مواضيع للحوار

كتب الدكتور جبار خماط حسن المسرح ديليفري

كتب الدكتور جبار خماط حسن المسرح ديليفري

645 مشاهدة

كتب الدكتور جبار خماط حسن المسرح ديليفري

 

#المسرح_ديليفري

#كثر الحديث والجدال بين جدوى المسرح (( اون لاين )) في سد حاجة الشغوفين بالمسرح - في وقت الحجر المنزلي حصرا - ونضع خطين تحت كلمة حصرا، لأنه يراد تقديم وجبة سريعة، قليلة الكلفة ، سريعة الإنجاز تصل إلى بيتك وانت في راحة تامة (ديلفري العرض المسرحي و التلقي) وبين من يعلو صوته رافضا بحجة أن هذا المسرح رجس من أعمال الرقمية المنبوذة، لأنه ينكر علينا تلك اللذة الحميمية واللقاء الحي بين الجمهور والعرض المسرحي ، وما بين هذا وذاك بقي المسرح معزولا مضطربا يعاني ارتدادات فكرية وأسلوبية غير مستقرة ، عكس حفيدته السينما التي تصالحت مع نفسها وعرفت حدودها في الإنتاج والصناعة والتلقي ، أن حال شيخنا المسرح يشبه حال السمك، مأكول مذموم - كما يقول المثل - وأن تعددت طرائق طبخه وإعداده !

 إذ لا تسمح لك هراوة النقد والنقاد التي يلوح بها امام كل مقترح يريد إيجاد فضاءً  بديلا مؤقتا داخل البيت ، لاستقبال حياة مسرحية تأتي اليك اون لاين !

اقول لكلا الفريقين ، فريق العروض التقليدية التي تؤمن باللقاء الحي الساخن ، وذاك الفريق الذي يقترح - مؤقتا - عرضا مسرحيا افتراضيا يحقق معادلة بالبيت خليك .. يأتيك المسرح وانت مدد رجليك، المهم عندي يا سيادة يا كرام التجربة المسرحية ، ونعلم جيدا ، لكل تجربة مسرحية اشتراطات إنتاجها وظروف عرضها ، وما مقولة (( اللقاء الحي )) الا مفهوم رخو يمكن تقويضه لأنه يتناقض مع العروض التي تؤمن بالايهام ، إذ ما معنى قولنا في عروض مسرح العلبة كلها ، ان ثمة جدار رابع بين الأداء التمثيلي والجمهور، هل يكون التلقي مباشرا ومتطابقا أسلوبيا؟ الجواب صحيح أن الجميع يتواجد في بناية واحدة – المسرح - لكن ثمة مسافة وعي فاصلة بين الجمهور والعرض المسرحي . بين ظلام صالة الجمهور، وإضاءة فضاء العرض المسرحي ، وهذا يعني أننا نستقبل العرض عن بعد ، وليس على نحو التطابق !

وهذا يعني اننا نعيش في المسرح التقليدي ، اشتغالا افتراضيا في الوعي، نستقبل عن بعد ما يجري على خشبة المسرح ، وهو ما حاولت - في المقابل - بعض الاتجاهات التجريبية، تجاوزه والرجوع الى الفرجة التي تحررت قليلا من ايهام الافتراض في مسرح العلبة ، وغادرت المباني المسرحية التقليدية، وذهبت إلى الأماكن البديلة / الفضاء المفتوح ومسرح الشارع . وهي دعوات اسلوبية لكسر الجدار الرابع الفاصل بين الاداء والتلقي ، أو بمعنى آخر ، الانتقال من التمثيل / العلبة ، إلى الأداء / الفضاء المفتوح، ومن العرض المسرحي / العلبة إلى الفرجة / الفضاء المفتوح ومسرح الشارع . ولأن مقترح بعض الزملاء ، ان تتحول البيوت - مؤقتا - الى مسارح افتراضية، تنتج عروضا تشابه أسلوبيا عروض العلبة - المباني المسرحية ، مضمونا وتقنية، الفرق ان الجدار الرابع الفي مسرح العلبة ، اصبح تلك الشاشة الشفافة في اللابتوب او الموبايل على نحو غير مباشر . اخوتي في المسرح ، ليعمل الجميع ويجتهد لتجاوز الحجر المنزلي بما هو نافع فكريا وفنيا وقيميا ، لأنه توجيه النداء في مواجهة الوباء .