعات الإرادات والنرجسية، ومحاولات كثيرة من المخرجين الدائبة تهميش دور المؤلف أو حتى إلغائه كما يحدث في كثير من العروض التي تعتمد على الرقص والغناء وما يسمى بلغة الجسد واغتصاب دور المؤلف لينسبه إلى نفسه ، وادعاء أن المخرج هو الذي ألف نص العرض متناسيا بأن ما يقوم به المخرج مستلهما من نص المؤلف.

أ- عبدالغني داود (مصير النص بين الكتابة والركح والجمهور)

*المتعة المسرحية والتي هي أعلى درجات التفكير تتحقق مرة من خلال خلق البعد الجمالي ، والثانية من خلال عملية التفكير ، فرؤية الواقع شيء ، وتمييز حركة الواقع وجدليته شيء أخر . بعض المسرحيين يكتفي بالبعد الجمالي فيسقط في الشكلانية والأخر يكتفي بالبعد الفعلي فيسقط  في التعليمية والدعائية

 والأيد ولجية . ولكن المهم والأهم في تحقيق الخطاب المسرحي هو الوصول الى مرحلة التطابق حيث يمنح للفن المسرحي معايير اجتماعية وبهذا يتحقق فعل الوسيط بين المبدع والمجتمع.

أ-عوني كرومي (الخطاب المسرحي وفن المشاهدة)

* تحمل الصورة منطلقات فكرية وجمالية لمضامين فلسفية ضمن إشكالية الوعي قائمة على البحث عن الروح المطلقة أو سر الأسرار، إنها تتكلم لغة الجسد ، والضوء، والخطوط، والمساحات الفارغة ، والألوان ، والكتل السحرية........مسرح الصورة بحث جمالي في فلسفة الروح المطلقة ، تشييد للإرادة البشرية المعبرة عن غموض العلاقات ، ذاكرة مرئية تخاطب اللأوعي ، أحلام مستوطنة في الذاكرة الجمعية تفجر الصورة مكنوناتها ويتحرك هذا العالم السحري كله ليضفي الأجواء القدسية على العرض ومن هنا تتشكل بنية النص وتحولاتها في تشكيل العرض المسرحي.

أ.د- #صلاح القصب (مسرح الصورة أنموذجا) .