أخبار أدبية

كتب الدكتور جبار خماط حسن ثلاث جمهوريات في مدينة

كتب الدكتور جبار خماط حسن ثلاث جمهوريات في مدينة

508 مشاهدة

كتب الدكتور جبار خماط حسن ثلاث جمهوريات في مدينة

#ثلاث_جمهوريات_في_مدينة

#كورونا

#اكسر_ظهرها

ولدت وما زلت في مدينة تتنفس الاقتراب الاجتماعي؛ ولا تؤمن بالتباعد! كورونا تعرفهم، هم تكيفوا معها، امشي بين الناس، أجدهم في تجمعات، يتسامرون ويتحاورون، لا كمامات ولا كفوف، اسألهم، الوقاية ضرورية من كورونا ؟

 يقولون نعم اكيد، من واقع التجربة، كورونا مثل السرطان يكيف على جسم ما بي مناعة ..  يكيف على جسم يخاف وإرادته ضعيفة. واحنه وداعتك قاومناها بتجمعنا، بإيماننا اننا اقوى منها، وصدق واحد يعرف الثاني، والمريض كبل تأخذه للمستشفى .. هي وينها ؟

( يقصد كورونا) خلي تجي، والله الا اكسر ظهرها وظهر الي جابها ؟! يوميا بعد الفطور، اطلع امشي وحدي، انظر إلى الناس في سعادة وطاقة يلعبون الكرة، أو يجلسون في حدائق التي تتوسط الشوارع العريضة ( شارع 60) يتناقشون بالدين والسياسة او يلعبون الدومنه، يتوزعون حسب الفئات العمرية، يتباين خطاباتهم حسب الميل والاستعداد والخبرة والثقافة. امشي، تأتي راكضة كلماتهم المشعة بالثقة، مدينة فقيرة وغنية ، منظمة وعشوائية، تحب الحياة والموت في نفس الوقت، ولهذا نجدهم يجتمعون في الافراح والأعراس، بنفس تجمعهم في الاحزان والفواتح، طقوس عالية التنظيم، تقريبا تأجلت الآن بسبب كورونا، تقرأ على قطع القماش السوداء، كل نفس ذائقة الموت .. رحل عن هذه الدنيا الفانية، إلى دار الحق والبقاء، فلان ابن فلان، وتعتذر عائلته، على استقبال المعزين، حسب توجيهات المرجعية ووزارة الصحة. التزام مجتمعي من العشائر في مدينة حملت ثلاثة اسماء مثلت ثلاث حقب تاريخية، الحكم الجمهوري بعد الملكي، مدينة الثورة / عبد الكريم قاسم، مدينة صدام، أثناء الحرب العراقية الايرانية، في زمن صدام حسن، ومدينة الصدر، بعد 2003, ودخول الأمريكان إلى العراق. دوما أتذكر مفهوم دولة المدينة، وانا اتجول فيها، فهي بالإمكان ان تكون دولة، شعبها يصل الى 4مليون، يعملون بمهن متعددة، موظفيها لديهم خبرة طويلة في إدارة الدولة العراقية، سباقين إلى المشاركة في الحروب، حتى أصبح طعم الشهادة، على لسان كل مواطن بعيش في هذه المدينة. لم يتغير الحال وحركته عن ما كان قيل كورونا، الإيقاع ما زال لازمة أساسية في حياة هذه المدينة. حفظها الله ورعاها.