مواضيع للحوار

كتب الدكتور جبار خماط حسن شيخوخة مبكرة

كتب الدكتور جبار خماط حسن شيخوخة مبكرة

551 مشاهدة

كتب الدكتور جبار خماط حسن شيخوخة مبكرة

#الدكتور _جبار _خماط _حسن

#شيخوخة_مبكرة

#قلتها سابقا، وغضب مني الكثير !

 في زمن كورونا ينتعش مسرح ديليفري (( اون لاين)) يأتيك متى شئت وأنى تكون .. أما أخينا المسرح الحي بجمهوره، مازال يرتدي كمامته وكفوفه خوفا من العدوى، طالت لحيته وبانت عليه الشيخوخة من الضجر! الغريب أنه على مدار محاولاته التجريبية، أراد أن يعود المسرح إلى حميميته المباشرة، لا فرق بين العرض والجمهور إلا بقدر اقتراب مسافته الجمالية، وأن أكرم العروض لدى الجمهور أقربها إليه في الفهم والمعالجة؛ بدأ حميميا في الأسواق والطرقات العامة، ثم تلقفته الدولة ليكون ابنها فكانت المسارح والبنايات مكانا لترويج خطابها، سخروا من هذه السياسة المسرحية، عادوا به إلى الطرقات في كوميديا الفن الشعبي، بعدها ظهرت الحداثة والأيديولوجيا؛ قالت لا، أي طريق وأي شمس، المسرح صناعة وخطاب مقنن في نصه وعرضه، لنعد به معلبا في صندوق لا نرى الجمهور وهو يرانا يفصل بيننا جدار رابع وهمي، سذاجة من صانعي العرض المسرحي، ومكر في تنميط وعي الجمهور على مقاس خطاب العرض المسرحي الجاهز !

أي خطاب جاهز وحركة الوعي تتطلب التغيير، هذا ما قاله شاب هرب من النازية، تلقفته رأسمالية أمريكا، بعد الحرب العالمية الثانية، لتوثث حلمها الأخضر في انتشار خطابها حول العالم بالضد من الشيوعية الأممية، خطاب هذا الشاب الخروج من الخطاب المغلق الجاهز المعلب، إلى لعبة الانفتاح بلحظة التغريب، من الخاص/ الخطاب المسرحي إلى العام / خطاب الجمهور، وهو انتقال من المؤسسة الجماعية الموجهة، إلى الوعي الفردي المستقل، أنزل إلى الجمهور بحميمية؟

حاول قدر المستطاع إلغاء أو تقريب المسافة بين العرض المسرحي والجمهور؟

 من هذا الشاب الألماني، بدأت بوادر المسرح التجريبي والمختبر الذي يرسم خارطة طريق وصول العرض إلى الجمهور. حركات تجريبية لها جمهورها المحب لها مثل الشمس والخبز وكأن العالم دمية جميلة، الجمهور أطفال تنتظر اقتنائها، وبدأت لحظات التنافس التجريبي بين المسرحيين، تفننوا في صناعة الأشكال المبهرة، أصبح المسرح نخبويا، لم تعد المسارح رائجة في علاقتها بالجمهور، أصبحت مناسباتية، نجتمع كل سنة أو سنتين، في علاقات نمطية جافة، ثم يسدل الستار!

حتى علت الأصوات غادروا النخبوية، أعيدوا المسرح إلى الشارع، نبضه واسئلته الساخنة، لكن يا فرحة التي لم تتم، خلت الشوارع من الناس بسبب كورونا، أغلقت المسارح خوفا من الاختلاط !

 ولأن المسرح لا يهدأ أو يستكين، له القدرة على التكيف مع الحالات الصعبة والطارئة، صاح بأعلى صوته، لن اتوقف .. سأكون بينكم، في بيوتكم، في أي لحظة، في أي مكان، ما عليك سوى دعوتي في لاب، أو الموبايل، أو ما شئت من خيرات التكنولوجيا، مسرح ديليفري، أصل إليك ساخنا، ما عليك سوى تذوق خطابه !

 وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.